المقالات

الثورة والدستور مرحلتان منفصلتان.. والخلط بينهما فوضى وارتداد

577 16:54:00 2013-02-06

بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

شرف ان يحمل الانسان راية الثورة.. وان يتعرض لصنوف الاضطهاد من اجل المبادىء ولتحرير شعبه.. فالثورة كسر للواقع الجائر وقوانينه. تبدأ الثورة بقلة لتنتشر وتكلل بالنصر، إن رفعت رايات الحق.. وعبرت عما اختزنته القلوب والضمائر من رفض للظلم ولتحقيق المطامح المشروعة. وسيفشل الظلمة مهما اتهموا شعوبهم بالعمالة والتمرد.. فشرعية الثورة من ناموس الناس الرافض لتزوير ارادتهم والاستيلاء على حقوقهم.

اما الدستور الذي يتعاقد عليه الشعب.. فانه سينقل الشرعية المخزونة من السر للعلن، ومن اللامشروع الى المشروع، ومن الفردانية والاعتباطية واللانظام الى الجماعية والاجرائية والنظام.. ومن الثورة والتمرد الى الدولة والمؤسسات. ليصبح الخروج عليها هو المؤامرة والخيانة لذلك الناموس.. فلا بشر فوق الدستور، الحاكم للقوانين والمسؤولين والمواطنين. فالدستور تقره او تؤمن به اغلبية ستزداد انتشاراً ورسوخاً ان اقام عدلاً وتقيد به الشعب والحكام.. وسيتفكك ان رفضته الاغلبية.. او تهرب من التزاماته من يمسك بدفة الامر.

ثار الشعب العراقي ثورات تفككت وارتدت على نفسها.. باستمرار الحكام الجدد بادارة البلاد بعقلية وقواعد الثورة، او اسسوا دستوراً -مؤقتاً او دائماً- يتحكمون به بالشعب، وليس العكس. ومؤخراً، تمكنت البلاد في ظروف معقدة من وضع امانيها في دستور حصل على تأييد الاغلبية الساحقة سواء عبر الاستفتاء او القبول اللاحق، بلسان اغلب القوى. ومهما كانت النواقص، لكنه مثل تأسيساً يمكن البناء عليه. البعض سيسعى للتملص لان الدستور قيد يداه. وبعض سيرفض التأسيس اساساً لانه يدمر النظام الذي خدمه ويخدمه.. هاتان القوتان مهما تلاسنتا او تصادمتا لكن مشروع كل منهما بمبانيه سيعيدان الفردية والفوضى.. فلا حكم سينجح وينتصر الا بخضوع الجميع للدستور، كما يفسر نفسه بموضوعية وعدل وليس بتفسيرات مفروضة مجتزأة. لقد انتهىت القرارات والسياسات الفردية التي تتخذ في وحدات الجيش والحزب والاوكار السرية والجبال والشوارع وخارج الحدود.. فلا يمكن داخل المرحلة الدستورية العودة، لممارسات الثورة، فنتصرف فوق ارادة المجموع والمؤسسات وسياقاتها..

فالدستور هدفه اساساً ضبط الحكومة ومنع تفردنها وتلاعبها بالتفويض الممنوح لها، كهدفه حماية صلاحياتها وصلاحيات غيرها.. وحماية حقوق الشعب والمعارضة من تعسف قرارات باسم الدولة والخارجين على القانون وعليها. فالتصدي للظلم وللقوانين الجائرة وقت الثورة، حق وواجب.. كما ان تجاوز الشرعية وحدود التفويض عند الحياة الدستورية، ارتداد وانتكاسة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-09
كان خطا السيد عبد المهدي تركه منصبه
عاشق ابو العدالة
2013-02-08
باسمي وبأسم رابطة عشاق ابو العدالة المعدل التي سميت بسبب عشقنا لسياسة الدكتور عادل عبدالمهدي المعدل الذي رسم طريق العدل والعدالة في سياسته العادلة في انصاف الشعب العراقي فهو خير قائد لخير شعب فرابطتنا تدعو من بريطانيا جميع الشعب العراقي الى انتخاب القائد العادل ابو العدالة لكي نصل الى بر الامان فهو من الشخصيات النادرة والعادلة في العراق فالجميع يعشقوه من كافة اطياف الشعب العراقي وخير دليل رابطتنا التي تتكون من العرب والكورد والسنة والشيعة والمسيح فنحن مؤيدون لهذه الشخصية العادلة العظيمة المعدلة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك