مازال قادة تظاهرات الغربية يبشرون بنقلها الى بغداد ، يريدون الهتاف في عقر دار الحكومة ، الذين يفهمون الموضوع ستراتيجيا يعرفون معنى هذه الخطوة ، فالنزاع على بغداد هو البداية والنهاية ، كل فلم هندي اذا عرفت بدايته تفهم نهايته فتغلق التلفاز وتنام ، بغداد هل هي للرشيد ام للكاظم ، وهل ان الجمع بينهما محال ؟ سقطت تحت احذية المتظاهرين كل شعارات الوحدة الوطنية والديمقراطية والحوار والاندماج والمجتمع المدني ، قال أحد مخططي نقل التظاهرات الى بغداد انها تشبه زيارة كربلاء ، وعلى الحكومة توفير الأمن لزوار الاعظمية اسوة بزوار كربلاء ، الفقيه الكبير ابو حنيفة النعمان صاحب المقولة الشهيرة (لولا السنتان لهلك النعمان ) اشارة لدراسته عند الامام الصادق سنتين ، كان يرمز للاعتدال فهل سيكون زواره معتدلين مثله ؟ ، هل يمكن اختراع (مشاية) سنية ؟
القضية تحتاج الى تأليف كتب زيارة ، وتأسيس مواكب ، والطبخ بقدور عملاقة ، وتوزيع القيمة النجفية ، ويمكن استبدالها بصواني الدليمية ، ولكن نحتاج الى شعراء لطميات ومواكب زنجيل ، وبدل باسم الكربلائي سيكون هناك باسم الهيتي او الراوي او الموصلاوي ، وبدل الهتاف حيدر حيدر حيدر سيكون الهتاف ، عمر عمر عمر ، الخليفة الثاني الذي قتله ابو لؤلؤة الفارسي المجوسي ، الحكومة الحالية توصف بأنها مجوسية صفوية رافضية ، اي هناك علاقة بين الحكومة وابو لؤلؤة قاتل الخليفة ، وهذا يعني ان المالكي هو الذي مول قاتل الخليفة ! ولهذا قاطع وزراء العراقية اجتماعات الحكومة !
أعمامنا المشاية الغربيون يريدون الصلاة الموحدة في الاعظمية ثم تناول الطعام في المواكب ثم التظاهر مطالبين بحقوقهم ، حماية التظاهرة أمر مستحيل ، يمكن بسهولة تفجير الوضع في الاعظمية برشق التظاهرة بالرصاص ثم اتهام الحكومة ، خاصة ان كثيرا من الارهابيين يلبسون ملابس الجيش والشرطة ثم ينفذون عملياتهم ، وقد فعلوها من قبل فخلطوا الاوراق ، حاليا تتوفر ارضية للتصعيد الأمني في بغداد ، فقد شن الارهابيون حملة اغتيالات متقابلة فقتلوا اناسا عاديين بالكاتم في مناطق سنية ثم قاموا باغتيالات مماثلة في احياء شيعية للأيحاء باغتيالات متقابلة ، والغريب ان كثيرا من الناس يصبحون ابواقا لترويج التذابح وهم لا يشعرون ، وقد عادت الى الواجهة المفخخات والعبوات الناسفة والاختطافات وهي دليل على ان هناك من يلدغ من جحر الف مرة ولا يتعظ .
الحكومة قدمت مبررا لنقل الأزمة الى بغداد ، فالمتظاهرون يقولون ان مطالبهم لم تتحقق ، والشفافية مفقودة في عمل اللجان العديدة التي شكلت لمتابعة الملف ، لا يوجد احصاء بما تحقق من المطالب وما لم يتحقق ، مؤسسات الدولة فاسدة وبطيئة ولا أبالية ولا يمكن ان تحقق شيئا للمتظاهرين فتزيدهم انفعالا ، الحكومة تأمر تلك الدوائر والدوائر تماطل وتسوف وهكذا تحدث المصائب الكبيرة .
لكن في بغداد وفي المحافظات العراقية الأخرى هناك ملايين يريدون تنظيم تظاهرات من نوع آخر تقول للحكومة : انكم تستجيبون لمطالب البعثيين ولا تستجيبون لمطالب ضحاياهم ! يقولون : اين حقوق الشهداء والمغيبين والمهجرين والمجاهدين وكل انواع ضحايا البعث الصدامي ؟ يقولون : ان الاجتثاث اصبح يستهدف الضحية وليس الجلاد ، يقولون : ان الحكومة ستسلم السلطة والثروة للبعثيين ثانية فعلينا تشكيل مليشيات للدفاع عن انفسنا امام الانقلاب البعثي الهادئ ، وكلام كثير من هذا النوع بعضه تحشيش يثناثر في الشارع ، الناس نسوا الفيضان واكوام القمامة والفساد والبطالة وازمات العيش وراحوا يتابعون تداعيات لطميات الاعظمية المرتقبة !!!.
12/5/13212
https://telegram.me/buratha