المقالات

ترقيع × ترقيع

487 23:01:00 2013-01-28

بقلم/ ضياء رحيم محسن

يتذكر الكثير منا كيف كانت أمهاتنا تقوم بترقيع ثيابنا، لأن أبنائنا ليس لديهم القدرة على توفير المال الكافي لشراء الملابس الجديدة؛ في حين إن الأغنياء فقد كانوا يعيشون في بحبوحة وبالتالي لم يكن يشغل بالهم كيف يتدبرون المال اللازم لشراء مايحتاجون. الأمر الذي يجعل من حياتهم تسير بإنسيابية بدون أن يعكر صفوها شيء.مثل هذ المقدمة يمكن إسقاطها على الدول، كوننا قرأنا في الإقتصاد عن وجود إقتصاد جزئي وإقتصاد كلي، فالإقتصاد الجزئي الذي هو إقتصاد الفرد بالدرجة الأولى والمشاريع كل على حدة؛ في الوقت الذي يتألف الإقتصاد الكلي من مجموع هذه الإقتصادات الجزئية، وعليه عندما تكون هناك دول فقيرة سيكون لدى حكومتها العذر في عدم تأمين ما يحتاجه ابناء البلد بالقدر الكافي ، حيث تقوم بما يشبه عملية التقشف في تأمين تلك الإحتياجات، لكن هذا الحال لا يمكن تطبيقه على الدول الغنية، كونها تملك القدرة على تأمين إحتياجات الحياة اليومية لأبناء بلدانها!!فهل يمكن بالتالي تبرير تقاعسها في عدم توفير تلك الإحتياجات؟في بلد كالعراق بميزانية تصل الى أرقام فلكية، نلاحظ أن كل شيء تقوم به الحكومة هو عبارة عن ترقيع× ترقيع، فلا نكاد عن إفتتاح مشروع حتى نسمع عن عمليات الفساد التي شابته أو تشوبه، بسبب أن الشركة المنفذة لم تكن رصينة إضافة الى عدم مطابقة تنفيذ المشروع للمواصفات الفنية التي تم توقيع العقد على أساسها. والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى وأدراج هيئة النزاهة ممتلئة بمثل تلك المشاريع، هنا لابد من تشخيص الخلل أين يكمن؟إن الخلل يكمن في عدم وجود دور رقابي رصين مُحَصْن ضد عمليات التهديد والوعيد وكذلك عمليات تقديم الرشاوى والهدايا التي يقدمها المقاولين مقابل التوقيع على كشوف المشاريع الغير مطابقة للمواصفات. إن الحل يقوم على أساس تهيئة كادر رقابي محصن من مثل تلك الأساليب من خلال توفير الحماية القانونية وكذلك تشريع قانون يتم بموجبه مساءلة كل موظف مكلف بخدمة عامة عن أمواله من اين إكتسبها، خاصة إذا كانت غير منطقية، على أن يشمل جميع من يعيلهم بصورة مباشرة.والله من وراء القصد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك