نور الحربي
حين تكون للكلام اهمية يتكلم المجلس الاعلى الاسلامي وحين يراد للمواقف ان تبرز وتقطع نزاع المتنازعين يبرز رجالاتها المخلصين لتوضيح رؤية او الدفاع عن مظلومية او بيان ثابت لايمكن تغييره ولانها سيرة الرجال الاوفياء ومواقفهم وطريقهم التي سلكوا تتجدد الهجمة عليهم من كل اطراف الازمة ولا استثني منهم احدا . في الامس القريب كان المجلس الاعلى رائد العملية السياسية وبانيها والمنظر لكل تفاصيلها فكان اعداء العراق من بعثيين وتكفيرين يصبون جام غضبهم على نهجه فيتهمونه تارة بالعمالة لايران وامريكا من جهة او بسرقة اموال الشعب وقتل ابنائه من جهة اخرى ليس لانه كذلك بل لانهم يريدون تركه وحيدا في ساحة مواجهتهم لينالوا منه ومن مشروعه الوطني الذي ركب موجته ثلة من الطفيليين واشباه السياسيين وقد حاول بعضهم مغادرة وترك هذا النهج بعد اتضاح الحقيقة التي اصمت الجميع فيما راح بعض اخر يتمنطق بانه الذي اسس وفعل وعمل في حين قال المجلسيين انهم مع العراق وابنائه وساروا في قافلة الوطن لعل من وعد وتعهد يفي بالتزاماته بعد ان ينال فرصته, وحرصا منهم على الاجماع الوطني العام والاجماع الشيعي الخاص اعتبروا ان وقوع الظلم عليهم خاصة سينتهي بعد ان يفسحوا المجال للاخرين لتنفيذ برامجهم التي اتضح انها كانت تقوم اساسا على تضعيفه وابعاده عن الساحة, لكنهم بقوا اوفياء لخياراتهم واختياراتهم فبناء الوطن ليس تمنيا ورغبة فارغة لان الوطن بكل من فيه يحتاج لمن يضع الاصبع على الجرح ويتقدم الصفوف ليقول ويفعل الصواب لاغير و انطلاقا من مسؤولية المجلس تجاه متبنياته الفكرية والعقائدية باعتباره تيار اسلامي اصيل فقد سعى لان يكون فاعلا مؤثرا على طول الخط وان كانت محاولات الاخرين تسير باتجاه نزع هذه الصفة عنه فراحوا يتكلمون ويتحدثون ويتقولون عن مشروع هذا التيار الاسلامي حتى وصلت الامور الى التشكيك باسلاميته عموما وشيعيته بشكل اخص حتى وصف بانه يهدد الاجماع الشيعي وينال منه بوقوفه مع اعداء المذهب على حد زعمهم فصوروه على انه يريد الوصول على حساب القضية التي ضحى من اجلها المضحين وسالت من اجلها دماء الشهداء والحقيقة ان كل ذلك كان يدبر في كواليس جهات بعينها منها من تدعي النصح والقربى ومنها من يتجاهر بالعداء والبغضاء غير ان كل ذلك انكشف ايضا وعبرت مبادرات ومواقف المجلس عن يده البيضاء ووجهه الناصع وكلنا يفهم كيف ولماذا واين بقيت المواقف مواقفا والشعارات شعارات فارغة لا تصل وترقى الى ما قام به المجلسيون تجاه التزاماتهم وعلاقتهم بقواعدهم وابناء شعبهم دون تمييز, اما اليوم فالامر بات اشبه بمحاولة القفز على كل ذلك والاستهانة به عبر خطاب مشوش يردده من لا يحفظ عهدا ولاذمة ولايحترم ميثاقا مضمونه ومحتواه كما هو ظاهر صمت المجلس الاعلى ازاء ما يتعرض له الشيعة من مؤامرة وتركه السفينة تغرق من اجل "اشباع نزواته" كما يقولون ويروجون فيما يردد الطرف الاخر نغمة صمت المجلس الاعلى على انتهاكات رئيس الحكومة نوري المالكي للدستور وتسببه في أزمات مع الأكراد و بعد ذلك مع السنّة ولاندري ايهما يصدق المواطن العراقي وايهما مع الحق وهل بقي للمجلس الاعلى مكان بين الفريقين يمكنه من خلاله التوفيق بين اتهامهما له ومطالبتهما له بان ينصر احدهما على الاخر وهل نسي الفريقين عشرات الدعوات والمبادرات التي اطلقت سابقا واستمرت تؤكد على ضرورة عقد طاولة الحوار واللجوء اليه باعتباره الحل الامثل والاقرب لحسم الخلافات فكان السيد عمار الحكيم والسيد عادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي والنائب باقر جبر الزبيدي غيرهم من قيادات المجلس الاعلى اطراف حوار وتقريب لوجهات النظر مع تأكيدات على ضرورة ما يجب ان يكون وليس الاكتفاء بعرض المشكلة فقط فهل تناسوا كل ذلك ومتى يكون الحل برأيهم ممكنا بل ان الحرص الذي غاب عن البعض حتى بتنا نسمع اصوات نشاز ترتفع من هنا وهناك تطالب باقتتال او انفصال وعودة انفال او لا شيعة بعد اليوم كلها لاقت نفس الموقف الحازم من المجلسيين وارتفعت اصواتهم فوق اصوات المؤزمين ومن يدفعهم للسير بهذه الاتجاهات.ولنا ان نقول اخيرا ان حملات الانتقاد ومحاولات تصدير بعض التصورات المكذوبة الى الشارع لاهداف انتخابية واضحة لن تنال من هذا التيار الوطني و على الاخرين ان ينصتوا ويكونوا بمستوى مسؤولياتهم لان صوابية رؤية المجلس التي ثبتت وتحققت بلا ادنى شك هي الطريق الى الحل ان كان الاخرين يريدون الحل فعلا .
https://telegram.me/buratha