الشيخ حسن الراشد
اشيع قبل فترة ان مفتي الارهابيين ووواعظ السلاطين الداعمين للتطرف النكرة شيخ الدجل والنفاق ((القرضاوي)) سوف يقوم بزيارة الى كردستان العراق بدعوة رسمية من السيد مسعود البرزاني وهي دعوة غير بريئة ولها في هذا الظرف دلالات كبيرة بغض النظر عن ابعادها وتداعياتها التي لا نشك بانها سوف تكون كبيرة و كبيرة جدا وسوف تترك جرحا عميقا في قلب حلفاء الاخوة الكورد الذين حرم علماءهم وبفتاوي مشهورة وتاريخية المشاركة في اي حرب اوقتال ضد الشعب الكردي .. وهنا تبرز المفارقات بين علماء الشيعة الذين حرموا سفك الدم الكردي وبذلك جردوا من اعتى العتاة والمستبدين الشرعية في قتل الكورد وبين شيوخ الضلال والارهاب وعلى رأسهم القرضاري الذي افتوى بسفك دماء العراقيين وخاصة الشيعة تحت مسمى (( المقاومة)) والتعاون مع الاحتلال الامريكي ـ ناسيا هذا الممسوخ فتاويه وخيانته عندما افتى للناتو بشن حرب على ليبيا في ظل حكم الدكتاتور المقبور القذافي ـ ولم ينسى العراقيون خطابات التحريض الطائفي التي كان ومازال يطلقها القرضاوي ضد العراق واصطفافه مع الارهاب في تدمير العراق .
القرضاوي اليوم ينفذ اجندة الدوائر الاستخبارية وتحديدا المخابرات القطرية حيث يستغل موقعه الديني والخطابي ويستفيد من الدين كاداة لاهداف سياسية قذرة شارك بفتاويه ومواقفه في سفك دماء الالاف في العراق وليبيا وسورية وهو مازال يلعب دورا فتنويا خطيرا مكشوفا يساهم في نشر الفوضى والاقتتال الطائفي في بلاد المسلمين والعالم ..القرضاوي له مواقف سيئة ومتخاذلة ومنافقة تجاه قضية الشعب الكردي ودعم موقف اردوغان العثماني في حربه ضد االشعب الكوردي في الشمال ‘ ففي مؤتمر الثالث لما يسمى باالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في اسطنبول بتاريخ 25 حزيران 2010 وصف نضالات الشعب الكوردي في تركيا بالارهاب واطلق على المقاومين الاكراد صفة المجرمين والارهابيين في محاولة واضحة للتقرب الى العثمانية الانكشارية واضفاء الشرعية على جرائم الدولة التركية بحق الشعب الكردي .
اما في العراق وبعد ان تم تنفيذ حكم الله والشعب بحق اكبر القتلة والمجرمين واحد ابرز من سفكوا دماء المئات الالاف من الكورد العراقيين في جريمة الانفال وحلبجة والمقابر الجماعية عدى قتله لاعداد مضاعفة من شيعة العراق وزرع في ربوعه مقابر لابناءهم ‘ وبعد ان تم تنفيذ حكم الاعدام بحق المجرم القاتل صدام قال القرضاوي في احدى خطبه تعليقا على ذلك (( انه مات موت الشجعان واقفا كالاسد كاشفا وجهه))! وهو يعلم ان صدام ونظامه حولا العراق الى مقابر جماعية وقصف شعبه وخاصة الكورد بالاسلحة الكيماوية وبارك القرضاوي جرائمه في ابادة الشعب الكوردي والعراقيين ‘ ومديحه لصدام يكشف ان هذا الدجل متورط بفتاويه وخطبه في سفك الدماء العراقية .
ولمسنا العكس ولمس الشعب الكردي العكس في فتاوي علماء الشيعة وخاصة فتاوي المرجع الديني الاعلى الفقيد اية الله العظمى السيد محسن الحكيم اعلى الله مقامه في حرمة قتال الكورد والوقوف مع قضاياهم العادلة ولعل مواقف حلفاء السيد مسعود البارزاني ومن ابرزهم سماحة السيد عمار الحكيم حفيد تلك السلالة الطاهرة هي خير دليل على صلابة الموقف الشيعي في دعم القضية الكوردية بغض النظر عن الخلافات االقائمة اليوم بين المالكي وبين الاقليم والتي هي في الاساس سياسية وعلى امور يمكن ان تحل خاصة اذا علمنا ان طموح السيد المالكي وطموح السيد البرزاني في التصدي للمشهد السياسي في العراق عكس تصعيدا في التوتر بين حالتين هي فردية اكثر مما هي لها علاقة بمصالح الكورد والشعب العراقي عامة .
استقبال احدى اكبر شيوخ الفتنة وتوجيه دعوة له لزيارة كردستان قد يترك تداعيات كبيرة على علاقات الحلفاء ويدخل العراق هذه المرة في نفق مظلم الخروج منه لكل الاطراف ومنها الطرف الكوردي يكون صعبا وكارثيا ..من اهم تداعيات الزيارة المشؤومة ان حصلت هي كالتالي :
اولا: سوف تنهي مرحلة التحالف بين الشيعة والكورد رسميا وتدك الاسفين في علاقة الطرفين وهذه المرة سوف يصطف كل الشيعة مع خصوم السيد مسعود البرزاني ‘ حيث لن يصل مسعود الى مبتغاه في مثل هذه الدعوة التي يهدف وراءها اغاضة المالكي والضغط عليه واستخدام القرضاوي كورقة مساومة لان هذه الورقة محروقة في الاساس من حيث ان القرضاوي ليس عدو للمالكي بقدر ما انه عدو لكل الشعب العراقي وساهم بفتاويه التكفيرية والتحريضية بقتل ابناء الاغلبية وهم معروفون اي الشيعة ‘ وعندما يريد السيد مسعود استقباله فهذا يعني انه يكسب من دون اي سبب عداوة الشيعة ضده وهو ما لم يحبذه احد .
ثانيا: ان استقباله سوف يعطي المالكي الشرعية والحق في اتخاذ اي اجراء قد يساهم في توتير الاوضاع مع الاقليم باتجاه غير محمود .
ثالثا : سوف ينفض حلفاء الكورد الشيعة من حول السيد مسعود وحزبه وحتى جبهته الكردستانية وهذا لن يكون في مصلحة الشعب الكوردي بل يضره خاصة اذا علمنا ان قطر ليست دولة مجاورة لكوردستان ولا ان القرضاوي سوف يحل محل الفقيد اية العظمى السيد محسن الحكيم !.. الشيعة يمكن ان يستغنوا عن الاقليم كردستان ويتخلوا حتى عن كركوك وينهوا تحالفهم مع الكورد ولكن هل يستطيع الكورد التخلي عن الشيعة وعن الجنوب وبغداد الشيعية ؟ وماذا عن ايران ‘ هل يستطيع الكورد ان يعادوها ايضا ؟؟!! وماذا عن تركيا هل يستطيع الكورد ان يضمنو استمرار العثمانية الانكشارية في مهادنتهم الى الابد للكورد ؟؟!!وماذا عن القرضاوي نفسه هل يمكن ضمان ان لا يصدر غدا فتاوي بتكفير الاكراد وهو الذي اطلق صفة الخيانة بحقهم وينقلب ضد طموحهم ويقف مع الجزارين في مناطق غرب العراق والتي يريد زيارتها واللقاء بالمتظاهرين ؟؟!!الم يعلم مسعود ان العرب السنة يعتبرون الموصل وكركوك والديالي هي محافظات تابعة لهم واي تنازل شيعي للكورد في تلك المحافظات ـ ونتمنى ذلك لانها ليست شيعية في الاساس ـ سوف يترك الكورد لمصيرهم مع الارهابيين والقتلة وهم باغلبهم محسوبين على العرب السنة وسوف يكون من رابع المستحيل ان لاينضم القرضاوي الى جبهة معادية للكورد و بالتالي يصطف مع العرب السنة ضد قضيتهم خاصة اذا علمنا ان القطريين هم من يدفع القرضاوي لدخول متاهات اللعبة السياسية القذرة ويسعون للتخلص اولا من نفوذ الشيعة وحكمهم في العراق من منطلق طائفي محض .
نحن نعتتقد ان استقبال القرضاوي في كوردستان سوف يفتح مسعود على نفسه باب الازمات والمشاكل ان لم نقل باب جهنم ويضع نفسه في مصف اعداء الشيعة والمساهمين في سفك دماء ابناءهم وهذا الامر لن يكون في صالح اي من الاطراف ..الذين اوحوا لمسعود باتخاذ مثل هذه الخطوة يعرفون ماذا يريدون وهدفهم توريط الكورد في نزاع طويل مع الشيعة وفتح جبهة لصالح العثمانية الانكشارية يكون الشعب الكوردي هو الخاسر الاول ..
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha