زيد الحلو
عند قدوم كل عرس انتخابي جديد تتجدد الآمال وتطلعات الشعب العراقي المحروم بكل ما تحمله الانتخابات من شخوص قد يحققون ما عجز عنه السابقون في النهوض بواقعهم المؤلم . وفي ظل هذه الاحداث التي عاشها ويعيشها العراقيون من أزمات تلو الازمات يقف المواطن في حيرة من امره والسؤال الذي يتبادر في ذهنه من انتخب ولمن اعطي صوتي وهل هناك من يستحق ان اضحي واذهب لأنتخبه ؟؟ فالوجوه نفسها وعلى حد تعبيره ( والزين اليجي راح يتعلم من الشين الراح ) ؟ . نعم فاليوم وفي ظل هذا الحراك السياسي يقف المواطن متحير أذ كيف يفوض أرادته الحرة ويقدمها قرباناً لأنسان يمثله في رسم سياسة الدولة او المحافظة ويدافع عن طموحاته ويسعى لبناء اسس سليمة لعراق المستقبل , وفي ظل انعدام مقومات بناء الثقة وكذلك الشكوك النفسية التي يحملها المواطن وكادت ان تخلق قناعة بعدم جدوى الانتخابات والمضي ولو لأمتار لأختيار اي شخص او قائمة وهذا الشعور متوقع بسبب انتهاء فترة التقادم بين المواطن والدولة حيث فشلت الاخيرة ( السلطة التنفيذية والتشريعية ) في تنفيذ مايتطلع اليه من آماني واحلام وتصريحات صورت له لوحة جميلة لوحة نهوض وعدل وقانون وامن , فأي جامع يجمعنا من الشما الى الجنوب يجد تيارات وصراعات مذهبية وطائفية وتفاوت طبقي قد يكون مصطنعا في بعض الاحيان مقابل بطالة ظاهرة وفقر في ظل دولة كبيرة بجيشها وشرطتها وعديد مسؤوليها ولجانها الرقابية ومع دولة يشل الفساد حركتها ويقمع ملذات العراقيين . فالانتخابات هي سلاح ذو حدين أما ان توصل هذه الممارسة الديمقراطية عناصر ممثلة عن الشعب تمتلك الاهلية للحكم والقرار والأكفاء الذين يحظون بأحترام الجماهير , ا وان تبرز وتوصل الشخصيات العاشقة للسلطة والفاسدة والسارقة لأحلام الشعوب . ومانخشاه في ظل الازمات الخطرة التي نعيشها ان يسعى الآخرون الى التأجيج الطائفي من أجل تحشيد الناس على خانات طائفية لكي يحصد اصواتهم وهو اخطر مايواجه المشهد الانتخابي القادم واخطر ما نتوقعه وماهو واقع ان يلجأ المتصيدون في الماء العكر الى الاصطفاف الطائفي باعتباره الضمانة الاكيدة له في ظل فشله في ادارة الدولة بكل مرافقها الحيوية فكلنا نعلم بان الشيعي في البصرة متيقن بان ابن الانبار السني لن ينتخبه ولو كان افضل البشرية وكذلك السني في الموصل يعتقد بان الشيعي في العمارة لن ينتخبه ولو كان سيد عصره وهذا الامر حاصل ايضا في كردستان العراق فلا الكردي ينتخب ابن الجنوب ولا يحدث العكس , فكلهم يلعنون الطائفية في الفضائيات ولكنهم كلهم يحتاجونها في الانتخابات . انا بهذا الكلام لست اقول للمواطن بان تصبح مغلوب على امرك وترضى بالموجود وان لايبقى مغفلاً فيضحك عليه اللاحقون كما ضحك عليه السابقون ولا يستطع ان يسألهم ماذا قدمتم لنا طيلة السنين ؟؟ بل اردت من كل هذا السرد ان يكون واعي لكل مايحدث حوله وخصوصاً هذا السلاح الطائفي القادم وكذلك ما سوف تشهده العملية الانتخابية وتسبقها من حرب نفسية واشاعات واتهامات وتسقيط وكلنا نعرف بان السلاح النفسي مؤثر في النفس الانسانية وكذلك اسلوب الدعاية يكون له وقع مؤثرعلى الارض عندما يأتي عن طريق الاحاديث والاقوال والاخبار التي يتناقلها الناس دون التحقق من صحتها وصدقها هذا السلاح الذي يستخدمه من لايملكون مشروعاً وطنياً ولايتمتعون باي شعبية على ارض الواقع فتراهم هكذا يشككون ويفترون على حملة الرسالة والمشروع الوطني , وان لايبقى يبحث لنفسه عن الذريعة والاعذار حتى لايذهب وينتخب . فمرة اخرى على العراقيون الابحار وبسفينة جديدة وبطوق نجاة واحد يجمعهم الا وهو ان يصوتوا ويختاروا من يمثل الارادة الصادقة لتحقيق طموحات منتظرة منذ سنين بعد مخاض عسير وضياع وهدر في الاقتصاد والمال العراقي والاستثمارات الفاشلة التي شهدتها بعض محافظات عراقنا الحبيب نتيجة غياب القيادة الناجحة ومن المؤكد ان هذا الفشل يتحمل الناخب (المواطن) جزء منه لاختياره غير المسؤول وان هؤلاء هم الموجودين في الساحة السياسية ولايوجد غيرهم لا يكلف نفسه البحث والتمحيص . واخيراً يبقى الرهان على الناخب ليختار من يعمل من اجل مدينته ويوفر الخدمات الحياتية والانسانية ومن يحمل المشروع الوطني لأهالي تلك المحافظة او المدينة ويكون الاختيار على اساس القدرة والكفاءة بروحية وطنية وموضوعية صادقة للبدء بالتحرر من المحاصصة والطائفية البغيضة , وان كيف نمارس هذا الحق الديمقراطي ونحن امام صناديق الاقتراع في كل مكان .
https://telegram.me/buratha