أحمد هاتف
تبادل لأطلاق النار ، وعمليات خطف ، وأعتداءات أستفزازية على أفراد من الجيش العراقي ، تلك هي حصيلة ، يومين من التطورات ، التي أختلفت حولها العناوين ، فــقد ذهب البعض الى أذكاء نار المطالب بــ " التحقيق بالأعتداءات على المتظاهرين " ... فيما ذهب البعض الى التحقيق بــ " الأعتداء على قوات الجيش " ... فــ أي الفريقين على حق ..؟ هذا هو السؤال ... ولمعرفة ماينبغي للجواب أن يرتديه ، علينا العودة الى الوراء قليلا .. لنرى الأمر من زاوية أكثر أتساعا .. فـــ منذ أعادة هيكلة الجيش العراقي ، بعد الأحتلال الأمريكي ... وبدء عملياته في مطاردة الأرهاب " دأبت فصائل من ذات المناطق المحتجة اليوم على تسمية الحرس الوطني بــ " الحرس الوثني " .. ومنذ بداية تلك العمليات ، أختطفت المئات من الجنود ، وتم التنكيل بهم ، وقتلهم ، والتمثيل بهم ... وحدث مئات الأشتباكات مع هذه القوات ، ولم يعد الوفاق قائما مع الجيش منذ تلك الساعة .... ويبدو لي أن الأمر اليوم ، ماهو إلا أستمرار لذاك النهج الذي عدَّ معاد لتلك الجغرافيا دون بيان الأسباب ....اليوم تعاد شيطنة الجيش العراقي من جديد ... ويجري تجريمه كما في الماضي تماما ، والأشارة اليه وكأنه جيش أجنبي لايمت الى العراق بصلة ، وبذات الوقت ، تعلن بعض القنوات عن " أنشقاقات " في صفوف الجيش والتحاق ضباط ومراتب بصفوف المتظاهرين ، وهو أمر عدَّ غريبا في بلد يمتلك الفرد فيه ، وبحكم الدستور حق التظاهر السلمي ، وفي ظل حكومة منتخبة ، تمثل كل أطياف المجتمع العراقي .... فـــ ما الذي يجري في المثلث السني العراقي ؟ ... وأية أجندات تحاول العبث من وراء الستار ، لسفك دم الود بين الشعب وقواته المسلحة ، وهي العملية الأخطر كما يبدو لي .. لأن الجيش العراقي مؤسسة مستدامة في الحياة العراقية ، لاتزول بزوال الحكومة ، ولاتتبدل بأجراء الأنتخابات ، ولاتتغير ، لأنها مؤسسة المواطن ، ودرع الوطن الحامي ... فـــ ما الذي يحدث أن أعدنا شيطنة الجيش ، وقارعناه العداء ، وأقمنا حاجز الكراهية بين الشعب وهذا الجيش .. والام ستؤول الأمور حينذاك ....والأدهى من هذا كله ، هو تعامل وسائل الأعلام مع هذا الجيش وكأنه قوة خارجية ، من خلال كيل الأتهامات له ، بل ذهب البعض الى تسميته بــ " جيش المالكي " .. في محاولة للنيل منه ، وتنمية العداء بينه وبين الشعب .. وهو أمر غاية في الخطورة ، يذكرنا بــ " تسمية الجيش السوري بـــ كتائب الأسد " ... حتى أن أستخدام مفردة " أنشقاق " تأتي كمحاولة في هذا السياق ، ... الذهاب بالعراق الى مايشبه " المستنقع السوري " ... حيث أن الأدوات المستخدمة في التأسيس والتأجيج والدعم هي ذات الأدوات ، دعم لوجستي كبير ماليا وأعلاميا ، أسلمة الحراك ، غياب التمثيل القيادي للحراك ، مرجعيات الحراك ، المتمثلة بـــ " الشيخ يوسف القرضاوي " ..... الدعم التركي وأشاراته الى تأسيس مايسمى بـ " الجيش العراقي الحر " ... ومؤتمر " نصرة أنتفاضة الشعب العراقي " ... ومفردة " أنتفاضة " تأتي كــ تلويح بالرد على الأنتفاضة الشعبانية ، وكأنهم يريدون الأشارة الى تبادل الأدوار ، والتدليل على المظالم ... كما إن أستخدام الرموز الدينية من أعلام " تنظيم القاعدة " والعلم " العراقي السابق " .. وصور الرئيس السابق صدام حسين ، وصور السيد أردوغان ، وعلم المملكة السعودية ، والعلم التركي ، وعلم أقليم كردستان ... كلها تذهب بذات الأتجاه ، أتجاه خلق مواطن ودكتاتور ، ومقاتلين ثوار ، وجيش طاغية .... هذا هو المشهد المراد أبرازه من خلال التركيز على " شيطنة الجيش " .. والسؤال هنا ... ماذا لو توسعت رقعة الأشتباكات ...؟ .. ماذا لو غرقت الرمادي بالدم ، وأختطفت من قبل التنظيمات المسلحة التي تفيد بعض المعلومات بتدفقها الى هناك من منفذي " الأردن وسوريا " وأقليم كردستان الذي يبدو أنه يرعى بشكل ما عملية أنفصام الأقليم الغربي ، ويدعمه لوجستيا وعسكريا ، من خلال السماح بتدفق المقاتلين الأجانب الى الرمادي وتكريت والموصل وتسهيل مرور المدربين الأجانب ورجالات الأستخبارات العربية الذين يهيئون المشهد للتلاعب بالدم .. سيما أن أول بادرة لشيطنة الجيش العراقي بدأت على حدود الأقليم مع " قوات دجلة " التي صورت أعلاميا بـ " أنها قوات طائفية تمثل رئيس الوزراء بشكل شخصي " وهاهو الأمر يتكرر مع قوات أخرى في الأنبار ، وثالثة في " نينوى " وسيستمر الأمر ليشمل " صلاح الدين وديالى " .. كل هذا يأتي كمحاولة لتبرير الأشتباك وتهيئة الأجواء للمعركة القادمة التي ستدعم لوجستيا من تركيا ، وقطر وأقليم كردستان ، الذي سيحاول أن يستغل الحراك لأستعادة تحالفه القديم مع بعض الفصائل في الأئتلاف الشيعي .. دون أن يكف عن تغذية المعركة القادمة ........فهل سيدفع الجيش العراقي ثمن الأجندات الخارجية ، وهل ينبغي كسر درع الوقاية العراقي وصولا الى " دولة العراق الأسلامية " والى أين سيصل الحراك اللاسلمي في الأنبار ، وماهي مخططات القائمين عليه .. كل تلك الأسئلة سنجيب عليها في مقال قادم
https://telegram.me/buratha