واثق الجابري
تنتابنا الحيرة والخجل حينما يسألنا احد عوائل الضحايا ونقف صامتين حيال مطالبهم المشروعة مقابل تلك التضحيات , حينما نرى تلك البيوت التي لا تزال من القصب والطين لا تحميهم من برد الشتاء وامطاره وحر الصيف , ولا تزال تلك الألغام كالشبح الذي يحصد الارواح , لا يعرف اهالي ميسان كيف يحصلون على تلك الحقوق وهل ان التظاهر اصبح الوسيلة الوحيدة لأنتزاعها التي من المفترض ان تحقق قبل ان تطلب , والالغام اسلحة بشعة غادرة بالأخر تستخدم في الحروب وحينما تنتهي الحروب لا تغدر الاّ بالأبرياء , مدن كثيرة في العراق استخدمت كساحات للقتال في الحروب العبثية واطلقت منها مئات الملاين من الاسلحة الثقيلة والقنابل المشعة والألغام وفي العراق وحده ربع الغام العالم معظمها في ميسان فعطلت تلك الحروب كل انواع العمل وسببت بهجرة عوائها ونزوحها من الاهوار التي جففتها تلك السياسات وعطلت ما يقارب 60% من 750 ألف دونم فيها , واوقفت ولا تزال معامل قصب السكر والورق والببسي التي كانت تجهز معظم العراق , هجر اهليها باحثين عن عمل وعيش في ازقة بغداد بعد ان افتقرت كل المدن الجنوبية التي تحيط بها , فبلغت نسبة العاطلين فيها 17% وما دون خط الفقر 31% , ميسان لا تزال تطاردها مخلفات الحروب من اشعاعات وامراضها الخطيرة ومخاطر ألغام بحدود 5 مليون بين لغم ومقذوف لم ينفلق , مدينة الاهوار والأثار وفيها ما يقارب 390 موقع اثري اشبه بالمتروك واهوار تستطيع ان تجهز من اجمالي انتاج العراق البالغ 350 ألف طن تجهز 300 ألف طن , لا يزال مواطنيها يحملون تبعات الحروب الهمجية ونتائجها الكارثية ومن شلل في الحياة لم تعوض اضرارهم واعاقاتهم وتركات نظرة سلبية تنظرهم العهود البائدة , وتملك من احتياطي النفط ما يجعلها في مصاف المدن المتقدمة في العالم , الميسانيون اعتقدوا انهم بعد ذلك الضيم والظلم والحرمان ومن ساسة حملوهم على اكتافهم وتقاسموا معهم رغيف خبز عوائلهم وربما انتزعوه من فم اطفالهم , اعتقدوا ان العهد الجديد وزمن الديمقراطية سيدر عليهم من ذهب خيراتهم ولكن الواقع يقول غير ذلك والسياسات لا تزال تصب في مراكز المدن وحرمان قطعات كبيرة ومناطق شاسعة من اقضية ونواحي وقرى وارياف متناثرة , ولا يزال الكثير من اهلها يعاملون معاملة البدو الرحل ولا يشملون بالقروض لبناء السكن وانشاء المشاريع الصغيرة واستصلاح الاراضي , مدينة كبيرة لا تزال تشعر انها تعيش نفس ذلك الخطر ونفس غدر الألغام وتهديد الحياة دون ان يلتفت لها الحكومات المعاقبة , ميسان من حقها ان تعود اراضيها خصبة خضراء ومعاملها منتجة واهوارها مصدر للثروة الحيوانية والسمكية وملتقى طيور العالم المهاجرة ومن حقها ان تحصل على حصة من نفطها لتأهيلها وتحتضن ابنائها المنتشرين في تقاطعات الطرق لبيع المناديل الورقية . وقبل ان انتهي من كاتبة المقال وصلني رسالة في الدردشة من احدى المدن الجنوبية اوقفتني واحبتت ان اضمنها في مقالي كي تكون شاهد من الواقع على ما اقول ,( اسف قد لا اكون حيادي لاني ارى المجاهدين لم ينصفوا وهنالك مظالم كبيرة جداً والبعث ينعم في الطاف الحكومة وفي قلبي الكثير لا استطيع ان اكتمه ,هل تعرف أن عميدة كلية العلوم الاسلامية (بعثية ماجدة )كانت تنزع الحجابات من رؤس الطالبات من دون اي رحمه كي تتقرب الى البعث وزوجتي شاهد عيان على هذا الموقف ,هل تعلم ان احد المجاهدي الحقيقين الذين قارعوا الطاغية وازلامه واعطى اربع شهداء من عائلته يشتكى وضعه بأنه متشرد من بيته لان عليه القاء القبض لانه قتل بعثي في زمن الطاغية) .. اوقفتني هذه الكلمات ولم استطيع الكتابة بعد ؟؟!!
https://telegram.me/buratha