المقالات

الموازنة في البرامج الانتخابية

530 22:16:00 2013-02-07

واثق الجابري

الانتخابات وتحديد بوصلة اتجاه الناخب تخضع لعوامل سلوكية واجتماعية وسياسية وتاريخية , ودور خبراء تحريك الرأي العام لتحديد العوامل الاكثر تأثير بالناخب , الخطأ الستراتيجي الذي تقع فيه اغلب الكيانات السياسية هي غياب البرنامج الانتخابي الناتج من البيئة السياسية والاقتصادية والاطار القانوني وقدرات وتاريخ الحزب , وعدم تقدير احتياجات ومشاكل وطموحات الناخب وايضاح اهداف وايدلوجيات ورؤية الحزب , المشكلة هي تحديد المرشحين خلال فترة قصيرة تبدأ من فترة تسجيل الكيانات وخضوعها لطبيعة التحالفات المبنية على المتغيرات والغايات الانتخابية , تبتعد في اغلبها عن الستراتيجيات الطويلة الأمد والمباديء لبناء تحالفات غرضها الوصول لسدة الحكم والابتعاد عن ماهية الديمقراطية وهذا ما يدعوها لأستخدام اوراق الضغط تبتعد عن المشروعية للتأثير على فكر الناخب وتتلاعب بطموحاته لتوجيه صوته , الواقع العراقي يقول ان هنالك الكثير من الأمال تعلق بسبب التردي في الواقع االخدمي والاقتصادي والاجتماعي وجذور عرقية ودوافع اقليمية ودولية وكلها عوامل تدفع بأتجاهات تستخدمها القوى للفوز بصوت الناخب , ومابين كل فترة انتخابية لم تستخدم المؤثرات الحقيقية التي تعطي الانطباعات الاولية وإنما التحرك من خلال استغلال السلطة والنفوذ والمال العام والمشاعر العرقية لكسب الرأي العام من خلال التأثير على الاجراءات الحكومية , دون العمل خلال الاربع سنوات لأعداد الدراسات والتقارب مع الناخب بالمرشح نفسه ليدرس المجتمع , وهذا ما يجعل التنافس محموم خلال فترة وجيزة داخل الحزب والقائمة اولا ومن ثم مع القوائم الاخرى ولذلك يبدأ المرشحين بالجولات المكوكية التي تعود بالسلب على بعضهم حيث لا يعرفه الجمهور الا في تلك الفترة ويتبع اسلوب الوعود والهدايا والولاء واستخدام العشيرة والطائفة وكثرة الوعود وربط ذلك بسياسة القوائم مع السلطة لقبول او رفض التشريعات والتنفيذ ومنها مثلاّ توزيع شقق او مقترح مكرمة على حساب المصلحة العامة قبيل الانتخابات , ملفات ومشاريع كثيرة معطلة على رفوف السلطات لا يتم تداولها الا هذه الفترة وتحول الى هبات بدل الاطار القانوني وتحاول اطراف كثيرة للمزايدة بها ومتجارة بهموم المواطن وبحلول ناقصة خسائرها اكثر من تطبيق القانون بذاته كتبديل قانون التقاعد بمنحة 100 ألف او اعطاء بعض الشرائح 25% من عائدات النفط دون حساب الجدوى الاقتصادية والقطاعات التي تنتج اكثر من تسليم المبلغ مباشرة بوضع حلول جذرية للبطالة والفقر , وهذا ما يقف حاجز امام ادراج القوانين الاحتاجات في الموازنة , ويتقصد تأخيرها لذلك الغرض واحراج الاخرين والمواطن وتقديم الاولويات الحزبية , تحديد مابعد اذار للانتخابات يجعل من الموازنة التي تتعلق بها كل الاجراءات الحكومية واستخدامها لتغيير عقلية الناخب , ومن هنا لم نجد ان الاغلب تعتمد البرنامج الانتخابي من نهاية الانتخابات السابقة إنما الجهد والجدية للتقرب من الناخب خلال فترة قصيرة لتلميع صورتها وانها المدافعة الوحيدة عنه , وربما هذا هذا التوقيت مقصود لكسب المواطن واحداث الانطباع الوقتي لتعلق الصورة بعقلية الناخب التي سرعان ما تزول بمقارنة الاقوال بالافعال , ولو كانت الانتخابات تقدمت لأشهر قبل نهاية السنة لأمكن المواطن من الحصول على احتياجاته وادراجها في الموازنة بدل من جعلها قضية للمساومة الانتخابية ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك