المقالات

ميسان مدينة الاهوار والأثار والطيور المهاجرة .. من ينصفها ؟!

627 00:12:00 2013-02-04

واثق الجابري

تنتابنا الحيرة والخجل حينما يسألنا احد عوائل الضحايا ونقف صامتين حيال مطالبهم المشروعة مقابل تلك التضحيات , حينما نرى تلك البيوت التي لا تزال من القصب والطين لا تحميهم من برد الشتاء وامطاره وحر الصيف , ولا تزال تلك الألغام كالشبح الذي يحصد الارواح , لا يعرف اهالي ميسان كيف يحصلون على تلك الحقوق وهل ان التظاهر اصبح الوسيلة الوحيدة لأنتزاعها التي من المفترض ان تحقق قبل ان تطلب , والالغام اسلحة بشعة غادرة بالأخر تستخدم في الحروب وحينما تنتهي الحروب لا تغدر الاّ بالأبرياء , مدن كثيرة في العراق استخدمت كساحات للقتال في الحروب العبثية واطلقت منها مئات الملاين من الاسلحة الثقيلة والقنابل المشعة والألغام وفي العراق وحده ربع الغام العالم معظمها في ميسان فعطلت تلك الحروب كل انواع العمل وسببت بهجرة عوائها ونزوحها من الاهوار التي جففتها تلك السياسات وعطلت ما يقارب 60% من 750 ألف دونم فيها , واوقفت ولا تزال معامل قصب السكر والورق والببسي التي كانت تجهز معظم العراق , هجر اهليها باحثين عن عمل وعيش في ازقة بغداد بعد ان افتقرت كل المدن الجنوبية التي تحيط بها , فبلغت نسبة العاطلين فيها 17% وما دون خط الفقر 31% , ميسان لا تزال تطاردها مخلفات الحروب من اشعاعات وامراضها الخطيرة ومخاطر ألغام بحدود 5 مليون بين لغم ومقذوف لم ينفلق , مدينة الاهوار والأثار وفيها ما يقارب 390 موقع اثري اشبه بالمتروك واهوار تستطيع ان تجهز من اجمالي انتاج العراق البالغ 350 ألف طن تجهز 300 ألف طن , لا يزال مواطنيها يحملون تبعات الحروب الهمجية ونتائجها الكارثية ومن شلل في الحياة لم تعوض اضرارهم واعاقاتهم وتركات نظرة سلبية تنظرهم العهود البائدة , وتملك من احتياطي النفط ما يجعلها في مصاف المدن المتقدمة في العالم , الميسانيون اعتقدوا انهم بعد ذلك الضيم والظلم والحرمان ومن ساسة حملوهم على اكتافهم وتقاسموا معهم رغيف خبز عوائلهم وربما انتزعوه من فم اطفالهم , اعتقدوا ان العهد الجديد وزمن الديمقراطية سيدر عليهم من ذهب خيراتهم ولكن الواقع يقول غير ذلك والسياسات لا تزال تصب في مراكز المدن وحرمان قطعات كبيرة ومناطق شاسعة من اقضية ونواحي وقرى وارياف متناثرة , ولا يزال الكثير من اهلها يعاملون معاملة البدو الرحل ولا يشملون بالقروض لبناء السكن وانشاء المشاريع الصغيرة واستصلاح الاراضي , مدينة كبيرة لا تزال تشعر انها تعيش نفس ذلك الخطر ونفس غدر الألغام وتهديد الحياة دون ان يلتفت لها الحكومات المعاقبة , ميسان من حقها ان تعود اراضيها خصبة خضراء ومعاملها منتجة واهوارها مصدر للثروة الحيوانية والسمكية وملتقى طيور العالم المهاجرة ومن حقها ان تحصل على حصة من نفطها لتأهيلها وتحتضن ابنائها المنتشرين في تقاطعات الطرق لبيع المناديل الورقية . وقبل ان انتهي من كاتبة المقال وصلني رسالة في الدردشة من احدى المدن الجنوبية اوقفتني واحبتت ان اضمنها في مقالي كي تكون شاهد من الواقع على ما اقول ,( اسف قد لا اكون حيادي لاني ارى المجاهدين لم ينصفوا وهنالك مظالم كبيرة جداً والبعث ينعم في الطاف الحكومة وفي قلبي الكثير لا استطيع ان اكتمه ,هل تعرف أن عميدة كلية العلوم الاسلامية (بعثية ماجدة )كانت تنزع الحجابات من رؤس الطالبات من دون اي رحمه كي تتقرب الى البعث وزوجتي شاهد عيان على هذا الموقف ,هل تعلم ان احد المجاهدي الحقيقين الذين قارعوا الطاغية وازلامه واعطى اربع شهداء من عائلته يشتكى وضعه بأنه متشرد من بيته لان عليه القاء القبض لانه قتل بعثي في زمن الطاغية) .. اوقفتني هذه الكلمات ولم استطيع الكتابة بعد ؟؟!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك