جبار التميمي
في الشرق وفي الدول العربية بالذات تحول الكرسي إلى ملك صرف يتوارث ولكن بعد أن تم التعامل معه كسرير نوم ومعقد لذوي الاحتياجات الخاصة ونقالة حتى يتحول إلى نعش ثم يرثه الابن تلو الابن هذا على مستوى الرئاسات حتى جاء الربيع العربي حتى فأطاح بعروش ورؤوس ضمن سلسلة ثورات الشعوب التي أتت بالديمقراطيات الناشئة ولكن لازالت الدكتاتورية متكيسة تصيب عقول من أتت بهم الانتخابات فيحاولوا بشتى الوسائل التشبث بالسلطة والبقاء في السلطة من خلال استغلال الديمقراطية والالتفات عليها وفي السياسة وفي العراق بالذات برزت ظاهرة التحنيط السياسي فكثير من السياسيين يدخلوا العملية السياسية من أبواب عدة ويتولوا المناصب بالتتابع وكأن السياسة والمناصب تأتي بطريقة ركضه البريد وبرزة ظاهرة أخرى متمثلة بالتوريث المتوازي من خلال ترشيح الأبناء والإخوان وأولاد العمومة والأقارب والزوجات للتأسيس لأغلبية الأقارب والعوائل لخطف السلطة وهي ممارسة لاتخلوا من الدكتاتورية بطرق أخرى ولا تخلو أيضا من نرجسية حيث يتصور البعض من مارس هذه الظاهرة انه وصل إلى درجة الكمال وان لايرى إلا نفسه وان الأصوات التي حصدها هي ملك شخصي وقد وضعها في جيبه وهو استخفاف بالناس وتحويلهم إلى عبيد فحتى إذا انتخبته الناس فهي ليست بالضرورة ستنتخب أخوه أو زوجته والناس إذا كانت إذا اقتنعت به فهي حالة في وقتها ونتيجة قناعات منتظرة لم تتحقق ومتطلبات لم تلبى ووعود ذات بحرارة تردي الخدمات وانعدام تحقيق الحاجات مع العلم أن من ابسط مفاهيم الديمقراطية من لايحقق متطلبات الناس يفقد مكانه ووجوده السياسي فكيف من هو مهدد بفقدان مكانه أن يمنح مكان لمقرب منه ،
أن هذه الظاهر السلبية التي يتصور من ينقذها انه تقضي إلى تحقيق أهدافه في إدامة الهيمنة على السلطة ومن خلال السلطة إدامة النفوذ والسطوة على مقدرات وإمكانات الدولة لتحقيق أغراض ذاتية وان مثل هذه الظواهر المريضة وغيرها سببت وتسبب تدني وتراجع التنمية في كل المجالات فانعدام التنمية السياسية يعد مدخلا واسعا لتدني وانعدام التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فالسياسة إذا تمت وأصلحت سيصلح كل شيء وذا كانت مستقرا للفساد والتبعية العائلية فأنها تشكل مسارا منحرفا يبعد السياسة عن أهم أهدافها وهو تقديم المؤهلين والكفؤيين بعيدا عن المنسوبية التي تقدم أشخاصا لإغراض تشكيل أغلبية لأفراد وليس للسياسة ...
https://telegram.me/buratha