جواد الماجدي
الارزاق انواع والرازقين كثر وكل يغني على ليلاه, ولكن الرازق هو واحد وهو خير الرازقين فالمطر من اكبر النعم التي يمن الله بها على البشر فلو اراد الله سبحانه وتعالى ان يغضب على قرية امسك الماء عنها ((يرسل السماء عليكم مدرارا)) (نوح 11)وجعلنا من الماء كل شي واتذكر في تسعينيات القرن الماضي ولوقت قريب كان العراق يعاني من شحة كبيرة بالماء والامطار وصل حد صلاة الاستسقاء ,فالدعاء صلة البشر بالرب فقال عز من قائل(ادعوني استجب لكم ) ويعتبر المتنفس الوحيد للبشر عندما يلم بهم مكروه فمنذ سنين ونحن ندعوا بنزول الرحمة الهية وهطول كميات من المطر (ياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزيدكم قوة الى قوتكم ولاتتولوا مجرمين)(هود52) فتحولت بيئة العراق الى شبه صحراوية ما أن تاتي الرياح وتجد السماء ملبدة بالغبار لعدم وجود كميات من الامطار وكذلك عدم وجود الحزام الاخضر حول المدن ولانعرف سبب الامساك او حجب المطر علينا اهي حكمة الهية لانعرفها نحن المقصرين ام هي غضب من الله علينا لافعالنا المشينة ام رافة بالشعب من الخدمات العامة المقدمة من قبل الحكومة , التي ما ان نزلت رحمة الله وجاء اول الغيث التي استبشرناخيرا عندما راينا السماء ترسل الماء علينا مدرارا عكس الاعوام السابقة حتى صدمنا وتمنينا ان الله سبحانه وتعالى ان لايرزقنا وطبعا هذه الامنية ليس اعتراضا على رحمة الله او تبطرا عليها ولكن لمصيبتنا الكبرى التي ما ان هطلت الامطار الا واصبحت بغداد والمحافظات الاخرى عبارة عن برك من المياة وكاننا اصبنا باعصار (رازقية)على غرار اعصار ساندي نتيجة لانسداد المجاري وشبكات الصرف الصحي المتواضعة الوجود ,
وشر البلية مايضحك حيث اطل علينا احد المسؤولين المحليين في محافظة بغداد بعذر اقبح من الذنب بقوله ان كميات الامطار التي نزلت في اعصار رازقية تفوق قدرت تحمل شبكات المجاري باربعة اضعاف ,ولا نعلم ماذا كانوا يفعلون لماذا لم يتم تبديل شبكات المجاري والصرف الصحي وتوسيعها علما بان اغلبها تم انشائها في ثمانينات القرن الماضي .ناهيك عن الاستفادة من مياه هذه الامطار لذهابها الى شط العرب قبل ان تصل الى الخليج العربي ,
الم يدر في خلد احد المسؤولين لصنع بحيرات اصطناعية او سدود لحجز الماء والحيلولة دون خروجة من العراق وخصوصا نحن محاربون من قبل الدول الاقليمية التي تسيطر على منابع الرافدين دجلة والفرات والتي اصبح منظرهما يدمي قلوب الشرفاء اقول الشرفاء لان البعض لايتاثر ان غربت الشمس او شرقت منظر يدمي القلوب قبل العيون فهذا الرزق الرباني الذي يخرجه الله بقدر معلوم (وانزلنا من السماء ماء بقدر)(المؤمنين 18) كشف لنا عيوب كبيرة وسيئات حكومتنا المتوافق عليها حكومة الوحدة الوطنية المحاصصية .
فالخدمات المقدمة لابنائها تكاد تكون معدومة فعلى مدى ثلاث سنوات من عمر الحكومة الحالية لم نجد سوى الصراعات لاصرعات الخير والشر او تقديم الخدمات للمواطن كما في الدول الاوربية وانما صراعات فرض القوة والسيطرة على الاخرين وخيرات البلاد خدمة لاحزاب والكراس والمنافع الشخصية .
https://telegram.me/buratha