المقالات

حسين ناصرية بين الحرمان والحرامية

821 01:44:00 2013-02-15

واثق الجابري

كثيرا ما يصطدم الانسان كل يوم بالمواقف التي لا تؤجل الدموع لحظات ولا يستطيع ان ينساها , شعب ولد على طبول الحروب وحياة الترهيب والحرمان والعوز اصبحت السياسة حديثه في كل مكان , فلا يتردد احد من الحديث في سيارة او مناسبة واول ما يريد ان يقول يفرغ كل همه عندك , سائق التكسي اصبح من رواة الحديث ومحلل سياسي ومن اصحاب تجارب الحياة يبادرك هموم السياسة والشارع ويستعجل عليك بالمأسي , نوزاد اوصلني من الباب المعظم الى الباب الشرقي بطريق لا يستغرق مشياّ اكثر من نصف ساعة قطعناه بساعتيت لكثرة الازدحامات , ولكننيي لم اتصور ان اكون بهذا الموقف الذي لا انساه طيلة حياتي حينما شاهدت شاباّ وعلىى ملامح وجهه سمرة الجنوب يجوب بين السيارات حاملاّ على ظهره بيده الوحيده كيس كبير من ( الكلينس ) يتوسل اصحاب السيارات العالية و( الكروش ) الكبيرة ولا احد يفتح له نوافذ السيارة الرباعية الدفع , مد يده على نوزاد واجابه لا احتاج عندي , قال أتوسل إليك ان تأخذ واحدة وابكاني وابكى نوزاد حينما قال ( أبوس ايدك ابوس رجلك ) , لقد انهمرت دموعنا ونزلنا لنقبل ذلك الشاب لدقائق ورجل الامن ينادي ( تحرك تحرك ) سألناه من اين مدينة انت قال يكفي ان اقول انا ( حسين ناصريه) اخ لشهيدين ويدي قطعها الارهاب لم تبقى سوى هذه اكسب بها رزقاّ لعائلي ووالدي ضريران اسكن في فندق لا تسكنه الصراصر , ( حسين ناصرية ) جسد الجنوب وكشف عن غبار الظلم والحرمان واوضح الفرق بين المحرومية والحرامية ولم تلطخ يده بالدماء ولم تمتد للمال الحرام والمال العام ترك مدينته يبحث عن رزق , مثل التهميش والحرمان والنسيان ونكران الجميل مثل ميسان والناصرية والسماوة والديوانية , مدن ظلمت من السياسات السابقة ولا تزال تتقدم قوائم الحرمان ومواردها البشرية هائلة عاطلة ومعملها معطلة وواقع زراعي مقوض لا تجني الا التلوث البيئي من صناعة النفط المعقدة على ارضها ويدفعون صحتهم ثمناّ بأمراض سرطانية وتشوهات خلقية وتتراوح نسبة المحرومية فيها ما بين 48% - 56% ومعظم سكانها كانوا مطاردين وسجناء سياسين وعسكرين برتب قليلة واليوم متقاعدين , ذي قار تعد رابع محافظة من حيث تعداد السكان بعد ان احتضنت اهالي البصرة وميسان ايام الحروب العبثية , شبابها مهاجرين خارج البلاد وفي المدن الاخرى وهي طاردة لسكانها , البطالة تطاردهم وذي قار لم تحضى من حصتها من جولات التراخيص النفطية فقد حصلت على واحدة بينما البقية على عدة عقود , مأساة كبيرة وقرى اندثرت فمات نخلها وتحولت ارضها الزراعية الى صحراء قاحلة وبعد ان وصل على اكتافها الكثير من الحرامية وبدماء ابنائها بقيت مدن مهجورة وكأنها اطلال درست

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-15
أموال الجنوب يأخذها الأعداء المتظاهرون حاليا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك