الشيخ حسن الراشد
هل يعلم قادة المتظاهرين ان مغامراتهم بجر الجموع والمسيرات الفوضوية الى بغداد سوف تخلق واقعا جديدا في العراق لا يستطيع اي احد التكهن الى اين سوف يصير اليه مستقبل الوجود السني في بغداد ان لم نقل في كل العراق ؟؟!!
هل قرأ مشايخ التطرف والتكفير في الانبار ان عراق اليوم ليس هو عراق الستينات ولا عراق حتى التسعينات ليتحقق لهم مايريدون اذا ما حاولوا الاقتراب نحو "الخطوط الحمراء" والمغامرة في سحب البساط من تحت ارجل الاغلبية التي جاءت بالنظام الجديد والاغلبية الى حكم العراق ؟
هل يجهل رؤوس الفتنة في الانبار وفي القائمة البعثية العراقية ان بغداد فيها اكثر من سبعة مليون انسان شيعي كلهم مجهزون بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة وكلهم يرون في مغامراتهم هذه استهداف لهم وللمكون الاول والاكبر في العراق وان الهدف من الزحف ليس مطالب حقوقية ولا شرعية ولا غيرها من الشعارات التي ما يخفى منها غير ما يظهر بل وان ما ظهر على فلتات لسان قادتهم ولافتاتهم في بداية عملية الغوغاء كشف ان لهم اجندة في غاية الخطورة تهدف اسقاط العملية السياسية برمتها واعادة العراق الى النفق المظلم وان القوم قد ركب الشيطان عقولهم يغامرون بمستقبل الوجود السني في العراق من اجل مصالح الاجنبي واعداء العراق ؟!
هل يعلم ذلك السفيه الذي يعربد من داخل وكره في الانبار بالزحف نحو بغداد وسحق رؤوس الناس فيها انه يضحي بالالاف من الانباريين وحتى بسنة بغداد والمسالمين منهم و قد يذهبوا ضحية نزواته ونزوات عصابة البعث وحثالات القاعدة والنصرة والقائمة البعثية ؟؟!!
قراءة رؤوس الفتنة في الانبار وبعض الطائفيين في تلك المحافظة الخاطئة للمشهد العراقي واندفاعهم المجنون في التصعيد من وتيرة الحراك الطائفي ورفع سقف المطالب التعجيزية بهدف دفع الامور باتجاه التصادم وجر الساحة لنزاع مذهبي ولتخريب العملية السياسية تكون لها عواقب سيئة على سنة العراق تحديدا بعد تهديد المسوخ الطائفيين بالزحف نحو بغداد ولاثارة الفتنة فيها حيث ان ذلك يدفع بالاغلبية البغدادية لاتخاذ قرار الحسم بالنسبة للطابور الخامس في عاصمة العراق ..
ان سوق الاكاذيب والا فتراءات واثارة النعرات الطائفية والقول بان السنة اطفالهم ونساءهم يقتلون في بغداد كما يدعي ذلك المسخ الطائفي العلواني والذي وصف ابناء الاغلبية بانهم ((خنازير وابناء الخنازير)) واليوم ينادي بالزحف نحو بغداد لانقاذهم هذه المواقف المشينة والفاضحة لن تخدم سنة العراق بقدر ما انها تلحق الضرر بمستقبلهم السياسي وتعطي مبررا كافيا للاغلبية ولقياداتهم باتخاذ القرار الحازم لحسم الامور امنيا وعسكريا وعندئذ لن يفيد المكون السني ما يمارسه بعض المتهورين من المغمورين برياح الربيع القطري والاسرائيلي من تجييش طائفي والتهديد بنقل الاعتصامات والمظاهرات الى العاصمة بغداد حيث ان ذلك يعني فتح جبهة وسيعة من المواجهة مع حقوق الاغلبية التي ترفض هذا التوجه الطائفي وتعتبر اي اندفاع نحو بغداد عمل استفزازي ينطوي على تحدي ارادة الاغلبية مهما حاول المنافقون والبعثيون الطائفيون تغليفه بشعارات وطنية وكاذبة لان النوايا اصبحت واضحة في الزحف نحو بغداد هم يقولون من اجل انقاذ السنة من ((الميليشيات)) وحسب تخرصات امير عصابات الاجرام والطائفية فانه " قادر على ارسال الشباب من الانبار الى بغداد لمواجهة الميليشيات التي تستهدف السنة فيها))!! مؤكدا (( نحن قادرون على سحق رؤوس ميليشيات المالكي))!! وكشف عن نواياه الخبيثة بان (( هذا الامر قريب وليس بعيد))! ..
والاغرب في مثل هذه الاكاذيب والافتراءات ان التفجيرات والعمليات الانتحارية تستهدف في الاغلب الاكثرية الشيعية وتحصد ارواحهم يوميا وليس اخرها ما جرى في الكاظمية يوم امس من تفجيرات انتحارية في وسط السوق الشعبي واستهداف زوار قادمين من دول الجوار للعتبات المقدسة ‘ وهذا هو ديدن البعثيين والارهابيين في القائمة العراقية وعصابات القاعدة في الانبار التي يقودها اليوم نيابة عن الهامشي الهارب امراء ما يسمى القبائل .
ليس هناك من ينكر بوجود فساد وظلم وتفشي الفقر وتراجع المؤسسات الخدماتية عن اداء دورها وضياع حقوق الناس وهي ظاهرة تشمل الجميع مثل ما ان السنة يعانون منها فان الشيعة هم اكثر معاناة كون انهم الاغلبية ,, ولكن ان يتم استغلال ذلك من اجل تنفيذ اجندة الدولة القطرية والنظام السعودي والعمل وفقا لمخطط اسرائيلي لجر العراق الى الفتنة واسقاط العملية السياسية وبالتالي استهداف المكون الاول في العراق هو امر مرفوض لن يقبل به شيعة العراق .
المراقبون السياسيون في العراق يرون ان اي مغامرة باتجاه اقتحام بغداد من قبل الطائفيين والبعثيين من خلال التظاهرات المزعومة او تحريك المجاميع المسلحة في الاطراف او فرض سياسة النزوح من المناطق المختلقة سوف تكون تداعياتها على سنة بغداد كبيرة حيث ان المغامرين في الانبار لا يفكرون بمصالح الناس وهدفهم هو العودة الى الاحتكار بالسلطة وتهميش الاغلبية وتنفيذ سياسية دول اقليمية طائفية وهو ما يدركه جيدا السياسيون في بغداد وقادة التحالف الوطني العراقي .
ان مقدرات العراق اليوم بيد المركز وان قوات الجيش العراقي وعشرات المليارات من الدولار في حوزة الحكومة العراقية وهي جاهزة لقبر تلك العصابات والارهابيين‘ عراق اليوم ليس كعراق ما قبل 2003 وان مغامراتهم سوف تعطي مبررا قويا ليس للحكومة فقط بل لحلفائها في التحالف وخارجه للتوحد لتخليص بغداد من كل العصابات الارهابية والتقدم نحو الانبار لكنس المتامرين والقضاء على اوكارهم وهو ما لم يفهمه لحد هذه اللحظة المتطرفون والبعثيون وعملاء العثمانية الانكشارية والاقزام في الخليج .
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha