حيدر عباس النداوي
فاجئني خبر استقالة ألبعثي المعتق صالح المطلك من منصبه كنائب لرئيس الوزراء ليس لأنه شخصية وطنية يمثل خروجها من حكومة الشراكة الوطنية خسارة كبيرة ولكن لاني لم اصدق بمثل هذا الخبر اولا وكذلك لطبيعة المطلك الانتهازية والتسلطية والمحبة للظهور والمال ثانيا وتمسكه بالمنصب حتى لو تطلب ذلك أهانته وضربه "بالقنادر والجزم"أجلكم الله ثالثا.والمطلك لو كان يملك فلسفة الاستقالة كما يحاول ان يظهر بها اليوم ويوهم الآخرين لاستقال قبل مدة طويلة وخاصة في الفترة التي طرد فيها من منصبه ومنع من حضور جلسات مجلس الوزراء وبقي وكأنه متسول يبحث عمن يعطف عليه الا انه لا يملك من الكرامة والغيرة التي تجعله يثور لنفسه ويتخلى عن كل المناصب والامتيازات بسبب طبيعته التي جبل عليها كتابع وخادم جعلته يبتلع هذا الرخص والابتذال وجعلت كفة رئيس الوزراء هي الراجحة في تعامله مع المطلك ولا اعتقد ان اي شخصا يملك من الكرامة والاعتداد بالنفس كان يقبل ان يكون بهذا الموقف.كما ان محاولة البعض الربط بين الضربات الماحقة التي تعرض لها المطلك في ساحة التظاهرات في الفلوجة والتي جعلت منه بطلا رياضيا في قطع المسافات الطويلة وقدرته على تحمل اطنان "الاحذية والحجارة" وبين تقديم استقالته الى قادة القائمة العراقية امر غير صحيح لان الحادثة وقعت وتقبلها المطلك بكل رحابة صدر لان مثله لا يجد غضاضة في تقبل كل ما من شانه اذلاله.ان صالح المطلك لو كان جادا في تقديم الاستقالة لما تردد لحظة واحدة في ترك المنصب وتقديم الاستقالة الى رئيس الوزراء وليس الى قادة القائمة العراقية والذي يعتبر احد اقطابها بل من ابرزهم لان رئيس الوزراء هو المعني بهذا الامر الا انه قدم استقالته الى قادة القائمة العراقية لكي لا يذهب ضحية القائمة بمفرده وخوفا من ان لا يستقيل الاخرين كما وعدوا وبالتالي ينفرد النجيفي والعيساوي بالمكاسب والمغانم ويبقى هو خارج اللعبة.وليس صعبا تشخيص السبب الرئيس لحركة المطلك هذه لانه توصل الى قناعة واضحة وهي ان العيساوي سحب البساط منه ابتداءا في السيطرة على الشارع السني وتاجيجه بعد حادثة القاء القبض على حماية وزير المالية المتهمين بجرائم ارهابية وعندما لحق به المطلك كان الوقت قد تاخر كثيرا ولم يجني مدير اعمال سجوده غير الذل والمهانة فكان لا بد ان يبحث عن حركة تعيده الى الواجهة بعد ان فقد بريقه وهيبته الواهية فاهتدى الى فكرة تقديم استقالته والترويج لها من خلال اتباعه لانه علم ان المتظاهرين فقدوا كامل الثقة والاحترام بجميع السياسيين والبرلمانيين من القائمة العراقية ورفضوا اشتراكهم في اللجان التي تمثل المتظاهرين وهذا ما يؤكده احد النواب والذي كشف عن هذه الحقيقة وكشف ايضا عن عدم وصوله الى ساحة التظاهرات خوفا ان يحصل له ما حصل لصاحبنا سيء الذكر.كما انه اراد ان يتناغم مع طرح قادة التظاهرات والتي طالبوا فيها ممثليهم بالاستقالة من الحكومة الصفوية العميلة الطائفية.والاعلان عن تقديم الاستقالة من قبل المطلك يمثل حركة استباقية من قبله لنواب ووزراء القائمة العراقية الذين اعلنوا هم عن كتابة استقالتهم وتقديمها الى علاوي والنجيفي كونه اعلنها على رؤوس الاشهاد والح كما يقول الخبر وهذا الالحاح لم يحصل عند الوزراء المتغيبين.لن تعيد استقالة المطلك اذا صدقت اي شيء لرصيده الجماهيري والسياسي الذي تركه وراءه في صحراء المنطقة الغربية لكنها لعبة قد تسجل له هدفا ولو في الوقت الضائع.
https://telegram.me/buratha