بقلم :عبود مزهر الكرخي
ولنرجع إلى المظاهرات والتي كان فيها الكثير من المندسين والتي تكشفت أوراقها منذ أول لحظة وكانت بدعم سعودي قطري تركي وحتى من باقي الدول ليسددوا سهامهم مجتمعة في سبيل تقسيم العراق وتدمير شعبه وتم ضخ الأموال وبشكل غير طبيعي وحتى تجنيد القاعدة وجبهة النصرة المجرمة لدخولها العراق وهذا ما أكدته الوقائع وحتى بدعم أمريكي صهيوني كان بعض من شيوخ الأنبار وبعض من رجال السلفيين الذين هم تلاميذ نجباء للسلفية وشيوخ السعودية والذين هم خير عون لهم بعد إن كان هؤلاء الشيوخ يعيشون من عطايا الحكومة ومن عمليات التهريب القذرة ولكن كان الدولار كان أقوى هناك فلجئوا إلى تلك الجهة المجرمة وقاموا بتجنيد الشباب وخصوصاً من العاطلين عن العمل من أجل الخروج والبقاء في المظاهرات بضخ الأموال إليهم وإسنادهم لأنهم عبيد الدنيا وهذا ما ذكره الأمام الحسين (ع) في خذلانه يوم عاشوراء بقوله ((أن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون))وهكذا حصل في خروج كل المظاهرات وخصوصاً في نينوى والأنبار وباقي المناطق وأن كانت اقل في بعضها.ومن هنا يوجد ثلاثة تيارات لهذه التيارات وحسب ما أشر إليه الكاتب سمير عبيد في صحيفة كل الأخبار:التيار الأول : تيار شيوخ الدين المتأثرين والمتتلمذين على شيوخ السلفية يشاركهم معهم شيوخ العشائر الذين ذكرناهم آنفاً مع تيار البعث المجرم والذي دخل في تيار السلفية.التيار الثاني : تيار نواب العراقية والذين خسروا شعبيتهم خلال فترة انتخابهم والذين يحاولون إرجاعها بإثارة هذه التظاهرات وتأزيم الوضع فيها مع العلم أن المتظاهرين رفضوا ان يكون هم ممثليهم.التيار الثالث : وهو تيار القاعدة المجرم والذي يحاول الرجوع إلى قواعده وحواضنه القديمة وهي تيارات تلتقي في هدف واحد هو تقسيم العراق ورفع المطالبة بالإقليم السني وتدعم كل هذه التيارات من قبل أجندات خارجية ذكرناها آنفاً.ولا ادري كيف يقبل أهالي الأنبار تيار القاعدة المجرم والذي ذاقوا الأمرين منه والذي كان يفرض عليهم الإتاوات والذي أنتهك حتى إعراضهم في مشهد أجرامي ليس له مثيل ولنقولها وبصراحة ولكي نضع النقاط من الحروف ولنأخذ مثال منطقة العامرية في بغداد وهي قريبة من منطقة سكنانا وها ماذكره لي أحد الأصدقاء الذين يسكنون في المنطقة أنه يوجد الكثير من الأطفال والأولاد عندما نسأل عن إبائهم يتلعثمون يقولون أهليهم أن أبوه قد قتل في أحداث العنف مع العلم أنه أبن حرام وتم انتهاك عرض المرأة من قبل أمير المنطقة بحجة تزويجه لها مع العلم لم يبقى معها سوى ثلاث ساعات أو أكثر بقليل والأمير يكون سعودي أو أفغاني أو من الجنسيات الأخرى. فلا أدري كيف تقبل غيرتهم ذلك برجوع القاعدة وهم اليوم ينادون بشرف السجينات وانتهاك أعراضهم ويدعون الغيرة مع العلم أن كل هذه الزوبعة أثبتت الوقائع كذبها وإنها من افتعال النائب احمد العلواني كقضية صابرين الجنابي ونحن نعلم أن القاعدة تجمع من نينوى ولحد الآن بصفتها منطقة ساخنة بحدود سبعة ملايين دولار وهذا باعتراف أعضاء مجلس المحافظة وبمساعدة محافظ نينوى أثيل النجيفي وهي تشكل أهم مصدر تمويل لهم والغريب أن هذا المحافظ وهو يعتبر جزء الحكومة يطالب من المالكي بالرحيل ويدعوا المتظاهرين للإطاحة به فهل يوجد مثل هذا الطراز من هؤلاء الذين يمسكون الحكم في بلدنا وهل هذا يوجد في أميركا أو حتى في الدول المتخلفة مثل هذه المطالبات والذي تصل بالمحافظ بان يوزع الأموال على المتظاهرين في ساحة الاعتصام من اجل البقاء وخلق الفوضى وتنفيذ الأجندات التي ذكرناها وأقول لهؤلاء المتظاهرين فليمدوا أعينهم صوب سوريا وليروا ماذا يجري هناك من فظائع وهم أعلم بها فلا أدري كيف يقبل واحد إن بجلب جلاده وذباحه إليه باسم المطالب المشروعة.ولنأتي إلى المطالب المشروعة والتي قلنا وفي البداية مشروعة قد تم التحقيق الكثير منها من قبل الحكومة أما قانون الاجتثاث والمادة 4 / إرهاب والعفو العام فهي تحتاج إلى مجلس النواب لكي يتم البت في تعديلها أو إلغائها مع إن مادة الإرهاب لايتم البت بها لأنها مادة دستورية ولايمكن إلغائها إلا باستفتاء شعبي والمضحك أكثر هو إقالة المالكي وكأن المالكي قد جاء بانقلاب عسكري لم يأتي عن طريق صناديق الاقتراع مما يدلل على هوية هذه التظاهرات وكيف يراد السير بها وتوجيهها.ثم أين مجلس النواب المحترم ومتى ينعقد والذين كلهم يبوقون على مساندة التظاهرات لكي يحسم ما طالب به المتظاهرون والذي هو خارج صلاحيات الحكومة والتي بدأت الآن تخرج تصريحات من قبل النجيفي وغيره بالصبر والثبات.ولا ادري كيف يكون رئيس البرلمان للعراق ككل وهو ينحاز إلى قائمته العراقية ولاينظر أنه يجب إن ينظر للعراق ككل بدون تكتلات فئوية وعرقية وهذا هو ما أبتلينا نحن به من ناحية ساستنا أنه يقدم ولائه للحزب والطائفة على ولائه للعراق. وقد أتضح ذلك بخطاب النجيفي الأخير في سامراء والذي تفوح منه كل روائح الطائفية المقيتة وتبين من هو يدعوا إلى الطائفية والفرقة وشق وحدة الصف العراقي.ولو لاحظنا المظاهرات ولنتساءل هل هي سلمية ومسيطر عليها؟ ومن ملاحظتنا لمجرى الأحداث فهل غير ذلك وهي مخترقة وفيها الكثير من العناصر المندسة من القاعدة وفلول البعث المقبور وماحادثة صالح المطلك إلا خير دليل على ذلك وماتعرض له من أهانه ولتصل إلى حد محاولة الاغتيال ولتأتي ماتعرض له شيوخ الفرات الوسط لتدلل وبصورة لتقطع الشك باليقين ولو لاحظنا تصريحات شيوخ الأنبار هي فقط للأعلام ولتدلل على ضعفهم وعدم سيطرتهم على تلك المظاهرات لأنهم لم يلجئوا إلى محاسبة هؤلا العناصر المندسة او حتى التبرؤ منهم بل فقط بالاستنكار وهذا يدلل على ماهية ونوعية المظاهرات وأنها مخترقة ومسيطر من قبل عناصر تعمل بأجندات خارحية وهي واضحة للجميع وهم أصبحوا وكما يقال المثل ((مثل الذين بلعوا الموس)).وأكبر دليل أن المظاهرات هي ليست مسيطرة من قبل شيوخها وأهلها هو ما حصل من اعتداء على وفد شيوخ الفرات الأوسط عند صعودهم المنصة والذين جاءوا لسماع مطاليب المتظاهرين ونقلها إلى الحكومة ولكنهم تلقوا هذا الرد وهذا ماصرح به الشيخ (عاد الشبلي) رئيس الوفد والذي قال بالحرف الواحد وفي أحدى اللقاءات على قناة الغدير في يوم الجمعة المصادف 8 / 2 قال أن {الوجوه التي شاهدها هي وجوه غريبة وهي نفس الوجوه التي كانت في عام 2005 وهي بداية إحداث العنف الطائفي} وهي تعني مظاهرات مخترقة بكل معى الكلمة.ولنأتي إلى شيوخ عشائر الأنبار والذين أصبحوا قسمين قسم يؤيد المظاهرات وقسم لايرفضها ولكن على استحياء وخوف مخافة إن يتم تصفيته من قبل زمر القاعدة المجرمة أو البعث المجرم وكما حدث لشيخ عشائر الجبور في الموصل ولذلك فهم ينطبق عليهم وصف الفرزدق لأهل الكوفة للحسين عندما قال له ((سيوفهم عليك وقلوبهم معك)) وهذا هو الذي يحدث أما التيار الذي يؤيد المظاهرات فهم وكما وصفناهم عبيد الدرهم والدينار وكذلك هناك نقطة مهمة أحببت إن أشير أليها وهي أن هؤلاء النفعيين قد بنوا ثرواتهم وكل أموالهم من تجارة التهريب للنفط والسكائر والمواد الأخرى وعندما تصاعدت الأحداث في سوريا وخصوصاً على الحدود العراقية كان لابد على الحكومة مسك الحدود لضمان عدم تسلل مجرمي القاعدة وجبهة النصرة مما حدا بالحكومة بنشر قطعات من الجيش العراقي ومراقبة الحدود لضما هذا الأمر ، مما يعني منع تجارة التهريب والتي كانت تعمل ليل ونهار في تلك المنطقة لتطالعنا الأخبار وقبل عدة أيام بمسك عدة شاحنات معدة للتهريب من النفط والسكائر والمواد الأخرى وبالتالي أدت هذه الخطوة من الحكومة بضرب مصالح هؤلاء الشيوخ وتعريض ثرائهم الفاحش إلى الخطر ومن المال السحت وبالتالي أصبحوا في الصف المعادي للحكومة مع أنهم كانوا يجنون ويحصلون على الأموال الكثيرة من الحكومة بحجة محاربة القاعدة من خلال قيادتهم لعناصر الصحوات والتي جنوا منها الكثير وتصريحاتهم بالوطنية وأنهم قدموا الشهداء في محاربة الأمريكان فهو للإنشاء فقط والعراقيين يعرفون كيف أن هذه المحافظات والتي انطلقت منها المظاهرات كيف ان شيوخها قد سلموها للأمريكان ودخلوها وبدون قتال في زمن سقوط الصنم هدام والكل يعرف ذلك والتاريخ شاهد على ذلك ولكن محافظاتنا في الجنوب والفرات الأوسط قاومت وبقت ومدة طويلة عصية على الأمريكان حيث أن مدينة أم قصر لم تدخلها القوات المتحالفة وبقت تقاوم وكان الأمريكان على مشارف بغداد فلا داعي للتبجح وتزوير الحقائق لأن الكل يعرف ذلك.ولنأتي إلى نقطة مهمة وهي ماهية المظاهرات وهل هي من الإمكانيات الذاتية للمتظاهرين وكما صرح رافع العيساوي؟ والذي بهذا التصريح يعيد بنا الذاكرة إلى عهد المقبور صدام والي خرج في يوم من الأيام ليقول أنه لديه فقط هذه البدلة وهذا القول للصنم وحتى لرافع العيساوي هو تصور ساذج وغبي لأنه متأتي من تصوره بأن المقابل والمتلقي لهذه التصريحات هو غبي ولديه قصور في الفهم والحقيقة غير ذلك لأن الغباء وقصور الفهم هو لديه والشعب العراقي يعرف كل الحقائق ولاتغيب عنه إي شاردة او واردة ولو لاحظنا إلى المظاهرات ونصب السرداق وتوفير الطعام للمتظاهرين وتوفير لهم كل المستلزمات ونصب مولدات الكهرباء ونصب الكهرباء لتصل إلى بث إذاعة بهم وتوفير الحواسيب لهم لحشد التأييد لديهم عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي لتعطي الجواب إن كل هذا لايستطيع أن يوفره المواطن العادي وصاحب المهنة اليومية والذي بالكاد يوفر قوت عائلته بل هناك دعم وإسناد داخلي وخارجي فالداخلي هم من ذكرناهم من نواب العراقية وبعض الشيوخ والذين يعملون وفق أجندات خارجية تهب لهم هذه الأموال وتوجههم في السير في هذه الأمور وهم كل من السعودية وقطر ودول الخليج وحتى إسرائيل بدليل ماصرح به الكيان الصهيوني بأن من مصلحة الكيان الصهيوني أن يبقى العراق ضعيف وضعف قواته المسلحة وإشغاله بالصراعات الداخلية ليصل الأمر إلى حتى تقسيم العراق ولننقل هذا التصريح لمسئول إسرائيلي وماذا يقول :
{ وزير الأمن الإسرائيلي السابق" آفي ديختر" يؤكد ان هدف إسرائيل الاستراتيجي هو دعم الأكراد بالسلاح من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة تسيطر على نفط كركوك".
هذه المحاضرة لمسوؤل اسرائيلي في احدى مراكز الابحاث الستراتيجية ونقلتها صحيفة " جيروزلم بوست" هذا الاسبوع من ينفي العلاقة الوطيدة بين قادة منطقة " كردستان العراق واسرائيل وما يخطط للعراق من تامر يستهدف تمزيقه ."
المسؤول الإسرائيلي أكد أيضا ان الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي هو عدم السماح للعراق بان يعود الى ممارسة دور عربي وإقليمي. ماذا يرد الذين يتمسكون بالمادة" 140" سيئة السمعة وبالدستور الذي اشرف على وضع بنوده من ينوبون عن " إسرائيل" بينهم " عراقيون " بالهوية يشاركون في العملية السياسية المشوهة الهجينة في العراق منذ الاحتلال والتي فصلت ووضعت مقاساتها في أروقة البيت الأبيض والكنيست" لتكون أشبه " ب" حقل الغام" يمكن تفجيرها في اية لحظة وهاهي نتائج هذا النمط من الدساتير" المؤامرة" نلمسها في العراق الان .هل هناك من يشك ان " العرس الكردي التركي" المفاجئ " هو عرس واوية" جاء بتخطيط بل بدفع من اسرائيل التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع الجانبين خاصة وان هذا النوع من الاعراس يعتمد على نفط كركوك والمنطقة الشمالية على حساب العراق وشعبه بما في ذلك الشعب الكردي الذي تتعرض قراه لقصف الطائرات التركية وسط صمت " بارزاني المطبق .؟؟(1)
ولنسوق الدليل الأخير وهو مسك قائد الجيش الحر في كركوك والذي ذهب لينسق مع المتظاهرين في كيفية التحرك ولهذا رفض المتظاهرون استقبال اللجنة الخاصة الوزارية لسماع مطاليبهم مما يدل أن هناك تحركات مجرمة في سبيل إدخال العراق وشعبه في حومة الصراعات الطائفية.وفي الختام هذه أفكارنا نسوقها وهي خالصة من إي تحزب أو تخندق طائفي والتي نحن حذرنا منذ مدة طويلة وقلنا وبالحرف الواحد إن سفينة العراق تسير إلى مصير مجهول لايعلمه إلا الله وعلى الساسة وكل من يحب العراق تدارك ذلك ولكن كل دعواتنا ودعوات المخلصين كانت لاتلقي أذن صاغية لأنه لاحياة لمن تنادي بسب سياسة المحاصصة الطائفية التي كان يسير بها العراق وبحجة الشراكة الوطنية والتي هي أتت بالويلات وعلى مدى أتباع هذه الساسية البغيضة بعد فترة السقوط والتي محصلتها النهائية هي ما نعيشه الآن من خطر يهدد العراق وشعبه وهاهي سفينة العراق وشعبه الصابر الجريح قد أخذت مسارها في موجات متلاطمة وأهوال لا يعلمها إلا الله وهي موجات متلاطمة تسير بنا إلى أمور لا يحمد عقباها والتي لا تسر عدو ولا صديق وأكبر شاهد لنا على مانقول هو ما يحدث في سوريا ومصر والذي باعتقادي المتواضع (والذي لا أتمناه ) لو حدث فأن نارها سوف تحرق الأخضر واليابس والتي ضحيتها هم أبناء شعبنا الحبيب إما ساستنا الطفيليين تجار الدم فهم قد رتبوا أمورهم لكي غادروا في أول ماتبدأ الشرارة وهذا ما صرح به النائب حيدر الملا واعترف به.ولهذا على كل العراقيين المخلصين والشرفاء أن يتنادوا ويهبوا لنجده بلدهم وشعبهم وبمختلف الشرائح وخصوصاً المثقفين وعدم الوقوف موقف المتفرج وعدم الاكتراث لأن النار سوف تحرق الكل وهي كما في جهنم وقودها الناس والحجارة ودعائنا من الله إن تمر الأزمة بخير وسلام على عراقنا وشعبنا بجاه الأئمة السبعة المدفونين في تربة العراق الحبيب والذي هو مهبط الأنبياء والأولياء الصالحين وبحق منائره وقبابه الذهبية والتي نرجو إن تبقى ساطعة ومشعة وعلى مدى الزمان للدلالة على تألق وإشعاع حضارتنا على كل العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:-----1 ـ مقال للكاتب كاظم نوري الربيعي في صحيفة القوة الثالثة الرابط
http://www.thirdpower.org/index.php?page=read&artid=105976
https://telegram.me/buratha