أعلن للبشرية جمعاء أني تمكنت من حل اللغز الأزلي الذي لم يجب عنه أحد قبلي..!
فقد توصلت إلى أن الدجاجة قبل البيضة، ومن يقول غير هذا فليقدم دليله، فعندي الدليل..!...
دليلي سادتي أن سيدنا نوح عليه السلام حينما أتم فلكه الذي صنعه بأمر رباني "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون" (هود، 37)، والفلك هو السفينة، لم يركب فيه إلا "من كل زوجين إثنين" وذلك وفقا للنص القرآني: ((حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)) ...
وهكذا فإن سيدنا نوح أركب من بين تلك الأزواج التي أركبها، ديكا ودجاجة.. ويخيل إلي أن سيدنا نوح لم يواجه مشكلة في اختيار الأزواج التي أركبها في سفينته، كي يحافظ على استمرار الحياة بكل صنوفها بعد انتهاء الطوفان ورسو سفينته على الجودي، ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين...هود ( 44 ) . إذ لم يختر نوحا عليه السلام غير الأزواج السليمة المعافاة من الكائنات، كي تكون قادرة على حفظ الأنواع وهو الغرض الأساسي ـ كما أعتقد ـ من إركابه " من كل زوجين إثنين" في فلكه المشحون، و { وَآيَة لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتهمْ فِي الْفُلْك الْمَشْحُون }..والفلك المشحون هو السفينة المثقلة أو المملوءة والمكتظة بالركاب ... كائنات حية كاملة قادرة على التزاوج "زوجين"، وليست بيضا سيفقس عن كائنات، بل وكانت كائنات السفينة النوحية قوية سليمة معافاة..
حلت المشكلة أليس كذلك..؟! ..وأجبنا على السؤال الكبير الذي أثقل كاهل البشرية منذ أن بدأت في التفكير بمشكلة الخلق، البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة.؟..!
الحقيقة أن سؤالا أخر بدا يطرق باب فهمي وفوت علي زهو الاكتشاف الذي أشرت إليه، السؤال هو أن الفلك كان مشحونا بكائنات متناقضة النزعات: الدجاج المسالم مع الثعالب التي تحب أكلها، الأرانب مع الذئاب الرمادية، الحيتان مع الأسماك، الأسود التي لا يغريها شيء مثل لحم الضباء..النمور مع الأيائل، بشرا مع الأغنام ـ على اعتبار أن البشر يحبون لحوم الضأن ولا يحبون أكل لحوم بعضهم البعض كما هو حالنا! ـ..لكن كل هذه الكائنات المتناقضة لم يفكر أي منها بالانقضاض على ما يود التهامه...فالكل كان مشغول بما هو أهم.: الوصول إلى الجودي.. وصلت الفكرة أليس كذلك؟!...
صفقوا لي..!
من ذا يحل مشكلة سفينتنا، هل سنركب أزواجا أزواجا، من نفس أصنافنا وأنواعنا، أزواجا معافاة قادرة على الإسهام بصناعة المستقبل، أم هل سنبقى نوالى خيباتنا التي ألفناها حتى بتنا نحتفي بها!؟
كلام قبل السلام: متى نستوي على الجودي..متى!؟
سلام...
https://telegram.me/buratha