بقلم : عبد المنعم الحيدري
لقد ساقني الحديث ذات يوما مع احد الإخوة الإعلاميين والذي يعمل في قناة فضائية قبل ثلاثة اعوام في جلسة خاصة حينما سألني عن كيفية التأثير في السياسة الخارجية لدولة ما ، وما هي العوامل التي تساعدها على ان تلعب دورا مؤثرا على الساحة الدولية ، وكان من ضمن حديثنا عن دولة قطر وأجبته انه لا يمكن لقطر ان تلعب دورا اقليميا او دوليا لانها وان امتلكت عوامل داخلية مهمة الا انها لن تتمكن من لعب دورا معترف ومعتد به من قبل دول عظمى لكونها تفتقد الى اهم عاملين وهما العامل الجيو سياسي من حيث السكان والمساحة والجيو استراتيجي الذي يتضمن القوة العسكرية وقلت له خذ مثلا مصر على الرغم من افتقارها الى العامل الاقتصادي الا أنها دولة مؤثرة بحكم العامل الجيو سياسي والاستراتيجي.ربما يتصور القائمون على الحكم في قطر انهم اصبحوا مؤثرين في الساحة الدولية الا ان هذه الرؤية من جانبهم فقط اما الجانب الاخر للدول العظمى فلا يعدو دور قطر عندهم اكثر من اداة يحركونها متى وكيف شاءوا وهذا بحكم المنطق والواقع وليس تجنيا مني.لقد بدأ دور قطر على الساحة السياسية الدولية مع بداية ما يسمى بالربيع العربي الذي اطاح بمبارك وزين العابدين والقذافي تحت ذريعة الديمقراطية.كنا نأمل جميعا ان تحقق تلك الشعوب اهدافها دون ان تلوثها يد الغرب عبر ادواتها فنحن مع الشعوب حتى في سوريا التي عجزت الدول التي سعت لاسقاطها بالسلاح الغربي والمال العربي من قطر وغيرها الا اننا لم نرى سوى الدمار والقتل والنهب والسلب ولم تجني الشعوب سوى الموت. لقد كتبت مقالا قبل عدة اشهر تحت عنوان (قطر والدور المرسوم لها) بينت فيه ان كل ما تقوم به هذه الامارة من دور لا يتعدى الا ان يكون مرسوما لها لانها وكما ذكرت تفتقر الى مقومات القوة الكاملة التي تؤهلها للعب ذاك الدور.ان ازمة سوريا كانت هي الميزان الذي كشف عن احجام القوة لكل دولة ارادت اسقاط سوريا وكذلك الدول التي عارضت سقوط دمشق ، وعلى مدى عامين من العنف حتى يوم خطاب الرئيس السوري في دار الاوركسترا حينما قال انا اخاطب الاسياد ولا اخاطب العبيد في اشارة منه لادوات الغرب من دول واشخاص وكان من البديهي ان تكون قطر من الجزء الثاني من خطاب الاسد وذاك ما اثبته مؤتمر ميونيخ الذي لم نسمع او نشاهد فيه قطر وغيرها وبالتالي يكون الاسد قد وضع خارطة طريق انطلق على أساسه مؤتمر ميونيخ الذي حضرته الاسياد وغابت عنه العبيد.
دعوني قبل ان اختم مقالتي اقول لكم شيء مضحكا من الموروث الشعبي العراقي ففي العراق مثل شعبي يقول( عدَو الخًيل ابو الجُعل مد يده).ان قصة هذا المثل المضحك هي ان هناك سائس للخيل درَب خيوله التي هي في الاصطبل حينما يريد عدها تبدأ بمد احدى يديها فيبدأ السائس بالعد، وصادف ذات يوما ان (جُعلاً) كان بين تلك الخيول وجاء السائس لعدها فقامت وكالمعتاد بمد ايديها واذا بال(جُعل) يمد يده هو الاخر متصورا نفسه من الخيل بينما قام السائس بالعد دون ان يراه، وهذا هو حال قطر التي مدت يدها مع الدول الكبرى ولكن حين عد مؤتمر ميونيخ الدول لم يرى قطر. وصدق الامام علي عليه السلام حيث قال( رحم الله امرء عرف قدرنفسه).
https://telegram.me/buratha