المقالات

هل ستنجح الامطار في غسل قلوبنا ام فقط ستغرق شوارعنا...

546 10:48:00 2013-01-31

حيدر فوزي الشكرجي

جاءت الامطار هذه المرة وأكثر الشارع العراقي مشحون، تهديدات من هنا وتصريحات نارية من هناك فارتفعت الاصوات وغيب صوت العقل، كأن الله سبحانه وتعالى اراد بهذا المطر ان ينزل سكينته على الشعب العراقي، فيغسل الحقد الذي ملأ قلوب البعض منهم خصوصا ونحن نشهد في هذه الايام المباركة ميلاد نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).هذا الرجل العظيم الذي استطاع ان يحول مجموعة من البدو الرحل المتقاتلين بينهم الى اعظم حضارة عرفها التاريخ حضارة انارت بمبادئها الطريق الى كل الدول المتقدمة الى وقتنا الحاضر .لم تبنى هذه الحضارة بالسيف كما يروج بعض المستشرقين والحركات الاسلامية الشاذة بل بنيت بمبادئ اساسية للعيش اهمها اشاعة التراحم والمحبة بين المجتمع الاسلامي ، ففي الحديث الشريف ( إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (و ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضً) و (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) صدق رسول الله.. والكثير الكثير من الاحاديث التي تبين اهمية التراحم بين المسلمين والتعايش السلمي بينهم وبين جيرانهم من غير المسلمين، ويبدو ان سبب تفكك هذه الحضارة بعد وفاة الرسول الصادق الامين(صلى الله عليه واله وسلم) هي تركنا لأكثر هذه المبادئ والرجوع الى الاعراف القبلية بينما سبب تقدم اوربا وامريكا هي جعل مبادئ الدين الاسلامي منهجا لهم فأصبح الحال كما يصفه المرحوم الدكتور احمد الوائلي ((رأيت في أوروبا مسلمين بدون إسلام .. و رأيت في وطني إسلام بدون مسلمين ...)هذه هي المشكلة الرئيسية في عراق اليوم، نسى الجميع انهم جزء من وطن واحد وان هذا الوطن عانى دهرا من نظام جاهل ادخله في حروب عديدة أنهكته، وعليهم أن يعملون سوية لبنائه لا ان يفكر كل طرف في استئثار الحكم لنفسه. ولوجود هذه النية فقدت الثقة بين الاطراف المتنازعة ، واستبدلت الطريقة الصحيحة لكسب اصوات الناخبين (عن طريق توفير الخدمات للمواطنين) بطريقة بث روح التفرقة والمناداة بالطائفية حتى احتقن الشارع وحدت السكاكين استعدادا للمذبحة القادمة حيث يقتل الاخ اخاه من غير حق.نصيحة الى الحكومة... ان الحكومات في الدول الديمقراطية يجب ان تمثل الاب الرحيم لمواطنيها فلا ينفع ان تتكلم بلسان طائفة واحدة او ان تتهم جزأ من مواطنيها بالعمالة لدول اخرى ولا تكيل بمكيالين في تنفيذها للقوانين فهذا ينمي الشعور بالتهميش والنزعة الانفصالية عند هذه الجهة.نصيحة للمتظاهرين، انتم مارستم حقكم الدستوري ورفضتم الظلم الواقع عليكم ولكن افتقاركم لقيادة توحدكم عزلكم عن بقية الشعب العراقي، حيث لا توجد سيطرة على الجموع وكان من السهولة الاندساس بينكم من قبل اكثر من جهة لتسييس التظاهرة وتشويه طلباتكم، حيث رفعت صور هدام والرئيس التركي وعلم الجيش الحر اضافة الى بعض التصرفات غير المسؤولة وهذا يعطي انطباع لبقية الشعب العراقي بعدم جدية مطالبكم وإنكم مدفوعين من جهات خارجية .نصيحة الى الاثنين توجد جهة موثوقة تمثل صوت العقل ولا تبغي نفوذا او سلطة دنيوية هذه الجهة هي مراجعنا العظام في النجف فاستمعوا اليهم ونفذوا ما يقولون بدل السماع وعدم التنفيذ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك