عباس المرياني
عثمان ألعبيدي شاب من أهالي الاعظمية ضحى بنفسه من اجل العراق والعراقيين وترك تاريخا ناصعا خالدا يستحق التبجيل والاحترام طرزه بتضحيات فريدة وأنفاس ذابت في ماء دجلة في لحظة شامخة لا يدركها او يستثمرها الا أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية لأنه لم يفكر لحظة اتخاذ قراره انه سني وان من يبتلعهم نهر دجلة في يوم مرعب ومهول هم من الشيعة فكتب رسالته وترك أمر قراءتها لجميع العراقيين من الشمال الى الجنوب ،ومؤكد ان القرارات الصعبة لا يتخذها الا الرجال العظماء.وجاءت تضحية الفدائي الشهيد عثمان ألعبيدي في وقت حرج وحساس جدا يوم كانت الطائفية والقتل على الهوية تطل بقرنها على بغداد العزيزة وعلى عدد من المحافظات وفي وقت كانت المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة والأسلحة الكاتمة تفتك بارواح الأبرياء لذا جاءت التضحية في وقتها المناسب ولتكون صرخة مدوية وحقيقية بوجه كل الذين حاولوا تقسيم العراق بنفس طائفي وتركت اثارها الايجابية ومزجت بين الأنفاس والأرواح والدماء فكان موقف ابن الاعظمية مواساة لابن مدينة الصدر ولجميع ابناء العراق وبقي هذا الموقف محط فخر واعتزاز عند جميع ابناء الشعب العراقي لانه أيقظ فيهم جذوة التوحد والإخوة وقتل روح الحقد والكراهية والغضب.ورغم ان الجميع يدرك ان تضحية عثمان لا يمكن الوصول الىها الا بتضحية تشابهها او تزيد عليها لان الجود بالنفس أغلى غاية الجود او كما يقول اهلنا ان "راعي الاوله ما ينلحك"وعثمان كان راعي الاوله في عطائه وتضحيته الا ان الزمن لم ينتهي بعد وان المعروف عند الكرام يبقى محفوظا وينتظرون الايام علها تمنحهم فرصة رد ولو جزء يسير من الدين.واعتقد ان الفرصة سانحة لرد جزء يسير من الدين الى الشهيد عثمان والى من ينتسب اليهم هذا الفدائي المغوار اذا ما اريد حساب المواقف حسب التصنيف العقائدي وليس الطائفي لاننا هنا لسنا في مجال التمييز والتعنصر ولكن للتذكير فقط في المواقف البطولية الخالدة،كما ان الوضع الذي يعيشه العراق اليوم في الخطورة لا يقل عن تلك الفترة الحرجة التي بذل فيها العبيدي مهجته ونفسه لذا فان التضحية والتكاتف وتعشيق مبدأ الإخوة الحقيقية يمكنها تذليل الصعاب وإعادة الاطمئنان الى النفوس المضطربة وتجريد أصحاب الأجندات الخارجية والنوايا الخبيثة من أسلحتهم المدمرة.لقد جاءت الأمطار هذه الأيام بأخبار لا تسر رغم سنوات الجمر والجفاف والتصحر وعطش الصحراء والأنهار والاهوار وحزن الكطان والشبوط والبني لأنها تسببت بغرق عدد من القصبات والنواحي والقرى خاصة في مناطق شمال بغداد وتسببت بنزوح ألاف العوائل وخسائر مادية ومعنوية والحمد لله حتى هذا الوقت لم تسجل اية خسائر بشرية وهذه أخبار جيدة لان الخسائر المادية يمكن تعويضها،وهذا النزوح يمكن ان يكون طريقا معبدا برد الدين ومد جسور الإخوة والمواساة وهذا ما ظهر فعلا كمطالب من قبل أبناء الوسط والجنوب لان يتشرفوا بمشاركة أخوتهم الدين والوطن في السكن وفي لقمة العيش والحمد لله الخير كثير والقلوب عامرة بالمحبة والعيون لا تضيق بأهدابها.ان الأزمات والمحن تظهر معادن الشعوب الأصيلة ورغم انه لا يمكن لأحد ان يزايد على وطنية أبناء الشعب العراقي وأصالة مواقفه لذا فهي فرصة مناسبة للتذكير بتضحيات الشهيد عثمان وتعزيز اللحمة الوطنية وتفويت الفرصة على الأعداء وتضميد الجراح وإبداء المواساة الحقيقية ورد بعضا من الدين الى من ينتمي لهم عثمان العبيدي.
https://telegram.me/buratha