المقالات

إقرأوا هذا المقال: الخائفون من إيران والوحش الشيعي !...بقلم محمد الدسوقي رشدي/ نشر في اليوم السابع المصرية

1308 23:36:00 2013-02-09

 

نجاد لم ينزل بجيش جرار لتشييع مصر!

قبل أن تقرأ: أعلم أنك ستتوقف عند منتصف سطور هذا المقال، وتتهمني بأنني شيعي ومزقوق وقابض من إيران، وأملأ جدران حجرتي بصور الخميني وخامنئي، وسيدنا الحسين، وهو يدمى على أرض كربلاء، ولهذا دعني أوفر عليك المشوار ليس بنفي اتهاماتك فقط، بل بالتأكيد على أنها لن تفرق معي.

يبدو أنك قررت أن تستكمل القراءة، إذاً تعال نبحث سويا عن شيء ما يفسر لنا كل هذا الخوف من الشيعة؛ وكأننا نتحدث عن تتار جدد لا قبل لنا بمواجهتهم؟ لماذا تفرغ جميع الشيوخ والقيادات السياسية للأحزاب الدينية لمواجهة زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كأنهم يواجهون الطاغوت الأكبر أو زعماء إسرائيل؟ لماذا فرح الجميع بما تعرض له رئيس دولة إيران من محاولات ضرب وإلقاء أحذية وهتافات مضادة؟ وكأن كل حديث أو تعاليم دينية نبوية عن حسن استقبال الضيف وإكرامه وضمان أمانه ليس لها وجود؟

لماذا سقط الجميع فى الفخ الذي تنصبه الدول العربية وأنظمتها الحاكمة؛ وجندوا أنفسهم وصحفهم وفضائياتهم للتحذير من وحش مخيف يقولون: إن اسمه المد الشِّيعي؟ كيف وجدوا فى أنفسهم شجاعة الهجوم على نجاد والمطالبة بمنعه من زيارة ميدان التحرير ولم يجرؤ شيخ منهم أو قيادي في أي حركة أو حزب ديني على أن يطلب منع السفيرة الأمريكية من زيارة الميدان وتفقده فى كثير من الأحيان!  لا أرى أي سبب لحالة الهوس التي تسيطر على مصر وكأن أحمدي نجاد نزل إلى مطار القاهرة وخلفه جيش مسلح لإجبار مصر على التشيع والتنازل عن دورها الإقليمي في المنطقة.

ولا أرى أي عقل أو منطق في هذا الهوى العنصري الذي يخيل لشيوخ التيار السلفي والقيادات السياسية أن مصر تمتلك حق التطلع لريادة العالم والمنطقة بينما تفكير أو سعى إيران نحو هذا الطموح عيب وحرام وجريمة، نفس الأمر ينطبق على الشيوخ ورجال الدين الذين يدفنون رؤوسهم فى الرمال ويتجاهلون كمية السباب والشتائم التى يتعرض لها المذهب الشيعي والشيعة فى الفضائيات الدينية المصرية بينما هم يملأون الدنيا صراخا وعويلا بأن الشيعة يسبون أهل السنة وينتقدونهم ليل نهار.

كان منطقيا أن أتفهم حالة الغضب من زيارة الرئيس الإيراني بسبب موقف طهران السياسي مما يحدث فى سوريا، ولكن أن يصبح الغضب من زيارة نجاد شعاره أن الرجل قادم إلى مصر من أجل الترويج للمذهب الشيعي فهذه هى الكوميديا بعينها، فأى تهمة فى ذلك إن كانت طهران تفكر فى ذلك؟!

وأى رعب من ذلك إن كان يحدث؟! وهل يعني هذا أننا نشك فى هشاشة ما نؤمن به نحن الأغلبية لدرجة تدفعنا لأن نصاب بكل هذا الهوس من أقلية تنتمي لنفس الدين؟ هل تقلقنا قنبلة إيران النووية التي لم تولد بعد ولا ترتعد قلوبنا خوفا من مئات القنابل الإسرائيلية المخزونة قرب حدودنا؟ الأسئلة كثيرة ومربكة وبلا إجابات إلا أن هناك شيئا آخر غير المذهب الشيعي والوتر الديني الذي تعشق حكوماتنا العربية العزف عليه، هو الذي يحرك كل هذا العداء تجاه إيران والشيعة كلهم. شيء آخر قد يجعلنا نستيقظ صباحا على مذبحة دموية أمام العتبات المقدسة يروح ضحيتها كل من ذهب ليتبرك بالحسين أو يكنس السيدة زينب على اعتبار أنه واحد من المروجين للمذهب الشيعي؛ أو يجعلنا نسمع عن طوفان من الدماء لأهل السنة فى طهران بتهمة الترويج للمذهب السني، لا تصدق هؤلاء المتصنعين للغضب من زيارة أحمدي نجاد ولا تدعهم يتلاعبون بعقلك، فالشيعة ليسوا جراداً جاهزا لأكل الأخضر واليابس، هم مثلك أناس آمنوا بربهم، وصدقوا بنفس رسولك، وربما يكون أحدهم زميلا لك فى العمل أو جاراً لك فى السكن. فليعبد أحمدي نجاد ربه بالطريقة التى يحبها، ولتسيّر إيران أمورها على المذهب الذي تريده، ولتكن مصلحتنا فقط هي الخط الأحمر الذي نحدد عليه من نكره ومن نحب، ووقتها سندرك أن المد الذي يثير القلق والرعب عن جد، قادم من هناك حيث يجلس نتنياهو بصحبة ليبرمان فى تل أبيب لا من حيث يجلس حسن نصر الله فى جنوب لبنان، أو يقف نجاد فى ساحات طهران!

21/5/13209

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مصطفى الرشيد
2013-02-10
مقال جيد نابع عن ثقافة لدى الكاتب ولكن خفي عنه ان العداء الحقيقي للشيعة سببه هو امتداد لمشروع محمو اسم الامام الحسين من التاريخ وان بعض القيادات الدينية السنية من حيث تشعر او لا تشعر تقوم بتنفيذ هذا المشروع المخطط له منذ زمن بعيد فمحمد بن عبد الوهاب انتقده اصدقاؤه وعائلته بل ان اخاه الف كتابا في الرد على افكاره الفاسدة ولكن الكثير من علماء السنة لاينظرون الا بعين محمد عبد الوهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك