المقالات

هل جاء زمن رد الدين إلى الشهيد عثمان ألعبيدي

765 21:57:00 2013-02-02

عباس المرياني

عثمان ألعبيدي شاب من أهالي الاعظمية ضحى بنفسه من اجل العراق والعراقيين وترك تاريخا ناصعا خالدا يستحق التبجيل والاحترام طرزه بتضحيات فريدة وأنفاس ذابت في ماء دجلة في لحظة شامخة لا يدركها او يستثمرها الا أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية لأنه لم يفكر لحظة اتخاذ قراره انه سني وان من يبتلعهم نهر دجلة في يوم مرعب ومهول هم من الشيعة فكتب رسالته وترك أمر قراءتها لجميع العراقيين من الشمال الى الجنوب ،ومؤكد ان القرارات الصعبة لا يتخذها الا الرجال العظماء.وجاءت تضحية الفدائي الشهيد عثمان ألعبيدي في وقت حرج وحساس جدا يوم كانت الطائفية والقتل على الهوية تطل بقرنها على بغداد العزيزة وعلى عدد من المحافظات وفي وقت كانت المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة والأسلحة الكاتمة تفتك بارواح الأبرياء لذا جاءت التضحية في وقتها المناسب ولتكون صرخة مدوية وحقيقية بوجه كل الذين حاولوا تقسيم العراق بنفس طائفي وتركت اثارها الايجابية ومزجت بين الأنفاس والأرواح والدماء فكان موقف ابن الاعظمية مواساة لابن مدينة الصدر ولجميع ابناء العراق وبقي هذا الموقف محط فخر واعتزاز عند جميع ابناء الشعب العراقي لانه أيقظ فيهم جذوة التوحد والإخوة وقتل روح الحقد والكراهية والغضب.ورغم ان الجميع يدرك ان تضحية عثمان لا يمكن الوصول الىها الا بتضحية تشابهها او تزيد عليها لان الجود بالنفس أغلى غاية الجود او كما يقول اهلنا ان "راعي الاوله ما ينلحك"وعثمان كان راعي الاوله في عطائه وتضحيته الا ان الزمن لم ينتهي بعد وان المعروف عند الكرام يبقى محفوظا وينتظرون الايام علها تمنحهم فرصة رد ولو جزء يسير من الدين.واعتقد ان الفرصة سانحة لرد جزء يسير من الدين الى الشهيد عثمان والى من ينتسب اليهم هذا الفدائي المغوار اذا ما اريد حساب المواقف حسب التصنيف العقائدي وليس الطائفي لاننا هنا لسنا في مجال التمييز والتعنصر ولكن للتذكير فقط في المواقف البطولية الخالدة،كما ان الوضع الذي يعيشه العراق اليوم في الخطورة لا يقل عن تلك الفترة الحرجة التي بذل فيها العبيدي مهجته ونفسه لذا فان التضحية والتكاتف وتعشيق مبدأ الإخوة الحقيقية يمكنها تذليل الصعاب وإعادة الاطمئنان الى النفوس المضطربة وتجريد أصحاب الأجندات الخارجية والنوايا الخبيثة من أسلحتهم المدمرة.لقد جاءت الأمطار هذه الأيام بأخبار لا تسر رغم سنوات الجمر والجفاف والتصحر وعطش الصحراء والأنهار والاهوار وحزن الكطان والشبوط والبني لأنها تسببت بغرق عدد من القصبات والنواحي والقرى خاصة في مناطق شمال بغداد وتسببت بنزوح ألاف العوائل وخسائر مادية ومعنوية والحمد لله حتى هذا الوقت لم تسجل اية خسائر بشرية وهذه أخبار جيدة لان الخسائر المادية يمكن تعويضها،وهذا النزوح يمكن ان يكون طريقا معبدا برد الدين ومد جسور الإخوة والمواساة وهذا ما ظهر فعلا كمطالب من قبل أبناء الوسط والجنوب لان يتشرفوا بمشاركة أخوتهم الدين والوطن في السكن وفي لقمة العيش والحمد لله الخير كثير والقلوب عامرة بالمحبة والعيون لا تضيق بأهدابها.ان الأزمات والمحن تظهر معادن الشعوب الأصيلة ورغم انه لا يمكن لأحد ان يزايد على وطنية أبناء الشعب العراقي وأصالة مواقفه لذا فهي فرصة مناسبة للتذكير بتضحيات الشهيد عثمان وتعزيز اللحمة الوطنية وتفويت الفرصة على الأعداء وتضميد الجراح وإبداء المواساة الحقيقية ورد بعضا من الدين الى من ينتمي لهم عثمان العبيدي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك