عبدالله الجيزاني
قبل اربع وثلاثون عام هبطت طائرة في مطار طهران،نعم كثير من الطائرات في العادة تهبط في المطارات لاغرابة في ذلك،الا هذه الرحلة ففيها حلم سكان الارض وغاية الانسان،هبوط هذه الطائرة كان اعلان لحرب لن تنتهي ولم تنتهي ضد كل مالا يمت للإنسان بصلة،انها رحلة الإنسانية نحو إنسانيتها المشوهة،رحلت الفقراء والمهمشين والصالحين في الارض لتشكيل دولتهم التي ترنوا لها الابصار،وتهفوا نحوها الافئدة،لتكون منطلق للتمهيد لقيادة العالم نحو دولة العدل الالهي التي ستحكم الارض بقيادة بقية الله في ارضه،تلك هي الطائرة التي انطلقت من باريس لتصل طهران لتهبط على مدرج مطار كان كل مافيه مفخخا بمتفجرات الموت لغرض اغتيال قائد الحلم، وكان بأنتظار القائد ملايين لم يشهد العالم لها مثيل وكلها عقدت النيه على حماية القائد بكل الوسائل وابسطها الجود بالنفس،اذن هوتغيير منهج للحياة بكل مافيها من حرمان وبؤس وفقر وشقاء،والا مامبرر كل هذا الاندفاع نحو رجل لايملك الاقوة الايمان بالباري...؟ واحادية الخيار ننتصر اونموت!هبطت الطائرة وكان كل من في المطار يفقد القدرة على التماسك حيث فالقلوب هجرت اماكنها الى حيث الطائرة،كل القلوب وقفت تحت الابواب تنتظر فتحها ليخرج منها انسان ككل البشر الافي معرفته لله وبالعزيمة والقوة والتضحية وكبر وسمو الاهداف،لحظات كأنها دهر وطل القائد الحلم ملوحا بكفيه الطاهرتين الى الموج البشري الذي غطى ارض المطار ومحيطها،لقد عاد روح الله الخميني الموسوي ليبدا عصر جديد في حياة شعب ايران وشعوب الارض قاطبة،ومع اول خطوة على ارض مطار طهران شعر بثقلها الطغيان والاستكبار والهمجية والاستلاب والتهميش والسرقات والتسلط بالم ربما لم يمر به على مر تاريخه في كل ارجاء المعمورة،وشعر المكبلين وفي كل ارجاء المعمورة بتراخي القيود عنهم،ففي لبنان دق جرس البداية،بداية التحرير والانتصار،وفي فلسطين بدأت خطوات المعادلة ترتبك،وفي العراق اهتز النخيل رفضا وتمردا على السلطان،وفي افريقيا بدأ الجوع ونهب الثروات يتململ،انها خطوة الواثق بنصر الله وتسديده،وخطوة من عاش المعاناة والالم بكل انواعه،لينتصر واي انتصار انه يتربع على عرش بلاد فارس بكل مافيها من تاريخ وثروة، مثل هكذا منتصر عليه ان يجلس على العرش بخيلاء وتفاخر،ويتحدث بلغة المستحيل لانه حقق شبه المستحيل،لكن هذا المنتصر خرج من المطار بين الناس ليدخل وكلهم معه في بيت من الطين واول خطوة يجدد الوضوء ليؤدي صلاة الشكر ويبشر الانصار والشعب ان استعدوا للبلاء! ان استعدوا لتسفك دمائكم على يد الانحراف كله لتحرير كل المستضعفين في الارض لتعلوا تكبيرات المحلقين حوله طاعتا وفرحا وعهدا على السير خلفه الى كل مايريد،ألم نقل ان هذه الرحلة تحمل شبه المعجزة! فشعب يخرج من نير الظلم والطغيان يكون طموحة الحرية والرفاه!فأذا بقائده يبشره بالموت والقتل والبلاء...!وفعلا لم يلفظ الشعب انفاسه بعد ولم يتخلص من تعب الثورة ولم ينتهي الحزن على قرابينها،ليحرك الاستكبار احد ادواته في المنطقة وبأموال ابناء المنطقة وبدعم لامحدود من العالم من اقصاه ليشن حرب ظالمة على الجمهورية الفتية التي كما اسلفنا خرجت لتوها من مواجهة من نوع اخر مع نفس هذا العالم الذي يتنفس الظلم والبغضاء للانسان كأنسان فقط،تنتصر ارادة الحق والحقيقية ويشع نورها ليصل الى لبنان وفلسطين وتهتز عروش الطغيان في الربيع الاسلامي الحالي،وتستمر مسيرة الثورة لتمتلك ناصية العلوم كلها بخطوات كل مافيها صعب على العقل القاصر ان يستوعبه،انها ثورة الانسان لاجل الانسان فحق لكل من سار بنهجها ان يواصل فهو بلاشك منتصر...
https://telegram.me/buratha