المقالات

الثورة الاسلامية في ايران.. اول الزلزال

595 22:03:00 2013-02-13

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

في منتصف كانون الاول 1978 غادرتُ قاعدة "ناوزه نك" (بشدر/ السليمانية) متوجهاً الى طهران. ودّعت ابو شلال (الرئيس الطالباني شافاه الله) وبقية الاخوة كمحمود عثمان ونوشيروان مصطفى وفؤاد معصوم وعادل مراد..

وكذلك اخوة وافاهم الاجل كعمر مصطفى (دبابة) ورسول مامند وكمال خوشناو رحمهم الله. عبرنا الحدود العراقية- الايرانية سراً مع مرافق ...وحصان جبلي واتجهنا الى "مهاباد" المدينة التي اعلنت فيها "جمهورية مهاباد" (1946).. واستغرقت الرحلة 3 ايام نسير نهاراً وسط ثلوج، تصل احياناً لمنتصف قامتنا، ونبيت ليلاً في بيوت الفلاحين.

اخذت الحافلة الى طهران.. دوائر الدولة والمطار والكثير من المرافق والمصالح معطلة وكأنها تعلن موت النظام الشاهنشاهي.. اما الشوارع فكانت حية تنبض بالجماهير والحركة مبشرة بولادة النظام الجديد. كان الامام الخميني (قدس سره) يلهم الناس من "نوفل لو شاتو"، ويقود الثورة بمفاهيمها وشعاراتها، ويوحد صفوف الشعب ويعبئه ويحاصر الشاه ومخططاته، ويغلق عليه المنافذ كافة.. فالشعب الايراني شعب منظم وواع. الشباب في حلقات يناقشون شؤون الثورة ومستقبلها..

والمظاهرات الحاشدة تخرج دون ان تدمر وتحرق.. والشابات والشبان يحاورون الضباط والجنود، ويتسلقون الدبابة ليضعوا على مدفعها وردة لتحييد طاقمها. ومع الليل تتعالى صيحات "الله اكبر" من شرفات واسطح البيوت وكأن طهران كلها مأذنة واحدة.

وفي شباط 1979 يعود الامام ليعلن انتصار الثورة واعلان الجمهورية الاسلامية.. لتشكل نقطة فاصلة في التاريخ. كانت تلك اولى الثورات التي لم تقلب موازين سايكس بيكو فقط، بل قلبت موازين القوتين العظميين والعالم ايضاً.. واعلنت بلا لبس او مراوغة ان المنطقة قد تحركت للدخول كوزن مستقل بذاتها. فمنطقة بعظمة منطقتنا لا يمكنها ان تكون مجرد تابع او ملحق في معادلة بريطانية/ فرنسية.. او امريكية/ سوفياتية.. منطقة حملت الاسلام العظيم والديانات السماوية والحضارات العريقة بشعوبها الكبيرة العربية والتركية والفارسية والكردية وغيرها، لا يمكن ان تكون الا مركز ثقل بذاتها، بل واحد من اهم مركز الثقل العالمي.. وستتعاقب الثورات والانتفاضات في فلسطين وافغانستان والعراق والدول العربية فيما عرف بالربيع العربي.. احداث اخذت اشكالاً متعددة، وبتوقيتات مختلفة، واسفرت احياناً عن تداعيات متناقضة ومتخاصمة ومدمرة.. لكنها تنتمي في النهاية، بفعلها ورد فعلها، لزلزال واحد.. وهو ان المنطقة تستعيد هويتها وحيويتها، وستجد -في النهاية- مستقراتها وتوازناتها وانطلاقتها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام حسنين
2013-02-14
تحية طيبة ..الشعب الايراني شعب مثقف وانساني..عشت في ايران فترة قصيرة من حياتي بعد ان هجرني طاغية العراق العفن ابن صبحة ...رغم ظروف الحرب والحصار عليهم الا انهم كانوا يحسوا بألامنا فكانوا يبكون لبكائنا يواسوننا بفقد الاحبة ..على عكس مالاقيناه من بعض العراقيين كانوا يأكلون في بيوتنا وهم من شاركوا بأاعدام احبتنا سرقونا ونحن في بيوتنا ..اليوم الحكومة تكافئهم بمكرمات وتعويضات وتلبي مطاليبهم وهي تعلم جيدا انهم مجرمين وقتلة ... لاتكفيني مجلدات الدنيابسرد ماجرى ويجري علينا من ظلم . الظلم هوالسائد والحق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك