المقالات

العراق ورموز الاستنعاج /

538 22:20:00 2013-02-06

حافظ آل بشارة

التظاهرات في بعض المحافظات ليست شرا مطلقا ، فيها وجه مشرق ، لكن بعض الناس يرون الحدث من زاوية واحدة ، مثلهم كمثل المصور المقعد على كرسي ، يلتقط صورا من زاوية تصوير واحدة ولا يرى الوجوه الأخرى للمنظر والتي قد تكون أجمل ، هذه التظاهرات اثبتت ان العراق قد خرج من جمهرة الانظمة الاستبدادية وان تجربته تهدد الكثير من حكام المنطقة ، فالناس يتظاهرون في الشارع مطالبين بحقوقهم ، والدستور يحميهم ، والحكومة تهتم وتشكل لجانا للمتابعة ، وكثير من وسائل الاعلام تنقل وقائع التظاهرات والمطالب وموقف الحكومة وموقف الشارع بمنتهى الحرية دون ان تتعرض لحساب او ملاحقة مع ان بعضها مارس التحريض والانتقائية والكذب ، من التلاقح الحاصل بين موقف الناس وموقف الحكومة ودور الاعلام نحصل على صورة كاملة لنظام ديمقراطي تعمل اطرافه بطريقة صحيحة ، مع وجود تعثر وحالات اعاقة سببها ان التجربة جديدة على الناس والحاكمين ووسائل الاعلام ، فالديمقراطية صنعة وفن وخبرة وتراكم ثقافي وسياسي وتأريخ ، وليس بيت شعر يكتبه طالب في المتوسطة كبيت شعر يكتبه الجواهري ، ولا لوحة يرسمها فائق حسن كلوحة يرسمها رسام مبتدئ ، ادارة الشؤون الديمقراطية في فرنسا لا يمكن ان تكون كأدارة العراقيين لهذه التجربة الجديدة الملغومة بالتخلف والعشائرية وثقافة الطواغيت وانعدام الجبهة الوطنية الواحدة وانعدام الثقافة الديمقراطية ، ومع كثرة الأخطاء فنظام العراق لا مثيل له في المنطقة العربية ، تجربة عراقية رائدة وتحديث لدور العراقيين الرائد دائما ، لاتفهم العواصم البوليسية المحيطة بالعراق هذه التجربة ، يعيرون العراق لأن اميركا كانت راعية لتجربتهم ، ولا ينظرون الى انفسهم كيف استنعجتهم القوى الدولية لخدمة مصالحها ، حتى لو صدق ادعاؤهم فان العراق أخذ من الغرب أفضل ما لديهم من تجربة ، وهم أخذوا الأسوأ ، فهم مجرد حكام قمعيين وحراس آبار نفط وحراس قواعد عسكرية اجنبية ، حراس بلا شعوب ، هم تماثيل شمع من الماضي ، في دولهم يحكمون باعدام الشخص الذي يسب الرئيس او الملك او الأمير ، لا يسمحون بأية تظاهرة أو احتجاج او اي مقال يكتب او كلمة تقال في نقد الحاكم والحكومة ، وهم الذين يوفرون ملاذا آمنا لكل مجرم ومتآمر على العراق ، من تلك العواصم يصرحون بأنهم يريدون اسقاط النظام السياسي في العراق ! الامور تسير بالمقلوب فالحكام الذين تم استنعاجهم دوليا يستأسدون على العراق فيشكلون خطرا على حياته وكرامته ووحدته الوطنية ، تصوروا ان عزة الدوري الجلاد الهارب والذي يرمز الى اسوأ نظام قمعي في تأريخ المنطقة يقف مهددا باسقاط النظام الديمقراطي في العراق ، ويتخذ من حراس القواعد والآبار حاضنة له ، اذا كان المتظاهرون في مدن العراق يحبون وطنهم فعليهم ادانة تلك الاصوات القبيحة ، فالشريف يرفض ان يدافع عنه مجرم محكوم هارب ، عليه ان يرفض وينتفض كي لايتهم بأنه مثله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك