واثق الجابري
لم تتردد وسائل الاعلام عن الاضافة للاخبار المتوالية لتدفع بأتجاه مطابقة الايدلوجيات التي تقف خلفها , عملية مقصودة لتقسيم الشارع لأستعدادات انتخابية مبكرة لتفرق الخليط الاجتماعي لأنحيازات تفقد الشارع حياديته والدفع لقوالب طائفية وعرقية , وهذه الافعال ليست نظريات رياضية لا تقبل الخطأ ثابتة القياس انما تخضع للمتغيرات ولا يمكن التنبأ بنتائجها , الكثير من اللذين لعبوا على الازمات انفقوا الأموال وحشدوا المواطنين بأستغلال سذاجتهم بكل الادوات ومنها النواب والنائبات ( اللّطامة والنواحة والرواديد ) لأصوات شيوخ قوائمهم ورعات منباع خيراتهم , الازمات التي كان يراد منها رفع االرصيد الانتخابي لم تتبع لها الخطوات السلمية والمتاحة للترويج عن طرح الايدلوجيات وبرامج العمل والخطط المستقبلية ومن طاقات تلك الجهة واموالها , إنما استخدم لها المال العام للترويج والابتعاد عن خدمة المواطن بالتدريج , فأزمة المركز والاقليم والحكومة والرمادي كل ما يستهلك له يدفع ضريبتة المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه المعركة والنتيجة كانت تنامي شعبية الاطراف في بداية الازمة وتصاعد المشاعر بأتجاه الخنادق المتقابلة وخسارة وحدة المجتمع لصالح اطراف الازمة وتخوف للانجراف نحو الهاوية , وكل مرة تبدأ بمطالب ثم تعلو سقوفها وتتلاشى ويتغير الخطاب , فتلك المظاهرات التي كانت تطالب للعيساوي بدأت تتجه اتجاه أخر وبرزت قوى تحاول اقتناص الفرصة التي كانت تنتظرها لقيادة الشارع المضطرب ومقابل ذلك بدا الخطاب الحكومي يتراجع تحت الضغط الشعبي لتلبية المطالب المشروعة وعدم التنازل للخروج ظاهراّ بوجه المنتصر وتغير الخطاب للتنصل من التصريحات السابقة من استخدام القوة والنعوت الاخرى الى ارسال لجان التفاوض التي بدورها اخرجت المئات من السجون وأحالة الاخرين للتقاعد وهذا ما ولد صعقة كبيرة للشارع المؤيد لأفعال الحكومة , فتم تشكيل اللجان ووجهت المسؤولية للتحالف الوطني ورئيسه وجدها الفرصة المناسبة لتحويل الاصلاحات الكبيرة للتحدث عن الاصلاح لفلسفتة ودلالاته والحركة التي ينبع منها واثرها في الدولة والنظريات التي كتبت عنها والكتاب اللذين بحثوا فيها ليبقى الحديث يدور حول نظرية فكرية لا تطبيق لها على الواقع , التحالف الوطني وضع امام مسؤوليتين مسؤولية انهم الاغلبية في الحكومة والبرلمان ومسؤولية انه ممثل لأغلبية صوتوا له بلهفة بعد قرون من القمع والابادة الجماعية والتهجير والاضطهاد وكان اعتقادهم ان مدنهم سوف تمتليء بالزهور حينما يمسك قادتها زمام الامر في الحكم وتتحول مدن القصب الى مدن عصرية كما يروها في شاشات القنوات التي جلبتها لهم الديمقراطية , واستمر الصبر وهذه السنة تفرج وغدا وبعد غد الى ان وصل الحال للتراجع وخيبة الأمل . تظاهرات الرمادي كشفت الواقع بخفاياه وافرزت ظهور قوى تحاول السيطرة على الشارع وهذا ما سوف يؤثر على الشارع من ظهور حركات مناوئة ومؤيدة ومتعاطفة واخرى رافضة للواقع لتبرز القوى الانتهازية لتستغل غياب الخدمات والواقع المعيشي والمتاجرة مرة اخرى بالتضحيات , وإذا انتقلت العدوى لمحافظات الجنوب والوسط المحرومة سوف يفقد التحالف الوطني ذريعته وتمثيله لهم وتبرز قوى ليست بالضرورة ايجابية لأنتهاز الفرصة وتصادر المطالب والرأي العام ليركب الموجة حيث لم تتاح له الفرصة , لعبة التسقيط الفردي والجماعي السائدة للشركاء جعلت من الشارع منقسم على نفسه ممزق يعيش حالة من التشضي والانشغال بالمشاكل الداخلية ليفسح المجال لتدخل القوى الخارجية والسماح للبعث والقاعدة الظهور مرة اخرى , القوى الجديدة ستكمل ما بدأ به ساسة اليوم لأستغلال الطائفة والعرق والقومية لزج اكبر عدد ممكن وهذا ما يولد الصراع المباشر والانهيار للعملية السياسية , والتحالف الوطني امام تحدي كبير في مواجهة التطرف والرياح القادمة من واقع اقليمي رافض للعملية السياسية في العراق وبين جماهير تطالبه بالاصلاحات والخدمات وتحسين الواقع المعيشي والصحي والتربوي والمحافظة على سيادة الدولة والمسؤولية كبيرة عليه في مواجهة اخطر التحديات في اثبات القدرة على التعامل بحكمة وحنكة وحساب الخطوات قبل انتهاء الوقت الضائع ..
https://telegram.me/buratha