المقالات

صمتا فلا تتكلموا صار الكلام محرم ؟؟

560 11:51:00 2013-01-31

اياد الناصري

خرجنا من دائرة التسطيح ودخلنا مرحلة الاسفاف في اكثر مجالات حياتنا اليومية حتى بتنا نسمي الامور بغير مسمياتها ونختلق المشاكل والازمات من اجل لاشيء هذه هي حقيقة ما نراه في الشارع يوميا من تصرفات وسلوكيات باتت مرفوضة وغير مقبولة .. اخر صرخات الانزلاق نحو الهاوية مثلتها تظاهرة طلبة جامعة ديالى على سؤال امتحاني في مادة قانون العقوبات المرحلة الثالثة الذي تضمن ذكر اسماء اعتبرها هولاء الطلبة مساسا بهم فقد جاء في نص السؤال "قام المدعو عمر بقتل شقيقته عائشه لتلبسها بجريمة الزنا وهي عاريه في الفراش مع عشيقها !! ماهو حكم عمر لقتله شقيقته؟؟ ولانعلم مادخل كل ذلك بالرموز والتاريخ والمقدسات فلو قيل قام دلير بقتل شقيقته داليا لتلبسها بجريمة الزنا وهي عارية فهل كان رد الفعل نفسه من هولاء الطلبة وهل رد الفعل ذاته ايضا لو تبدلت الاسماء الافتراضية في السؤال الى حسن وفاطمة او مريم وجون مع احترامنا لقدسية كل الاسماء التي لها دلالات اعمق واعم من كونها اسماء ورمزيات جميعنا اليوم يتشرف بالانتماء لها والاقتداء باصحابها كل حسب فهمه وعقيدته وانتمائه لكننا انصافا نقول هل ان القصدية متوفرة عند الاستاذ الذي وضع السؤال وكيف لو انه اختار اسماءا اخرى وتم الامر بنفس الطريقة واعترض هذا او ذاك لانه يعتقد ويرى ان في ذلك مساس به اعتقد ان ذلك كارثة ينبغي عدم الاستهانة بها والتعامل معها بجدية من هنا فان رئاسة جامعة ديالى التي قررت تشكيل لجنة تحقيقية لبيان تفاصيل السؤال الامتحاني الذي يرى البعض انه مسيء لرموز دينية فهل يصح مثل هذا القرار من مؤسسة تعليمية تريد بناء جيل يعتد به ويتحمل زمام المسؤولية مستقبلا ناهيك عن انه مدرس قانون في جامعة يعني انه مؤهل لان يكون مرجعية في اختصاصه فهل يرى هولاء انه مدان او جاهل يعطي صك ادانته بنفسه لمن يناوؤنه ويعتقدون بقصديته في الاساءة ولو كان الامر غير ذلك فاعتقد ان هناك لبسا او محاولة لابعاد هذا الاستاذ عن الجامعة بدعوى الاساءة وتهديد الوحدة الوطنية وهي تهمة باطلة بحسب الظاهر لان مئات الالاف يحملون اسم عمر وكذا الحال مع من يحملون اسم عائشة اوعلي او محمد واو موسى وعيسى وغيرها من الاسماء فهل ترى الجامعة او الطلبة ضيرا في استخدام الاسماء ليس في هذا الموضع فقط بل في غيره من المواضع الاخرى المحمودة ولماذا التركيز على خلق توترات وتفسيرات تحتمل التاؤيل ام ان جر الناس للاقتتال والعداوة اصبح من مسؤولية الجامعات ايضا قبل بيان الحقيقة وانكشافها بشكل جلي وبهدوء تام . ولئلا تحسب هذه المقالة على انها تأييد للاستاذ المحترم الذي وضع هذا السؤال اقول ربما انه كان غير موفق في اختياره الاسماء وكان الاجدر به حساب النتائج المترتبة على عثرة سؤاله ولو انه استشار مثلا او قام ببذل المال من اجل ذلك واستعان بالعرافين والدجالين ومن يرجمون بالغيب طمعا في السلامة ليأمن العاقبة التي قد تصل حد التصفية ولكل استاذ جامعي اقول ما قاله الشاعر" ياقوم لاتتكلموا ان الكلام محرم " خصوصا ان حالة التوتر التي يدفع باتجاهها البعض قائمة وهناك من يريد ان يشعل النار في كل مكان من هذا البلد مستهدفا الوعي ومقوماته وبنيته الاساسية . اخيرا اقول لو كانت مشاكلنا ومصيرنا رهن بمثل هذه القضايا لكانت قد حلت منذ زمن بعيد اما ان نترك كل هذه المشاكل والهموم وننشغل بصغائر ونخوض في تأويلات فعلى الدنيا السلام لاننا عند ذاك نضع المهم قبل الاهم ونهرب من مواجهة لابد منها مع حاضر يستلزم تقرير مصير طمعا في سلامة ربما لن نطالها مادمنا نفكر بهذه الطريقة ففي أي زمن نعيش افتونا جزاكم الله خير .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك