المقالات

العراق....لو حريج لو غريج

666 22:49:00 2013-02-04

عباس المرياني

 هذه هي خلاصة تاريخ العراق بكل ارثه الحضاري ومسلاته وقوانينه وبطولاته وشعرائه وأدبائه وسهوله واهواره ونخيله ونفطه وإمكانياته وحروبه ومعاركه وطائفيته ومفخخاته وكواتمه وأنهاره وسدوده ،هذه كلها تتلخص بكلمتين لا غيرهما كعلامة مميزة لا يجد صعوبة الكثير من اهلنا في توصيفها واعتبارها خلاصة بسيطة وغير معقدة لتاريخ العراق وهي تصنيفه على اساس "لو حريج لو غريج".وهذا الاختصار وطوي الانجازات والحضارات والتاريخ الناصع والأموال والانجازات يعبر عن مرارة حقيقة متجذرة في نفوس الكثير من ابناء الشعب العراقي ممن عاش معانات الحياة وحرمانها في بلد يكاد يكون الأغنى بين دول العالم وعلى مر العصور فمثلما كان يعرف العراق سابقا ببلد السواد لكثرة خيراته يعرف اليوم ايضا بكثرة خيراته خاصة البترول والزئبق واليورانيوم اضافة الى احتفاظه ببلد السواد حتى هذا التاريخ رغم تراجع عدد النخيل وقلة المساحات المزروعة الا ان كل هذه الخيرات لم تمسح اثار الفقر والحاجة والحرمان التي عانى منها ابناء الشعب العراقي لاسباب تكمن في سوء الادارة والفساد والتهميش والكسب غير المشروع إضافة الى استنزاف هذه الأموال الطائلة في الحروب والاقتتال.وكلمتي" الحريج والغريج " كلمات شعبية دارجة وتعني الحريق والغرق على التوالي،والحريق قد تكون كلمة فضفاضة وتضم بين توصيفاتها الحرائق والحروب سواء كانت بالسيف والرمح او الطائرات والمدافع والدبابات كذلك تشمل أساليب الحروب المتطورة والحروب الجرثومية والالكترونية والقرصنة والهكر إضافة الى استخدام السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة والناسفة والأسلحة الكاتمة انتهاءا بالسكين ،بينما يمكن تعريف كلمة الغرق بانها الحوادث الفردية والجماعية التي يتسبب بها الماء سواء كان سيل المطر او طوفان الانهار والبحار.ومن المحزن ان تتزامن هاتين المفردتين في زمن ووقت واحد ضد ابناء الشعب العراقي ففي الوقت الذي لا زال العراق يعاني من اثار الحروب والاستهداف المباشر من قبل اعداء العملية السياسية ومن اعداء اكثرية ابناء الشعب العراقي من اتباع تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا البعث الصدامي تطل مشكلة ارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة بسبب كثرة الامطار وغرق عدد من القرى والمناطق شمال بغداد مما تسبب بنزوح الاف العوائل وخسائر مادية ومعنوية كبيرة ومخاوف من ان يمتد هذا الطوفان الى جنوب بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.واذا كان الارهاب والتظاهرات والمفخخات تقف ورائها عوامل خارجية يصعب على الدولة وقفها نهائيا في الوقت المنظور الا ان الاهمال وسوء الادارة والفساد يقف وراء غرق عدد من المناطق والقرى وعدم الاستفادة من خزن هذه المياه واستثمارها بصورة تعزز تطوير الواقع الزراعي وتقلل الجفاف والتصحر خلال السنوات المقبلة لان العراق عانى كثيرا خلال السنوات الماضية من شحة المياه بسبب قلة الامطار وسياسة التخزين التي تتبعها الدول المتشاطئة وخاصة تركيا التي قامت بانشاء السدود العملاقة من اجل حرمان العراق من حقه الطبيعي.اعتقد ان العراق لن يغادر قريبا حقيقة تاريخة التي تتلخص بـ "لو الحريج لو الغريج" وحتما لان يعيش ابنائه حياة الرفاهية والخير الذي تكتنزه ارض الرافدين طالما تحاصره كماشتي الارهاب والفساد من جهة وسوء الادارة من جهة اخرى،لان الاولى تمثل الحريج اما الثانية فتمثل الغريج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك