صكر محمد عكاب
إن أبناء الشعب العراقي في أعالي "نهر دجلة" وفي المدن التالية: هيت, كبيسة, خان البغدادي, آلوس, بروانه, الحقلانية, حديثة, فحيمي, عنه, راوه, العبيدي, الرمان, الكرابلة, الدور, العوجة, ثم القائم.
المدن المذكورة أعلاه تمتاز بالهدوء والاستقرار؛ في خضم ما يجري من أحداث ومشاكل في العراق؛ ولم نسمع عنها الكثير وتكاد لا تذكر في نشرات الأخبار ولا في الصحف المحلية! وهي شبه مهملة في الإعلام.
عرف أهل هذه المدن العراقية في أعالي النهر باهتمامهم بالثقافة والعلم ولقد برز من أهلها الأدباء والشعراء ورجال دين معتدلين وشخصيات سياسية على طول تاريخ العراق؛ الحديث خاصة.
كما عرف أهل تلك المدن بالمحافظة على كرامتهم واستقلال شخصياتهم وإخلاصهم للوطن حتى أنهم لم ينجرفوا في مجاميع المنجرفين في المدن الأخرى في تلك المنطقة مثل أبناء محافظة الرمادي والمدن الأخرى التابعة لها والذين جندوا أنفسهم لخدمة نظام صدام وعصابته وكانوا جزءا مهم منه وساهموا في اضطهاد بقية الشعب العراقي وتنفيذهم لكل أوامر "صدام" وعصابته في قمع المواطنين والاستيلاء على مقدرات البلد وثرواته وتقاسموها مع عصابة المافيا الصدامية.
لذلك كان أبناء تلك المدن المذكورة أعلاه مصدر قلق وخوف لنظام صدام وعصابته فشملهم غضب صدام وتصدى للكثير من أبناءهم وزج الكثير منهم في السجون والمعتقلات وأبعد القسم الآخر من دوائر الدولة ومؤسساتها.
واليوم نرى أبناء تلك المدن العراقية الأصيلة قد نأوا بأنفسهم من الانخراط في صفوف المجاميع السياسية المتناحرة والمتقاتلة والمساهمة في مؤامرة تقسيم العراقي وتمزيق وحدته الوطنية وإفشال العملية السياسية الديمقراطية في البلد, فلم نسمع أو نرى أي تظاهرات في تلك المدن ولا أي نوع من الاحتجاجات أو المطالبة بشيء ما وربما يسلكون بحكمة طرقا سلمية هادئة لمحاكاة السلطات العليا وطرح مقترحاتهم وتقديم خططهم لتنمية وتطوير مدنهم الهادئة المسالمة التي يسعون إبعاد الأذى والإساءة عنها بهذه الطريقة الحضارية المتميزة لأبناء تلك المدن الجميلة على شواطئ نهر "دجلة" الخالد.
المجد والخلود والنماء والاستقرار إلى تلك المدن وأبناءها الذين يتمتعون بوعي راق وثقافة متميزة؛ كما نرجو من أبناء المدن الأخرى في تلك المحافظة الإقتداء والتنور بمسيرة أبناء هيت, كبيسة, خان البغدادي, آلوس, بروانه, الحقلانية, حديثة, فحيمي, عنه, راوه, العبيدي, الرمان, الكرابلة, الدور, العوجة, القائم. مع تحيات الشعب العراقي وتقديره لمواقفكم النبيلة.
https://telegram.me/buratha