المقالات

دعونا نقرأ آية «التنازع» كلها..!...بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي

599 12:28:00 2013-02-15

 

في موضوعة المشكلات التي تعين علينا أن نكون في دوامتها الى حد صيرورتها محنة، هل تمنحنا مشكلاتنا فسحة من الزمن لنراجع فيها واقعنا أو على ألأقل الجزء الطافي منه..؟

إذ مع أن ملامسة الطافي على السطح وحده لا توصلنا الى حلول متكاملة، لكنها بالتأكيد ستضعنا على الطريق..

في مراجعتنا المفترضة ينبغي بدءا أن نجيب على سؤال مؤداه، هل صنعت  لنا مخرجاتنا الحضارية ثقافة موحدة؟!  أو لا؛  أنها أنتجت شعبا بثقافات متعددة!... وأذا بادهنا مجيب بأننا شعب متعدد الثقافات منذ الأزل، أو على الأقل منذ القرن ألأول الهجري، فهل يمنحنا الفرصة أن نسأله: وهل بقي من عنوان "شعب" تفصيلات تنطبق علينا، وبصورة أوضح سنسأله: هل يمكن أن يوجد وطن واحد يتعايش على أرضه في وئام ذي ثقافات متعدِّدة؟ أو بصيغة أخرى: هل يمكن أن تتعدَّد الثقافات مع الانتماء إلى وطن واحد؟

يعني: هل أن العواطف والوجدانيات يمكنها وحدها توفير ما فيه الكفاية لبناء شعب موحد؟ لاسيما وأننا شعب بأغلبية مسلمة، والأسلام عنى عناية فائقة بوحدة الأمة، وتآلف قلوب أفرادها، واجتماع كلمتهم، وتحذيره من أن يكون التنازع - ومنه التنازع الثقافي - سبباً في حصول العداوة والفُرقة بينهم..وهذا قَوْله تَعَالَى : ( وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ )....أم أن الإسلام ينطوي على ثقافات فرعية علينا أن نبحث في مدركات تعايشها، أم كتب علينا التسليم بأن إسلامنا وهو المترع بفكرة أن الإختلاف صحة، سيؤدي الى أن  نكون "شعوبا وقبائل" لكنها لا تتعارف.. وذلك على مبدأ الحركة والتقلّب والتحوّل، لا على الثبات والاستقرار.؟!..

ثم لم لا نراجع آية "التنازع" الكريمة ونقرأها كلها  ولا نقف عند " وَتَذْهَب رِيحكُمْ" !!..وونسائل أنفسنا، لماذا دعينا الى الصبر بقوله جل في علاه "وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ"..؟!..نصبر على ماذا؟!..ألا يذهب عقلنا مباشرة الى مساحة أن نقبل بعضنا بعضاً، ونتعايش ونتحمل مستوى مقبولاً من الاختلاف على الرغم من مرارته..!؟

إن الذي توصل إليه فهمي القاصر أن " تعارفوا" التي وردت بالنص القرآني" شعوبا وقبائل"، لا تعني الفهم المباشر بأن يعرف بعضنا بعضا ويتعامل معه فقط، بل هي أن نتعرف كجماعات وكأفراد على ثقافات بعضنا البعض، كي نستطيع أن نقدم المساهمة الأسلامية حضاريا بوجه مشرق، لا براية تحمل لفظ الشهادة وتحتها سيف...وكأن الذي رفعها يريد أن يقول بأن ثقافته وحدها هي الأصح وما سواها ليس لها إلا الأذعان لسيفها المصلت على الرقاب...!؟

كلام قبل السلام: الإنسان كائن علائقي قُذف به إلى العالم  محملا بمعاني: الذات، الآخر ..الكون ونجح في الأولى فقط..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك