بهاء العراقي
تعود نغمة انصاف ضحايا النظام الصدامي لتطغى على المشهد العراقي وتتسع دائرة المطالبات وفي المقابل فأن الانصاف يتحول الى سيف مسلط على رقاب الضحايا لان الطرف الاخر لا يقبل ان ينصف ضحايا البعث قبل ان يكافأ الجلاد في مشهد غريب لم نشهد له مثيلا الا في عراقنا الجديد ولا اخفيكم سرا فقد تحدثت مع احد ذوي الضحايا والذي لم يطالب بتعويض قط عن ما حل به وبأسرته بعد ان اقتيد شقيقه وابن عمه واخواله والذين دفع شخصيا (فلوس الطلقات) التي اعدموا بها في اوائل ثمانينيات القرن الماضي الى مقصلة البعث. ان اعطاء الاولوية في انصاف ضحايا النظام البعثي المجرم ليس شعارا او مطلبا عاديا يبرز اليوم لتبرير وشرعنة انحناء الحكومة امام ريح التظاهرات الطائفية التي انطلقت في بعض المحافظات وعندما نقول طائفية فأننا لاندعي لان واقع الحال يقول ذلك والممارسات التي قام بها المتظاهرين ووسائل الاعلام التي تدعمهم تؤكد صحة هذا الرأي. والتبرير الذي تمرره الحكومة هو ان كانت لديكم مطالب (فجماعتنا هم عدهم مطالب ومظلوميات ) يعني على حد تعبير المثل الجنوبي العراقي ( المطر متساوي) لكن للاسف مطالب جماعتكم ياحكومة مشروعة باجمعها وقد تم تناسيها واغفالها عمدا واذا اخذنا مثلا اهالي مخيم رفحاء الذين هم اولى من غيرهم بالمستحقات وصرف الرواتب من حثالات و فدائيي صدام والصداميين المجرمين؟!" فهل ان من ظلمهم طرف اخر ام انهم ابناء جلدتهم ومن يتحدثون عبر شاشات الفضائيات عن بسالتهم وموقفهم الذي غير معادلة الظلم الصدامي وفضح كذبه وتدليسه وطمسه للحقائق ومحاولات تضييعه لهوية الشعب العراقي الاسلامية فكم مرة تم وضع مشاريع قوانين وتقديم مقترحات لانصافهم فأين هم واين اصبحوا ؟؟ اما الطرف الاخر الذي يريد تبرير قتله فأنه بدء يزمجر عبر فضائيات الفتنة بل ويرتعب خوفا ويتهدد الحكومة ويقول ان عنده قضية تتمثل باسقاطها ليس بالتظاهرات فقط بل بقوة السلاح عبر تنظيماته المسلحة التي تدعي خلال الفترة الماضية مقاومة المحتلين والتي انقلبت لقتل العراقيين الشيعة منهم تحديدا لتستمر في قبض دولارات الخليج وتركيا القذرة باثارتها للاوضاع وتقول عبر زمرة المنافقين والناطقين باسمها ان عناصر الحكومة ابتداءا بالجيش والشرطة والسياسيين سيذوقون الويل لانهم اتباع لايران وان هدفهم ان يتعايش العراقيين سنة وشيعة ويتناسوا هذه التسميات بعد تحرير العراق من حكومة الصفويين ؟؟! وان سلاحهم يمتلك الشرعية لانهم مقاومة وغيرهم لا كما نسمع عن ولادة فصائل مسلحة جديدة للدفاع عن الشعب وتوفير الامن الذي تعجز الحكومة عن توفيره لانه موجه لقتل السنة فقط ؟؟ ولاندري هل عناصرالشرطة والجيش ليسوا بعراقيين وهل قتلهم عمل غير جرمي بنظر هولاء وماهي المقاومة وهل ان ما يحاولون شرعنته لا يحمل اجندات خارجية ومن اين يتلقون التمويل والدعم وهو سؤال نطرحه للجميع من الذين يريدون اغراق العراق في مستنقع الاحتراب وليس اولى خطواته اعداد العدة وجمع الرجال والاستعانة بمخابرات دول وتنظيرات قوى وحكومات اقليمية وما خطة نقل التظاهرات الى بغداد الا خطوة باتجاه التأزيم والاستفزاز ومحاولة لجر البلاد الى مزيد من التعطيل واستنساخ تجارب اخرى جلبت لشعوبها الخراب والدمار. العجيب في كل ما تقدم عندما يقول هولاء الحثالات انهم يعترضون على اطلاق تسمية البعث والصداميين والقاعدة لانها ترمز للمكون السني وان المقصود بها السنة دون غيرهم فهل يشكو مثل هولاء من عقدة ما ام انهم بعثيين فعلا ولا يريدون للشعب العراقي ان يتذكر ماسي البعث واجرام القاعدة والزواج الذي جمعهما بعد سقوط النظام ليعلنوا انتقامهم المزعوم من شعبنا في طول البلاد وعرضها بسبب رفضهم ونبذهم !! مع كل هذا نقول ان العودة الى ما عبرت عنه المرجعية بدقة والسعي لتفعيله باسرع وقت والذي يمثل حلا للازمة وينهي بشكل تام كل مظاهر التحشيد وجر الشارع الى ووضعه على خط الازمةوالتي اسهم في تأجيجها مؤخرا التصريحات الاستفزازية المتقابلة من الاطراف المختلفة والتي شنجت الاجواء وزادت الازمة تعقيداً, فالالتزام بتوجيهات المرجعية الرشيدة التي هي افضل من قيم الحالة ووضع حلولاً لها لن يكون بهز الرؤوس والكلمات دون العمل فروح القانون الذي نطالب ويطالبون بسيادته تقضي بانتهاج الاساليب المؤدية اليه لا بالتهديد والوعيد ومحاولات لي الذراع والعودة للغة الميليشيا وجماعات حماة المكونات بلا استثناء ,ان كان من نخاطب عقلاء ويحملون صفة التعقل ولرجال الحكومة التي لازال امامهم الكثير لفعله نقول عليكم ان تلتفتوا بشكل كامل الى مطالب المظلومين في كل المحافظات وخصوصا المجاهدين والمضحين والسجناء السياسيين.ونزع فتيل ازمة توشك ان تندلع هدفها اعاقة التقدم في العراق ومن يقودها طبعا هم البعثيين وارهابيي القاعدة ومن دعاهم للاصطفاف معهم ممن لا يريدون الخير للعراق, بدل الركود الذي نراه عملا بمبدأ خليها على الله بعدين تصفى.
https://telegram.me/buratha