المقالات

البدريون والبكاء على الاطلال /

971 12:32:00 2013-02-14

حافظ آل بشارة

كثرت الكتابات التي تطالب بحقوق البدريين ، وكثرت التعليقات عليها ، يبدو ان هناك تيارا من الغضب والمظلومية والشعور بالاقصاء والتهميش من عدد كبير من البدريين ، يجب ان لا تبقى هذه الكتابات مبعثرة ، الأفضل ان تتحول الى وثيقة مطلبية رصينة موثقة بعيدة عن التهم والتجريح وتقدم الى النواب الذين يمثلون بدرا في مجلس النواب ، لا شك ان هناك فراغا قياديا في المشكلة ، الفراغ ناتج من قصور في بدر وليس تقصيرا ، ولا يعاتب القاصر بل يعاتب المقصر ، هذه هي قابلية القادة الموجودين وهذه هي كفاءتهم فهم لا يستطيعون ان يكونوا اكبر مما هم عليه الآن ، والقيادة ليست لعبة انها مجموعة من المواهب والمهارات والفروسية والرفعة الاخلاقية والاديولوجية والشجاعة والصلابة والابوية وسعة الصدر ، ولكن ليست المشكلة في الفراغ القيادي بل في استمرار هذا الفراغ . بدر تيار في الأمة لا يمكنه ان يندثر ، كل شيء يختلط بدم الشهداء لا يندثر ابدا بل ينمو ، لأن دم الشهداء اكسير الخلود ، يبقى كقيم روحية وطاقة كامنة ومتجددة ، الشعب العراقي لا يعرف بدر حق معرفته ، يعرفه من بيانات صدام القديمة التي تقول انه تشكيل عراقي يقوده الايرانيون ويمثل مصالحهم ، واذا قلت للناس الآن ان السيد الخامنئي ولي فقيه ونحن نمثل الولاية ونطيعها وهي اوسع من حدود الدول لا يفهمون هذا المضمون ابدا ، لأن العراق دولة قطرية وفيها مرجعية ايضا وتريد من يطيعها ، هذه مشكلة الافضل تأجيل الحديث فيها ، وانا اعرف الذين يلحون كثيرا في مقولة الولاية ويتباكون على طاعة الولاية ، انهم اؤلئك الذين يترجمون الولاية الى أموال وقصور وسيارات فاخرة ومناصب ، بينما عند مستضعفي بدر تترجم الولاية الى فقر وتهميش واذلال يومي وجوع ، هل المشكلة في الترجمة ام في المترجم ؟ لذا فحديث البدريين يجب ان يركز الآن على ان هذا الكيان الجهادي تشكل اصلا لاسقاط نظام صدام وانقاذ الشعب العراقي ، ولكن النظام اسقطته اميركا وساعدت العراق على تكوين نظام ديمقراطي ، ولو اراد العراقيون ان يكونوا حكاما ناجحين نزيهين وطنيين عدولا واصحاب تنمية فأنا متأكد ان اميركا لاتستطيع منعهم من ذلك ، ولكن الذي حدث ان المسؤولين العراقيين المتدين منهم وغير المتدين العربي والكردي الشيعي والسني اغلبهم بدأ مسيرة مذهلة من الفساد والمحسوبية والانانية والجبن والتعصب والفوضى والتسافل ، التكليف الشرعي الولائي بترجمته الصحيحة يلزم البدريين باستمرار الجهاد ، هم ارادوا انقاذ شعبهم من الطغيان ، واليوم عليهم انقاذه من مستنقع الظلم والفساد ومشروع التقسيم المرتقب ، هذا التكليف اهم من المطالبة بالحقوق الشخصية رغم ان الحق الشخصي هو تعبير عن مبدأ العدل ، اغلب القوى السياسية القائمة تلوثت بالفساد وفقدت مصداقيتها في اوساط الشعب ، هناك فراغ اخلاقي اصلاحي قيادي ، والاصلاح يجب ان يكون مشروعا متكاملا جريئا ، وهذا يتطلب من البدريين اعادة تنظيم صفوفهم كحزب سياسي يعمل بآليات منسجمة مع الدستور والقانون ، يجاهدون سياسيا بالشجاعة نفسها والايثار والروح الفدائية من أجل شعبهم ولاصلاح النظام السياسي الحالي وانقاذ العراق ، سيواجه هذا المشروع التشكيك والتشويه والتكفير والشتائم واغتيال القائمين عليه ، لكن سينخرط فيه الاخيار والشرفاء من الشعب ، وسيحظى بتأييد المرجعية والقيادات الوطنية الشريفة . الذين كتبوا مقالات او تعليقات حول مظلومية بدر لن يسمعهم الا اخوانهم الذين يشاركونهم المأساة ، اما الذين وصلوا السلطة وذاقوا عسلها فسيقابلون هذه الكتابات بالسخرية والغرور والتكبر سيرون ان اصحاب هذه الشكاوى هم ما بين حساد واقزام او جهلة او اشخاص لا يفهمون شيئا في السياسة . لكن هذا هو الطريق الصحيح لمواصلة التكليف وابراء الذمة واستعادة الحقوق ، اما البكاء على الاطلال والتظلم والتفجع فهو أمر مضر ، ونحن في عراق لا يحترم الضعفاء ، وفيه الحقوق تؤخذ ولا تعطى ، وفيه القوي يزيح الضعيف ، الجلادون القدامى يحتلون الواجهات وينعمون بالامتيازات ، والمجاهدون يبكون على الاطلال ، وبكاؤهم لا يزيدهم الا صغارا في عيون شعبهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الكريم
2013-02-15
للاسف ليس فقط رأي انا الذي اكتب ولكن اراء الكثيرين بأنكم ضيعتم ماضيكم عندما تناسيتم شهدائكم وعوائلهم فنحن منذ سقوط الطاغيه ولحد الان لم نرى منكم غير الشعارات والاقوال ونئيتم بنفسكم عن الكثير من جذب الشباب وخصوصا ذوي الشهداء ولكن بوجود القيادي (العامري) وهذا رأي قد تصحح الامور مستقبلا ورجاءا ليصبح دوما اكبر همكم عقيدتنا وكل مايمس بشيعة العراق حتى لو على حساب فقدانكم لبعض الوجوه(المسخ) من اهل الشيطان(السنه الملعونين)
سید محمد
2013-02-15
سلام علیکم...الذی لا یحترم شهداوئه ولا یسال این هم من تعوق وکیف هی امورهم وکیف یعیشیون وجاعل کل الامور بید مجموعه امثال سید وهب والقصاب وغیرهم تتصور سوف ینجو من سخط الله سبحانه ومن عدم رضی امام زماننا علیه ..فلا یتوفق من اذانا لا والله وسوف یعیش فی الذل والهوان ..والا هی بدر وما ادراک ما بدر .هل تعیش قحط الرجال..وهذا مقالک متاخر جدا ..یا ابا حیدر الفاطمی .
الدكتور شريف العراقي
2013-02-15
بدون قوة الاحترام يقل من قبل الناخبين فعل البدريين ان تعود قوتهم بعد غياب غير مبرر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك