حيدر عباس النداوي
يحار المرء بالطريقة التي يرد بها على كثير من التقولات التي تنطلق من هنا وهناك وبطريقة مغلوطة لا ترتبط بالحقيقة ولا تصل اليها من قريب او بعيد ويجد صعوبة في فهم أسبابها ودوافعها لان ربط الاسباب بالمسببات امر مطلوب اما ان تاتي لتربط المسببات باسباب لا علاقة لها فهذا امر لا يمكن فهمة اذا ما اراد الانسان ان ينظر الى تلك الامور بتجرد وبعيدا عن التخندق او الانبطاح لهذا الطرف او ذاك حتى وان تخلى الانسان عن هويته واصبح مسخا للطرف الاخر .وما يثير الاستغراب في هذا الموضوع هو تلك الاصوات التي تنطلق يوميا من مصادر واشخاص ومؤسسات اعلامية تعمل بالضل لصالح رئيس الحكومة يحملون فيها السيد عمار الحكيم تداعيات الوضع السياسي المتردي في البلد ويدعون ان السيد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يعمل ضد توجهات رئيس الحكومة حقدا وحسدا من خلال وضع يده مع البعث والبعثيين ومحاولة اعادتهم الى الحكومة والمؤسسات المدنية والعسكرية بل وصل الحال باحد اتباع المالكي بوصف السيد الحكيم وتيار شهيد المحراب والمحبين والسائرين على هذا النهج بشيعة معاوية ولا اعرف ان لمعاوية شيعة قبل اليوم .وحتى تكتمل الصورة اكثر يقوم المالكي خلال الاسابيع الفائتة وفي ايام الجمع والسبت بتاجير عدد من المواطنين او مجالس الاسناد او العسكريين للتظاهر وفي الاتجاه العكسي من مطالبات ابناء المنطقة الغربية حيث يهدد اتباع نوري المالكي البعث والبعثيين بالويل والثبور وانهم لن يقبلوا ولن يتنازلوا ولن يسمحوا في حين ان مبعوث رئيس الحكومة حسين الشهرستاني يعلن في كل يوم عن حزمة من الاجراءات التي تخص البعث والبعثيين وتعيد لهم كل ما فقدوه خلال السنوات الاخيرة من اموال وعقارات ووظائف ورواتب تقاعديه ولم يكن لعمار الحكيم دخل ولا علم .والحقيقة في موقف السيد عمار الحكيم هو انه يرفض سياسات المالكي الاقصائية ويرفض سياسات المالكي العشوائية والتفردية لان الحكيم يؤمن ان العراق بلد جميع العراقيين شيعة وسنة عربا واكرادا وتركمان وايزيدين وان من حق هؤلاء ان يعيشوا احرار ومتساوين في الحقوق والواجبات وان من يريد استقرار العراق عليه ان لا يتبع سياسة الاقصاء والتهمش لان هذه السياسة استمرت اكثر من 1400 سنة والنتيجة ان هذه السياسة تركت اثار سلبية واخطاء فادحة في بنية المجتمع وليس صحيحا ان نعيد تجربة الفشل التي مارسها من قبلنا معنا كما ان السيد الحكيم يعتقد ان الادارة المشتركة الحقيقية هي مفتاح الاستقرار اما الادارة القائمة على الصفقات والتراجع عن الوعود ونكث العهود فهذا المبدأ لا يقره الحكيم ولن يتعامل بهذا الاسلوب الرخيص ابدا لانه لا يطلب النصر بالجور،الشيء الاكثر اهمية في منهج الحكيم هو رفضه الانتقائية والعشوائية في تنفيذ وتفسير الدستور فليس منطقيا ان يكون صالح المطلك في الصباح بعثيا وفي المساء وطنيا وليس صحيحا استثناء المئات من السياسيين والاف العسكرين من الاجتثاث لحاجة المالكي وابقاء الاخرين لانهم ليس من اتباع المالكي وغير هذا الكثير من التناقضات عند رئيس الحكومة التي لا يقرها السيد الحكيم.ان ربط البعض مواقف السيد الحكيم مع المالكي طرديا امر مرفوض لان السيد الحكيم لم ولن يكون تابعا وهو الوحيد الذي رفض ان يدخل في حكومة اساسها ازمة ووسطها عقدة ونهايتها كارثة وعلى هؤلاء ان يكونوا احرارا لا تابعين لانهم اذا كانوا يعتقدون بنبوة مختار العصر فلانهم لم يقرأو تاريخ العراق جيدا لان اخر ما جاء في هذا التاريخ ان زمن الانبياء قد انتهى وان العراق لا يدار من طرف واحد وان خلق الازمات لن يبني دولة وان معاداة الناس في العلن وشراء ذممهم في السر لن تطفا العقول النيرة وان ما يقوم به الشهرستاني من اعادة البعثيين لم يترك فرصة للسيد الحكيم والاخرين لاعادتهم لانه لم يبقى احد لم يعاد الى الخدمة المدنية والعسكرية او نال حقوقه التقاعدية .
https://telegram.me/buratha