حيدر عباس النداوي
أفرزت تداعيات أزمة التظاهرات التي انطلقت في عدد من المحافظات ذات الغالبية السنية والتي جاءت على أعقاب إلقاء القبض من قبل الأجهزة الأمنية على عدد من حماية وزير المالية رافع العيساوي بتهم تتعلق بقضايا إرهابية حالة من التماسك والتوحد الغير مألوفة بين مكونات التحالف الوطني وجعلته يطرح نفسه بقوة كممثل لأكثرية أبناء الشعب العراقي.ومعلوم فان هذا التوحد والشعور بالمسؤولية وتحمل أعباء المرحلة الحالية واستحقاقات المرحلة المقبلة من قبل مكونات التحالف الوطني الرئيسية كان مطلوبا من اللحظة التي تشكل بها لان الغرض من هذا التشكيل هو التوحد وليس التشرذم او التمزق كما ان ظهور التحالف بهذه الحلة سيكون الداعم الاكبر لترسيخ العملية السياسية وللتجربة الديمقراطية الناشئة في البلد كما ان محورية التحالف ستكون قادرة على معالجة وتغطية العيوب التي تظهر في جسد الحكومة العراقية والعملية السياسية وهذا ما ظهر جليا في تعامله مع ازمة التظاهرات وتحمله للمسؤولية وتبنيه لمطالب المتظاهرين المشروعة وسعيه الى حلها بصورة مستعجلة.ان حركة التحالف الوطني كقوة محورية داعمة لتوجهات العملية السياسية ومقومة لخطوات الحكومة ومؤثرة وساعية في حلحلة الأزمات ستمنحه امتيازات متعدد وستمكنه من الدخول الى فضاءات أوسع يستطيع من خلالها حل الكثير من العقد والأزمات كما ان حيادية التحالف في معالجة المشاكل ستوفر له فرصة حقيقية لتعزيز الثقة المفقودة بينه وبين جميع الأطراف السياسية والأطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية وهذا المبدأ يمثل مدخلا مهما لحل ومعالجة الكثير من الازمات.ان اهمية الدور الذي يقوم به التحالف الوطني في المرحلة الحالية كقائد فاعل ومؤثر في معالجة الأزمة يجب ان يستمر في كل مراحل وجوده لان هذا الوجود سيمنحه فرصة لملمة الأوضاع واحتضان المكونات العراقية الأخرى وسيجعله القطب والرحى الذي تتلاشى عنده كل الخلافات،كما ان الفرصة ستكون مناسبة لجميع مكونات التحالف الوطني لتحقيق مطالب جماهيرها كونها قريبة من نبض الشارع وتتحسس آلامه وهمومه الا انها في الوقت نفسه هي من تمتلك قرار التنفيذ بالتشاور مع الحكومة الوطنية ،وما قام به التحالف الوطني من معالجة حقيقية لازمة التظاهرات جعله امام مسؤولية الاستمرار بدور الأب والراعي والموجه للحكومة في تصحيح الأخطاء واستمرار المسيرة الديمقراطية.الشيء المهم الذي يمكن ان تستفاد منه الحكومة من خلال تعاونها مع ممثلي التحالف الوطني وتنفيذها للمطالب المقدمة من قبله هو تجنب نفسها أي حرج او مسائلة من قبل الأطراف المشاركة في الحكومة او الأطراف السياسية لما تقوم به وستبتعد عن حسابات وضعها في خانة الانحياز او المحاباة وبالتالي فانها ستكون بمأمن عن ردات الفعل المعاكسة أيضا لان من اشار واقترح وطالب هم ممثلي التحالف الوطني.ان نهوض التحالف الوطني بمهامه امر ينطوي على دلالات متعددة غابت عنه في ظروف واوقات كان باحوج ما يكون اليها لان هذا الغياب تسبب بانتكاسة كبيرة في مسيرة الدولة ودورها في النهوض بواجبها وقد يكون الامر الاكثر اهمية من عودة روح التصحيح الى التحالف الوطني هو الاستمرار بهذا الدور المحوري والابوي الذي اضاعه في وقت من الاوقات.
https://telegram.me/buratha