المقالات

«الأمير» و»الشيخ»: إذا جن ربعك, جن معهم !..بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

660 18:39:00 2013-01-30

 

في مقاربة استكشافية، أطمح هنا وفي هذه المساحة الصغيرة لتكوين فهم أولي لما يحدث حولنا ويؤثر فينا . واستند في التوصل إلى نتائج مضمونة بمقاربتي إلى نباهتكم وفهمكم الذي لا أشك بصحته...فعقل الشعوب لا يقود إلا إلى الصحيح، لأنها تتحرك وفقا للمصلحة الجمعية..وهي مصلحة تتسق مع الفطرة الإنسانية وفقا للتوصيف الإسلامي الذي أعتنقه، أو مع تطلعات الشعوب وفقا للتوصيف العلماني الذي يعتنقه المنفصلون عن أرث شعبنا...

وسأرتب الأولويات على شكل أسئلة تجيب عن نفسها؟!..هل كان صدام ونظامه سوءا خالصا أم حسناً خالصاً؟!..أقول "خالص" إذ ليس من منطقة وسطى ما بين الحسن والقبيح، ومخادع من يقول بغير هذا..مثلما ليس بين السلم والحرب من منطقة وسطى، وأذا قيل أنها "الهدنة" ، أقول أنها تقود في نهاية المطاف إلى السلم في أغلب الحالات، والى الحرب مرة ثانية في حالات أقل، والهدنة لا تعني غير  الجمر، والجمر يسعر نارا في أية لحظة..!

حسنا،هل كان نظام صدام ومن تبعه يتحركون بلا عقيدة؟!..السؤال ليس ساذجا ولن تكون الإجابة عليه بأنه كان يتحرك بعقيدة البعث، فالبعث ليس عقيدة منفصلة، بل هو جزء من عقيدة أشمل وأوسع وأقدم وأكثر تجذرا ورسوخا..والصدامية ـ كعقيدة، وسلوك وممارسة ـ تسبق صداما بكثير، بل أن صدام نفسه ليس إلا "برغي" في ماكينتها الضخمة، وهي في كل عصر تأخذ اسمها من أسم  من يطبق تفاصيلها بحذق وأمانة، بل وبأصالة أيضا إن صح القول..!

وهي في حالات كثيرة تتحول إلى وباء جمعي يجد من يتعايش معه ويتقبله، على الرغم من العاهات التي يسببها للجسد الجماعي، بل وتجد من ينظر لها ويعتبرها هي الأصل الأصح في التعاملات، ومنها نظرية الغلبة التي دست في الفكر والعقيدة الإسلامية بشكل مخالف حتى لأصل العقيدة القرآني: وأمرهم شورى بينهم..

نظرية الغلبة التي يعتنقها عتاولة الفقهاء الوهابيين والسلفية، تقول بوجوب طاعة الحاكم المتغلب بالسيف على كرسي الحكم!! ووفقا لهذه النظرية جرى ويجري تعايش وتخادم غريب بين "الأمير" و"الشيخ"..

"الأمير" يملك البلاد والرقاب والعباد، بل يتعين على "مواطني" البلد الذي يتغلب فيه الأمير أن يتخلوا عن أصولهم وأنسابهم وانتماءاتهم القبلية والعشائرية ويتسموا بما يراه الأمير ويرضاه لهم.."الشيخ" يمتلك العقول ويسيطر عليها ويوجهها ، ولكن لمصلحة الأمير الذي هو ولي الأمر الموجوب الطاعة فجر أم صلح...

جزيرة العرب أو بلاد نجد والحجاز أمحيت من ذاكرة الشعب هناك، وتوجب على هذا الشعب أن لا يقول أنا حجازي أو نجدي أو نجراني ...بل باتوا "سعوديين " مجبرين على التخلي عن "شمر" و" قريش" و" عنزة" و "بني أسد" و"ربيعة" و" كنانة" بل وحتى عن عدنان وقحطان...!

وتتذكرون كيف حول صدام أسماء مدننا إلى مسميات تحمل أسمه...صدامية الكرخ، صدامية القرنة..مدينة صدام....

كلام قبل السلام: إذا جن ربعك, جن معهم !

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد أبو النواعير
2013-01-30
إلتفاته رائعة , تبين وبوضوح مفهوم إستلاب الهويه الإسمية للعناصر المكانية الجغرافية لأي أمة من الأمم , مما يؤدي بعد ذلك إلى عملية إستلاب تاريخية زمانية , تمثل نوعا قديما حديثا للإبادة التأريخية والثقافية لأي منطقة تحكمها منظومة إستبدادية ... شكرا جزيلا لكاتب المقال ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك