حيدر عباس النداوي
لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه الأمور على ارض الواقع من ردات فعل لمتظاهري المنطقة الغربية والجهات المشرفة والقائدة والداعمة لهذه التظاهرات بعد فشل دخولهم الى بغداد محررين وليس فاتحين لان الأمور لن تتوقف عند حد هذا الفشل بل سيستمر مهرجان التظاهر والاعتصام وسيستمر عنصر المفاجئة والمطالبة بتحرير بغداد وما بعدها وقد تتخذ هذه التظاهرات مسار العنف والمواجهات المسلحة والاستهداف الطائفي وعليه فان كل الاحتمالات واردة.ويكمن السبب بصعوبة التكهن بالخطوة القادمة للمتظاهرين هو عدم وجود قيادة حقيقية لهؤلاء وارتباطها بأجندات خارجية واختراقها من قبل التنظيمات الإرهابية وأيتام البعث ألصدامي واجتماع هذه العناوين لا يفرز بكل تأكيد غير العفونة والمطالب غير المنطقية لان تتداخل هذه العناصر يجعل من الصعوبة التوصل الى حلول حقيقية وواقعية وهذا ما كشفته الأسابيع الماضية من عدم التزام المتظاهرين بحق التظاهر السلمي وعدم وجود تعاطي وتجاوب مع ما قامت به اللجنة الخماسية من تنفيذ لعدد من مطالبهم من قبيل إطلاق سراح السجناء والسجينات وإحالة عشرات الآلاف من البعثيين على التقاعد وإعادة أملاك البعثيين التي نهبوها من أموال الشعب العراقي إليهم وتخفيف قانون المسائلة والعدالة والعمل على إلغاء قانون الاجتثاث وغيرها من القوانين والمطالب التي تعمل الحكومة على تنفيذها من خلال اللجنة الخماسية المشكلة لهذا الغرض،كما ان هؤلاء المتظاهرين لم يتعاطوا بشكل صحيح مع دعوات المرجعية الدينية العليا في تنفيذ المطالب المشروعة والتي ألزمت الحكومة تنفيذها.. والحقيقة انه لولا المرجعية الدينية لكان لحكومة السيد المالكي تصرف اخر مع المتظاهرين الا ان التفكير بنفس طائفي من قبل قادة التظاهرات جعلهم لا يشكرون من يمد يد السلام اليهم وهذا المنهج في عدم الاعتراف بالجميل هو أمر مشخص أيضا.ان مطالب المتظاهرين المعلنة وغير المعلنة ،الدستورية وغير الدستورية لو تحققت جميعها لبقي في ساحة التظاهر من يطالب بإلغاء الدستور وإعادة العمل بقوانين مجلس قيادة الثورة المنحل وإشراك عزت الدوري في الحكم واعتبار صدام بطل الحفر والقذارة شهيدا للأمة الإسلامية ومنح نوطي الشجاعة لقصي وعدي على استبسالهم في مقاومة المحتل ومنح أولوية للتطوع والاستبسال لجيش القدس وفدائيي صدام واعتبار الشيعة أقلية لا يحق لهم حكم العراق وهذا هو المقصد الأول والأخير.ان ارتباط المتظاهرين بأجندات خارجية واختراقها"اي التظاهرات" من قبل أتباع تنظيم القاعدة وأيتام البعث المقبور جعل الكثير من شيوخ العشائر الاصلاء ورجال الدين الشرفاء وأصحاب المظالم الحقيقية ينسحبون ويبتعدون عن ساحات التظاهر بعد ان تبينت حقيقة التظاهرات والجهات التي تقودها وان أمر السيطرة عليها من قبل هذه المسميات أصبح مستحيلا. ان فشل اجندات المتظاهرين ومن يقف ورائهم في الدخول الى بغداد وتحريرها من اولاد المتعة واذناب الفرس المجوس لن تتوقف عند هذه المحطة بل ان هذه المحطة هي بداية الاستهداف واشعال نار الفتنة الطائفية ولهذا فان على الحكومة وعلى قادة الكتل السياسية وعلى اكثرية ابناء الشعب العراقي الاستعداد والتهيء لان في الاستعداد والتهيء حياة ولان القوم قد قرروا تنفيذ ما رسم لهم حتى لو تم تنفيذ المطالب المشروعة ،وهو اعادة المعادلة الى ما كانت عليه قبل عام 2003 فهل يحدث هذا ام ان اكثرية ابناء الشعيب العراقي ستقول كلمتها وتتمسك بحقها وبمشروعها وتعيد المعتدي الى جادة الصواب.
https://telegram.me/buratha