حث ديننا الاسلامي على جملة من الصفات التي ينبغي على الجميع العمل بها والتقيد بمفهومها من اجل الخلاص من تداعياتها ،تتقدمها صفة الامانة كونها المعيار الذي يحدد الانطلاق الى سعادة الدارين ،فكيف اذا انحرف دعاتها وغيروا الاتجاه وكانوا اداة رخيصة لحرف الناس عن الحقيقة وتزوير الحقائق؟ ،فالامانة هي الخير كله لان من يؤتمن على امور الناس الدينية لا يمكنه ابداً العدول عن الخير الى نقيضه الشر ،فالامانة اذاً هي الخير والسعادة وهي مفتاح الود والتعامل الحسن مع الجميع ،وهي منا يميز الصادق عن غيره، والخطيب كلما كان اميناً وصادقاً كلما لبس من جلباب (الامانة) لباساً يواري به ما يظهر من قبيح عن سواه وهذا بالتاكيد لا يتميز به الا من خاف الله تعالى وكان اميناً في كل تعامل ومصداقاً لقوله تعالى (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون).
شاهد الناس بعضاً من الخطب الدينية بالمناطق الغربية في يوم الجمعة للأسف لرجال الدين الذين يفترض بهم ان يكونوا امناء لان المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليست باليسيرة وان الامانة التي عجز عن حملها من هو اشد منهم قوة (السماء والارض) وان الامانة صفة لا يحملها الا من خبر عواقب انحرافها على الناس في إيصال الحقيقة ويبينوا ان العلم سلاح ذو حدين ان لم يستخدم بالاتجاه الصحيح فهو ينقلب على صاحبه ،والحقيقة ان المرء لا ينظر الى خطبه وصلاته وصومه وحجه وزكاته وحسب ،بل ينظر إلى معاملته ولنمعن بالحديث الشريف لسيد الخلق صلى الله تعالى عليه واله وسلم القائل (لاتنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل, ولكن إنظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة )فهذا ينطبق عليهم لانهم لم يبينوا الحقيقة ان مسؤولي المناطق الغربية هم من فشل بمساعدتهم وتخفيف الاعباء عنهم لانهم حولوا السلطة للاسف الى غنيمة يتقاسمونها فيما بينهم من جهة كونهم وزراء في الحكومة وتعطيلهم لاغلب القرارات ذات الفائدة للمواطنين عموماً كقانون البنى التحتية وزيادة رواتب المتقاعدين وتوفير فرص عمل عطلوها بالبرلمان ،اليسوا هم من حولوا الوطن الى فوهة بركان تنال حممه الجميع لا قدر الله تعالى اذا انفجر.
الخطباء هؤلاء هم انفسهم للأسف كان من يتسلم الرواتب والاموال سابقاًوهم بالمناسبة موظفون لهم من الامتيازات ذاتها التي يتسلمها كبار مسؤوليهم ونوابهم ،كانوا يجاهرون ويبالغون بالثناء على المقبور ولا احد ينسى ابداً ان خطبهم المزلزلة كانت خارجة عن السياق بعد ان يدعوا ويضاعفوا من الدعاء لكبيرهم المقبور وغيرها من البدع التي اباحوا وسمحوا له (المقبور صدام) ان يكتب القرآن العظيم بدمه النجس وان يبتدعوا دعاء بعد ان قرروا تقليص (الاذان) من اجل ايصال دعاء الملعون للناس ، عليهم ان يعرفوا ويعوا ان المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليست بالهينة وان العذاب ضعف لمن يعرف من هو الافاق من غيره ،واهل مكة ادرى بشعابها ،عليهم ان يعودوا الى رشدهم ويلعنوا النظام المباد ويكونوا اداة طيبة و مباركة لاطفاء الفتنة بدلاً من إشعالها ؟.
16/5/13209
https://telegram.me/buratha