الشيخ عبد الحافظ البغدادي
في ظاهرة خطيرة من نوعها في العراق تطاولت العناصر الانتهازية من أعضاء البرلمان العراقي وبعض الفضائيات المساندة للإرهاب في العراق كالشرقية وبغداد والرافدين المملوكة لجهات مشبوهة في خطأ قاتل كشف مقدار الحقد الدفين في قلوبهم المريضة ، حين شنوا حملة شعواء ضد الجيش العراقي والشرطة الاتحادية ، وتناسوا مسلسل المديح الذي كانوا يتشدقون به لإظهار وطنيتهم من خلال مدح الجيش والشرطة في ذكريات التأسيس.. وهكذا على حين غرة يتحول الجيش العراقي بين ليلة وضحاها إلى { مرتزقة } كما تسميهم وحدة الجميلي , و{قتلة} كما يسميهم سلمان الجميلي رئيس القائمة العراقية المشبوهة بالولاء.. إن الولاء للوطن نوع من التربية والأخلاق تتبرعم مع حليب الأم ونسيم الهواء الذي يتنفسه الإنسان ومع كل لقمة نبتت في تراب الوطن ، فيكون كيانا من خلقته التكوينية .. وربما يختلف الإنسان مع حكومته أو أصدقائه أو طائفته ، ويتحدث بالدقة سبب الخلاف ، هذا حق مشروع ويجب على الناس سماعه ومناقشة رأيه.. وعندنا نحن العراقيون حوادث قتل ودهس وفصولات منذ أن وجد الإنسان في العراق إلى يومنا هذا .. ولم نسمع من مجنون ناهيك من عاقل أن وصف عشيرة قاتل أبيه بالخيانة أو الطائفية أو مرتزقة وجبناء .. هذا رأيناه واضحا على لسان احمد العلواني ووحدة الجميلي وسلمان الجميلي وحيدر الملا وميسون الدملوجي وأمثال هؤلاء الخرعة التي ملأت أجواء العراق سحابا قاتماّ , بالأمس القريب تطالب وحدة الجميلي برلمان العراق الفلتة أن يوجه عقوبة للضباط والجنود الذين شاركوا في عزاء طويريج يوم عاشوراء .. في التفاته واضحة إنها تقف ضد الطائفة الشيعية بكل عقيدتها وبإصرار عجيب ، في وقت كانت تساند ضرب الدرباشة والتكيات النقشبندية ولم يصرح أي برلماني شيعي ضد هذه الممارسات ...! ولو فعلها سنصرخ بوجهه أن يتأدب ويكف عن مهاجمة إخواننا السنة وممارساتهم وشعائرهم .. وحين أطلقت قوات الجيش العراقي النار على المتظاهرين في البصرة في مظاهرات الكهرباء ومات على أثرها عدد من المتظاهرين رفعنا صوتنا ضد الضابط الذي اصدر أمر إطلاق الرصاص على المتظاهرين ، وطالبنا إحالته للقضاء ، ودفعت الدولة تعويضات لذوي القتيل .. ولكن لم يصرح شروكي واحد إن الجيش مرتزقة وإنهم خونة ... هذه المزايدات وطعن الجيش والشرطة من الخلف أمر مكشوف ، عرفت جهاته التي تموله وتغذيه من خارج الحدود على يد الصغار من ساسة البرلمان العراقي .. وكلما أوغل أولئك بمواقفهم العدائية لشريحة واسعة من أبناء العراق فأنهم يقدمون خدمة لنا أن نتوحد أكثر ونقف خلف قواتنا المسلحة البطلة التي تدحر الإرهاب وتسهر ليلا ونهارا من اجل راحة الناس ، نكون لهم عيونا في الخطوط المتقدمة .. وأخيرا أود أن اعرض على قائمة العراقية قصة تعبر عن عقيدتنا بكل تفاصيلها الدقيقة ، عقيدة تجري في عروقنا رغما على الحاقدين .. والعاقل يفهم ..في قصة يهمني منها العبرة فقط... زار احد المؤمنين مرقد الإمام موسى بن جعفر {ع} ثم توجه نحو سامراء لزيارة الإمامين العسكريين{ع} وكان يركب حصانا ولم تكن المنطقة بين بغداد وسامراء كما هي اليوم .. أثناء الطريق التقى مع راكب آخر فرافقه وصارا يتحدثان بالأمور العامة .. وصل حديثهما إلى واقعة صفين .... هنا ظهرت الانتماءات وتطور الأمر إلى صراع ، وكان الزائر غير مسلح فضربه {صاحب الطريق} على جبهته فوقع على الأرض.. فسلب فرسه وطعامه وشرابه وتركه ينزف في الصحراء .. ولما بلغ به الجهد توسل بالإمام المهدي{عج} إمام الشروكية في كل العالم وعاتبه على عدم نصرته ..غلبه الوجع من كثرة النزف .. غشي عليه لفترة ولكنه حسن إن هناك من يحتضنه ويصب على وجهه ماء ، وحين استعاد عافيته قدم له تمرا وقال هذا من طعامك وهذا فرسك الذي سلبه صاحبك .. ونحن لا نحضر إلا أن يأذن الله لنا بذلك . وقد تحقق لك الدعاء والتوسل بحضورنا ... فرح الزائر كثيرا ، ومد يده على مكان الضربة فأحس بألم شديد .. فقال: سيدي ألا تضع يدك الشريفة على جرحي حتى يشفى ..؟ قال له الإمام : " لا هذا الجرح سيشفى مر مرور الأيام ويبقى أثره واضحا في جبهتك .. ومن يسألك عنه قل: إني جرحت مع علي بن أبي طالب يوم صفين " لان الضربة كانت امتداد لتلك الضربات ... هل فهمتم ما أقول يا سلمان الجملي وأعضاء القائمة العراقية والحزب الإسلامي العراقي ... وهل عرفتم يا قواتنا المسلحة سبب التصريحات ضدكم وضد الشرطة وطعنكم من الخلف .....
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha