قبل ايام خرج علينا متحدث باسم الحكومة (وطبعا كان مزهوا ) بخبر فحواه ان الحكومة العراقية قد تبرعت الى ثلاث دول عربية بما مجموعه حوالي ستين مليون دولار بالتمام والكمال و اخذ يعدد الدول موريتانيا حوالي خمسة عشر مليون دولار والصومال حوالي ستة عشر مليون دولار وجمهورية الجزر القمر حوالي سبعة عشر مليون دولار وتسديد حصة العراق بصندوق لا اتذكر تحديدا اسمه بمبلغ حوالي خمسة عشر مليون دولار وجلب انتباهي لهذه الارقام ان الدول التي ساعدها العراق (وهو المحتاج اصلا ) لحاجته لموقف سياسي منها حيث انها لا تمثل اي وزن سياسي او اقتصادي ونرمي من وراء مساعدتها اي موقف حيث انها من الدول الصغيرة ولا تملك ذلك الوزن السياسي ثم ان العراقيين محتاجون لهذه الملايين ولاتعد فائضة عن الحاجة ولو كان لدينا فائض فلماذا لا يوزع على المتقاعدين مثلا او حتى على العاطلين عن العمل ولماذا لم يرسل رئيس الوزراء اعتراضا الى المحكمة الدستورية او الاتحادية حينما اراد البرلمان (مدري شعجب؟) توزيع الفائض من تصدير النفط على ابناء الشعب ام ان الامر يعني للحكومة سمعة طيبة امام الدول العربية التي عانينا ولا نزال نعاني من تدخلاتها بشؤوننا الداخلية مع اننا لم نتدخل يوما باي شأن من شؤونهم وذكرني هذا الموقف بحقيقة ما كان يصنعه نظام البعث البائد حينما كان يوزع اموال العراق يمينا وشمالا عن طريق كوبونات النفط او مبالغ نقدية شملت حتى الفنانين المصريين والعرب وبعض الكتاب الذين باعوا اقلامهم لمديح نظام سحق شعبه بالدبابات ودفنهم احياء ومن استفاد منه يكيل المديح له بعدّه محرر امة العرب وقائدها الهمام وصاحب الحروب التي لم يجن منها العراقيون الا الخراب والدمار ولا زلنا نعاني منها الى يومنا هذا...
اعود الى الهبات الحكومية لاقول ان العراقيين احوج ما يكونون لهذه الملايين حتى لو كانت بنظر من وهبها قليلة الا تبني مدرسة؟ الا تبلط شارعاً؟ الا تفتح مجاري؟ وتخلص بعض المناطق التي لا زالت تطفو مياه الامطار في شوارعها وتعاني الامرين وان كانت الحكومة مستقلة المبلغ كونه صغيراً فان حرمان العراقيين اقل منه وخير الكلام ما قل ودل.!
1/5/13212
https://telegram.me/buratha