المقالات

أزمة التظاهرات.. إلى أين ؟؟

455 19:15:00 2013-02-02

هادي ندا المالكي

يبدوا ان طالع حكومة السيد المالكي بدورته الرئاسية الثانية كان قد بدأ بالنحس ولم يبدأ بطالع الخير لذا جاءت النتائج متطابقة مع هذا الطالع الذي أساسه الأزمات والمشاكل والعقد وجاء توزيع الأزمات بصورة كما لو أنها مدروسة ومعدة سلفا فما ان تبدأ أزمة وتشتد تأتي أزمة جديدة لتنسف سابقتها دون ان يتم معالجتها بصورة كاملة ومؤكد أن السنة او الدورة الانتخابية التي تبدأ بالنحس لا تختلف نهايتها عن بدايتها وكما يقول أهلنا"اخذ فالها من أطفالها".ومن الواضح ان الأزمة السياسية الحالية التي يشهدها البلد والتي جاءت على أعقاب اعتقال حماية وزير المالية بتهم إرهابية تعتبر الاسوء من بين جميع الأزمات السابقة لأنها أشركت الجماهير وحقنت الشارع بمصل الطائفية ومن النوع الخطر جدا،إضافة إلى وجود اختلاف كبير في رؤية الحكومة وشركائها سواء في التوصيف أو المعالجة وليس هذا فقط بل دخول عنصر تدخل دول الجوار كمعرقل وذريعة عقد الأزمة وأجج العواطف.ويمكن تشخيص حالة جديدة قديمة أفرزتها أزمة حماية العيساوي التي تحولت الى تظاهرات في عدد من المدن ذات الأغلبية السنية وهي ارتفاع صوت ضجيج التعقيد وقرع طبول الحرب والانفصال على صوت التعقل والمنطق ساعدها على ذلك التشخيص الخاطئ للعلاج سواء من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء او من قبل المتظاهرين من جهة والأطراف المدعين بقيادة التظاهرات من جهة أخرى.وما يسجل على الحكومة خصيصا في هذا المجال هو أنها تعطي من طرف وتشدد من طرف أخر وهذا التشدد يتسبب بضياع العطاء بسوء التقدير للموقف رغم النصائح المجانية والصادقة والمقدمة الى رئيس الحكومة في هذا الاتجاه ورغم ما قدمته من تنازلات واستجابة لمطالب المتظاهرين من إطلاق سراح المعتقلات وإعادة الحقوق لآلاف البعثيين وصرف الرواتب التقاعدية والسماح لهم بالعودة الى وظائفهم الا ان كل هذه الخطوات لم تجد استجابة مماثلة لدى جموع المتظاهرين .ان عدم استجابة المتظاهرين او مجرد الاعتراف بوجود تقارب من قبل الحكومة يجعل التكهن بنهاية التظاهرات او ما ستسفر عنه الأيام المقبلة امر شبه مستحيل لان احتمالية تطور الأوضاع الى ما هو أسوء امر وارد في ظل عدم وجود قيادة موحدة للمتظاهرين وهذا الامر قد يكون مقصودا من قبل الإطراف الموجهة للتظاهرات لان عدم وجود قيادة موحدة يجعل المتظاهرين بفسحة كبيرة للتحرر والمناورة والأخطاء واستخدام السلاح والتجاوز على الدولة وهيبتها والاستمرار في مطالب حتى لو كانت مخالفة للدستور على الطرف الاخر فان الحكومة ليس لديها خيارات كثيرة ولا تملك الصبر الذي سيجعلها تتحمل تصرفات المتظاهرين ولديها الرغبة في حرق الارض ومن عليها دون ان تتردد في ذلك لانها تعتقد ان التظاهرات مدفوعة الاجر وتقف ورائها أطراف خارجية.ربما ستكون هذه الازمة هي الاخيرة في زمن حكومة السيد المالكي حتى لو حاول ايجاد ازمة جديدة القصد منها تقليل اثر ازمة تظاهرات المنطقة الغربية لان اثار هذه الازمة ستكون الاكبر اذا لم يتم معالجتها بصورة واقعية وشعور بمسؤولية من قبل جميع الاطراف وان كان الحمل الاكبر يقع على عاتق الحكومة والمتظاهرين ."الظاهر ان الحكومة والمتظاهرين ومن يقف معهم غير عابئين بنتيجة التازيم لان كل لديه هدف يريد الوصول اليه مهما كان الثمن"

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sahar
2013-02-03
الله يبعد عن اهل الجنوب الشر آمين.يادكتور
الدكتور شريف العراقي
2013-02-03
وهل استعد الجنوب للأسوأ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك