المقالات

تسييس المكونات وشعوذة التقسيم /

498 22:53:00 2013-02-01

حافظ آل بشارة

في العراق وحده وبعض الدول المتخلفة يجري الحديث عن المكونات وحصص المكونات وحقوق المكونات ومظلومية المكونات ، فهناك عربي وكردي وشيعي وسني وغيرهم ، شعوذة التقسيم تقود الى اختراع مكونات جديدة قد تكون بحجم قرية واحدة ، واغرب شيء ان بعض الدلالين السياسيين ارادوا تكوين اقلية زنوج البصرة ! هناك مجال واسع للتحشيش السياسي في العراق ، تحدثوا عن مظلومية الشاذين جنسيا في العراق وقد يعلنونهم ذات يوم كأقلية ! كل بلدان الكرة الأرضية مكونة من طوائف واعراق واثنيات ؟ الهند فيها مئات القوميات والاديان وكذلك اندونيسيا واميركا وماليزيا وغيرها عشرات الدول ولم يمنعهم ذلك من بناء دولة موحدة تذوب فيها المكونات بلا ظلم ، لماذا يختلف العراق عنهم حتى يبدو مشهده السياسي وكأنه يعيش حقبة صراع الطوائف في اوربا ثم حرب الثلاثين عاما من سنة 1618 الى سنة 1648 حيث تذابح الكاثوليك والبروتستانت والعرقيات المختلفة ، وراحت المكونات تسحق بعضها وهزمت الكنيسة ولم تنته الكارثة الا بعقد معاهدة (وستيفاليا) حيث تبلور الشكل الحديث للقارة الاوربية ، تلك الدماء اثمرت ظهور (دولة المواطنة) المعبرة عن بغض الشعوب للتقسيم القومي او الديني او الطائفي ، كان درسا لمن يستخدم مفهوم المكونات غطاء لطموحات وصراع القادة المهووسين بالسلطة والثروة ، في العراق بدأ تسييس المكونات منذ سقوط الدولة العباسية وظهور دول الطوائف والاعراق ، وجاءت الدولة العثمانية بسياسة التتريك التي عززت التعصب ، واحتلت بريطانيا العراق وهي دولة حديثة (دولة مواطنة) لكنها كرست التقسيم العرقي والطائفي في العراق والمنطقة ، ثم اسست له نظاما ملكيا يعتمد حكم الاقلية المذهبية ولم تستطع الحكومات التالية طيلة 80 سنة ان تغير هذا الواقع ، وبعد 2003 غزت اميركا العراق وهي (دولة مواطنة) تفتخر بنموذجها لكنها بدل ان تعلم العراقيين كيفية تأسيس دولة مواطنة عززت تسييس المكونات ! وبنت التجربة على اساس المحاصصة ، لكن سائر الشعب العراقي ومثقفيه وقواه الاجتماعية يريدون ان تسفر هذه التجربة الدستورية الانتخابية عن دولة مواطنة ، وهو أمر ممكن حتى لو سجلت هذه التجربة باسم مدرسة فكرية معينة ، وهي لا تتعدى ان تكون اسلامية او لبرالية ، وكلا المدرستين هدفها النهائي تشكيل دولة المواطن أو دولة الانسان ، فالمدرسة الاسلامية لا تعطي الانتماء الديني او العرقي مدلولا سياسيا في نظام الحكم ، ونموذج مدينة النبي بمكوناته الدينية والقبلية معروف ، فرص بناء دولة المواطن متوفرة سواء كان الاطار الاديولوجي اسلاميا او لبراليا ، الخلاصة ان تسييس الانتماء الاجتماعي في العراق والذي يقود الى الفوضى والتقسيم هو ليس نتاج ثقافة اجتماعية ولا نتاج مدرسة فكرية بل نتاج لجنون بعض اجزاء النخبة السياسية واطراف دولية واقليمية تريدها حرب طوائف وقودها الناس والوطن ، وهم بعدها يقتسمون حتى رماد الوطن ، انها شعوذة التقسيم ، فلاونزه التقسيم ، منطقبا لا يمكن للجزء المريض الصغير ان ينتصر على الجزء السليم الكبير ، وان طال التحدي ، الا اذا كانت اللقاحات فاسدة مستوردة بصفقة فاسدة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-02
ليس ذنب بريطانيا وانما ممثلوا اتباع اهل البيت في ذلك الزمان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك