المقالات

السير الى الخلف ام السير الى الامام

573 20:42:00 2013-02-02

عبد الكريم ابراهيم

الانشداد الى الماضي أمر مازال يغلف بعض العقليات العربية حيث لاتخلو ندوة حوارية الا من العودة الى اشكالات الماضي وتاريخه الذي يلفه بعض غموض النقل . العراقيون كجزء لايتجزأ من تلك العقلية العربية المتوارثة التي تحاول الاتكال على عصا الماضي للنظر في عيون الحاضر ،وهو امر يجعل العودة الى دهاليز التاريخ التي لا تنته والنتيجة مشاحنات وضغينة لايكاد البعض الا ان يصدح بها علنا تحت ضغط معين.بعد عام 2003 اصبح الوضع مختلفا ، عراق متعدد القوميات والمذاهب حقيقة يجب التعامل معها ولايمكن تغليب جهة على اخرى واستثأرها بالسلطة لان مرارة الماضي مازالت في حلق البعض . هذه الحقيقة جعلت الجميع يفكر في كيفية بناء دولة في ضوء مجريات اليوم ؛حيث لايمكن الشيعية ان يمسكوا بزمام الحكم و لايمكن للسنة التفرد في بحكم دولة متعددت الطوائف والقوميات كما حصل في السابق . اما الشريك الثالث الاكراد فهم اقل قلقا بفضل مكاسب الفيدرالية التي لايمكن التفريط بها مع هذه الاستقلالية فان هناك حالة من تجاذب مابين المركز والاقليم حول قضايا عديدة ولعل قانون النفط والغاز والمناطق المتنازع عليها تاتي في مقدمة مايحكر حالة الصفاء لشركين مهمين في المعارضة العراقية فيما سبق. اذا الوضع العراقي يسوده عدم الاستقرار لجميع مكوناته لشعورها في عدم حصولها على مكاسب تستحقها في ضوء الماضي والحاضر . هذا الشعور وانعدام الثقة ولد حالة من التمادي في ازاحة الطرف الاخر ولعل دخول اطراف خارجية ساهم الى حد بعيد في تأجيج الوضع الساخن . النتيجة لكل ما حصل وسيحصل اليوم عدم رضا الجميع فيما حصل عليه وشعورهم بالتهميش مع وجود ممثلين لهم في الحكومة والبرلمان . هذا الامر دفع الى القفز على الحواجز لتخطي الاخر وبالتالي استهلكت الحكومة ومعها البرلمان اغلب عمرهما في معالجة الوضع السياسي دون الاهتمام بمصالح المواطن العراقي البسيط الذي بدت عليه نقص الخدمات وانتشار الفساد الاداري في الكثير من مفاصل الدولة ،وساندت منظمة الشفافية الدولية هذه الحقيقة من خلال ادراج العراق ضمن بلدان الاكثر فسادا .الحل يكمن في ان يتعامل العراقيون مع الوضع الحالي بنوع من العقلانية البعيدة عن الاقصاء ومد جسور الثقة والمكاشفة والابتعاد عن الوسطاء الخارجين لتقريب وجهات النظر مع الايمان بضرورة مشاركة الجميع في حكم البلد مع الغاء رواسب الماضي وجعل القانون هو الفيصل في حسم بعض الخلافات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك