بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي
النفاق والخداع والجريمة هو من تحيته السلام.. ونيته الاقتتال والفتنة والشر. فالعراق ابتلى بالحروب التي قتلت العباد ودمرت البلاد بنعمها وثرواتها العظيمة.. حروب لم يتعلم كثيرون شيئاً من دروسها.
فنحن لم ننصف بعد الشهداء والجرحى والمعوقين والمهجرين.. ولم نرمم بعد الدمار الذي حل بنا خلال نصف القرن الماضي.. لم تلتئم بعد جراح الحرب العراقية ا...لايرانية.. او الانتفاضة الشعبانية.. او الانفال وحلبجة.. او الكويت او اجتياح العراق.. او حروب الارهاب والقتل الجماعي والمقابر الجماعية وتعسف الدولة قديماً وحديثاً وفرق الموت وتوازن الرعب.. رغم ذلك ما زالت شهية بعضنا مفتوحة لمزيد من الاقتتال والخراب.. الذي لم يحقق اي هدف حتى لمروجيه.. بل انقلب عليهم شر منقلب.. دون ان تحل المشاكل او الاسباب التي اندلعت بسببها كل تلك الاعمال، بل ازدادت تعقيداً، واضيفت اليها مشاكل جديدة سنعاني منها طويلاً.
المواقف المتشنجة والتصريحات النارية تتوالى، وتتلبد السماء بغيوم سوداء تنبىء بتطورات لا تحمد عقباها.. وكل يعتقد انه يدافع عن حق، وقد يكون ذلك صحيحاً نوعاً ما.. وكل يطرح حججه ومنطقه وما يؤمن به ويسعى لفرضه. وفي كل يوم نشهد تصعيداً يزيد العناد ويجعل المعركة معركة ارادات ووجود، حتى وان كانت بداياتها او اهدافها الانتخابات او المناصب الحكومية او تحقيق مطالب واصلاحات محددة.. فالبلاد اليوم تدفع لحالة تصادمية ابعد بكثير مما كانت عليه قبل 7-8 سنوات.. ودعوات المصالحة والوحدة الوطنية والشراكة تراجعت تماماً.. وحل محلها منطق كسر شوكة وعزيمة الاخر.. وكل طرف يعبىء بموضوعات عندما تنتشر فاثرها كالشرارة في هشيم الخراب والاهمال والجوع والجفاف. ففي الاجواء المتوترة، والاعمال الارهابية المستمرة والسياسات الخاطئة.. والتي راكمت المظلوميات بشتى اشكالها.. وجعلت لكل شكواه ومعاناته والتي لا يفكر بسواها.. والتي تراكمت وانتشرت لتشمل الجميع تقريباً.. فان قراراً خاطئاً او تصرفاً واحداً من متآمر او سفيه من شأنه ان يشعل البلاد كلها في اتون صراع قاتل. ففي هذه الاجواء المحتقنة والظلامات والشكاوى المتبادلة، إن لم يسمع بسرعة منطق التعقل والحلول المطمئنة، فان الكفة ستميل بسرعة لمصلحة الفتنة والتصادم.. فلم نراكم ما يكفي من نظم وحصانات تحجز طريق الفتنة.. ولم نبن ما يكفي من منطق وخير السلام لنقبر منطق وشر الحرب.
https://telegram.me/buratha