حمودي جمال الدين
النصيحة التي قالتها مرجعيتكم ولأول مره بهذا الظرف العصيب الذي يمر به عراقنا الحبيب متقلبا بين الأزمات والمشاحنات وبين افتقار الخدمات وهدر للمال والطاقات وتفشي غول الفساد والسرقات.إلا أنها قد ضاقت ذرعا مما يعانيه شعبها من الام ومحن ومن نكد وفاقه فعيا صبرها وسكوتها كل هذه السنين عن حكومتنا , فأدلت بدلوها الواضح والصريح وبالشكل الذي لايقبل التأويل والشك أو الطعن في مضمون وفحوى هذه النصيحة التي أشيعت وتداولاتها معظم وسائل الإعلام هذه الأيام .حيث يقول أية الله العظمى الشيخ بشير ألنجفي لجمع من المؤمنين من أهالي واسط( إن اللذين جاءوا إلى الكراسي خدموا جيوبهم ولم يخدموا الشعب ) هذا هو تشخيص للداء العضال الذي الم الشعب به طيلة هذه الفترة إلا إن مرجعنا لم يكتفي بهذا القدر دون ان يتبعه بعلاجه الناجع والشافي للإبراء من مرضنا السقيم حيث يسترسل ليقول (أوصيكم أولادي لا تنتخبوا أي قائمة يوجد لديها وزير ولو واحد يمثلها بهذه الحكومة ).أليست هذه النصيحة هي تعبير لفهم وإدراك نابع من شخص اجتمعت لديه كل شرائط التقليد من علم وفقه ومقدرة ورجاحة عقل, ووهبه الله ألمكانه والمنزلة بين قومه ومريديه للإفتاء والتفريق في الحلال والحرام والمكروه والمستحب وغيرها من الأمور الدينية والدنيوية التي يرجع فيها إليه مقلدوه ممن وضعوا ثقتهم به وبايعوه ليعودوا إليه في الاستفتاء والمشورة عن أسالتهم وحالاتهم التي لايجدوا فيها علاجا مقنعا وشافيا في نصوصهم الدينية والشرعية .نستنتج من هذه النصيحة أنها فتوى تخص الإتباع والمريدين ممن كانت لديهم بيعة في رقابهم لمقلديهم وما عليهم إلا إطاعتها والاهتداء بمضمونها وبما أوصت ونصحت به .ولما كانت اغلب مراجع التقليد في النجف الاشرف مجمعة على رأي واحد, من ان هذه الحكومة وأحزابها لاتمثل التشيع ولا شيعة العراق وإنما تمثل شخوصها وأحزابها ,وولاء الحكومة وتابعيتها لأحزابها وقادتها وليس للمرجعية الشيعية أي جاه ورأي وطاعة تؤثر على سلوكها ومسيرتها فكل أفعالها وتصرفاتها لا تتطابق مع ماتنشده وتبتغيه المرجعية منها .سواء كان على المستوى السيئ والرديء للخدمات التي تقدمها لأبناء شعبها, أو لتفضيل مصالحها على مصالح أبناء الشعب, أو للفساد المستشري بين رموز أحزابها والتستر والتغطية عليه, أو لاحتكارها المناصب والوظائف لمنتسبيها وأقاربها, أو لتردي الوضع الأمني الذي يضرب بإطنابه جميع مفاصل المجتمع العراقي دون استثناء واعتمادها على قيادات أمنيه مخترقه مشكوك بولائها لوطنها وشعبها فضلا عن خلق الأزمات وتشتيت أواصر لحمة هذا الوطن ووحدته .وهناك الكثير الكثير من الأداء الفاشل الذي سببته هذه الحكومة في سياساتها, فكل ما أثبتته تجارب السنين المنصرمة يؤكد على ان الحكومة لن تستطع الارتقاء إلى مستوى المسؤليه والتحسس بعذابات ومآسي أبناء شعبها .لهذا اتخذت المرجعية قرارا بعدم مقابلة أي مسئول مهما كان مركزه ومنصبه في الحكومة وأحجمت حتى عن لقاء أي وسيط يأتي من طرفها .وإزاء هذا الإجماع المرجعي بالحكومة الحالية( وحسب فهمي المتواضع) فأي فتوى أو رأي يصدر من احد مراجعها بهذا الصدد يعبر عن رأي الاغلبيه وبما ان المراجع العظام يمثلون شيعة العراق عموما, فأي مكلف يستطيع ان يبرئ ذمته امام الله والشعب لان اغلب علماء التقليد متفقون على هذا الموقف وهو من باب الاحتياط للمكلف وبذلك تكون فتوى الإمام أية الله الشيخ بشير ألنجفي نافذة وشاملة لعموم ألشيعه والمقلدين العراقيين ولا تقتصر على مقلديه فقط.
https://telegram.me/buratha