على الرغم من ان شهر فبراير يقع في قلب الشتاء غير ان له ازهار اينعت هنا واشواك نبتت هناك فهو ربيعي التصرف رغم انه متجمد الاوصال !,
لقد حمل هذا الشهر للجمهورية الاسلامية في ايران بشائر اخرجتهم من انفاق الظلمة الى ابراج النور وسطروا ثورة حقيقة وقعها شعبهم بدمائهم وتضحياتهم وعبدّوا طريق الحرية باجسادهم فكان طرد كل الاجسام الغريبة النابتة في جسد بلدهم وقصاص كل من باع بلده وشعبه اول غيث الوفاء للمضحين والشهداء فحققوا بذلك طفرة نوعية في حجم الثورة ونوعها فمن انغماس في المفاسد في كل مفصل من مفاصل الدولة الى دولة اسلامية ! لا اشك لحظة من ان سر نجاحها مد الهي واخلاص من اغلب اطرافها .
ويبدو ان فبراير قد شح عن العرب بهكذا عطاء فبراير ستينات القرن الماضي مهد الطريق لاقذر نخبة من اسفل حزب ان يعتلي تخوم العراق وان يصبح اوطأ الناس الرجل الاول في بلد يفيض بالرجال الافاضل , شباط 63 كان بداية لنكسة جثمت على صدر شعبنا وارضنا لعقود حتى جاءت ساعة رحيلهم الاجباري ورغم ذلك فاننا ندفع دما مقابل الايام التي تمر دون اعتلائهم لما اغتصبوه من مقام وفينا من يغازلهم وسكاكينهم على رقابنا !!! يعيشون دون عقاب بل ويرفعون المطالب !! .وهذه مصر لم يكن حضها موفقاً بعد فبراير ثورتها التي جاءت بعد سبات طويل لتكسب مكاسب سرعان ما تبخرت فرجع الى الشعب الى ذات الساحة رغم انهم انتخبوا من يمثلهم واعطى نصف الشعب صوته له!! فهذه المفارقة تجعلنا نتسائل هل ان السبب في فبراير ؟!! .
بالطبع فلاشواك التي تخدش اناملنا لم يكن سببها ربيعا ً شتويا ً ففبراير براء من ذلك وكذلك الشعوب فالشعوب في كل مكان تتشابه وكلها تواقة الى حيث الحرية والعزة فهي تزلزل الارض تحت اقدام الطاغة وتنتظر قائد يستلم زمام الامور وتختاره استنادا ً الى واقع تقرأه سواء قرائته بصورة صحيحة ام خاطئة فالخاطىء يعالج بانتظار الانتخابات القادمة وليس بالتظاهر بعد ان اعطت الاغلبية الشرعية لمن اعتلى القيادة .
ان السبب الرئيسي في فشل العرب بثوراتهم هو عدم الخلاص من التبعية للغرب فكل ثورة يفتح قادتها افواههم صوب امريكا والغرب فاشلة وكل من لا يتكل على الله وعلى مقدرات ارضه وشعبه هو طفيلي ولعبة في يد الاخرين , لقد كادت عواصف اذار ان تسحق طاغيتنا ذات يوم في الانتفاضة الشعبانية لولا تدخل الغرب الذي اعان الطاغية لا لشيء الا لان العاصفة لم تكن تحت سيطرتهم وعندما توفرت لهم ارضية للسيطرة لم يأبهوا بامر الطاغية بل واعانوا الشعب الذي سحقوه في ذلك !!! وكل هذا بفاصلة امدها عقد من الزمان .
نجاتنا في اقتلاع كاميرات مراقباتهم حتى على انفاسنا ونجاتنا في طردهم من جنتنا ومن حق الاشراف عليها وسيحصلون على احترامنا ان لم يتدخلوا في شؤوننا وعدا ذلك الحل فلا تحسن ولا تطور لبلدنا ولشعبنا سنظل ننتقل من ازمة الى اخرى ومن قصة الى اخرى وسنظل نتألم من الاشواك رغم اننا لا نزرع الشوك .
https://telegram.me/buratha