المقالات

الابنية المدرسية القديمة ... النتائج والأسباب

362 09:22:00 2013-02-16

اياد كاظم الناصر

في مدينة تعتبر من اغنى البلدان في العالم تتفاجئ لأول وهلة وأنت تشاهد مناظر الخراب والدمار وحالات الفقر وانتشار الاوبئة والأمراض ، لكن تبدو هذه المشاهد اكثر من طبيعية عندما تعلم ان هذه المدينة تعرضت للحروب والإهمال والتهميش والنسيان ... انها مدينة البصرة هذه المدينة التي تغفو على اكبر ثروة طبيعية وهبها الله اياها وتحولت فيما بعد الى عبئ على اهلها وناسها .الواقع التربوي في هذه المدينة حاله حال القطاعات الاخرى عانى من الضياع والإهمال وعدم الاهتمام الامر الذي جعله يحتل المراكز السفلى من حيث الاولويات .وعلى طول مدينة البصرة وعرضها واقضيتها ونواحيها لاتزال هناك المئات من البنايات المدرسية القديمة والتي يعود تاريخ انشائها الى عشرات السنين ولاتصلح ان تكون مدرسة تربوية تعليمية ، لأنها تفتقد لأبسط المقومات ... فلا ماء ولاكهرباء ولاهواء مناسب ولامقاعد دراسية ولامناهج مكتملة ... هذا الواقع المتردي اثر سلبا على العملية التربوية بمجملها ، فإضافة الى عوامل اخرى سياسية منها واجتماعية ، تعرضت بسببها العملية التعليمية الى هزات عديدة وتحولت هذه المهنة السامية الى مهنة للبؤس والشقاق.ومع زيادة النمو السكاني في مدينة البصرة وتحسن الواقع المعيشي اصبحت هذه المدينة بحاجة ماسة الى ابنية مدرسية تستوعب الكم الهائل من الطلبة الملتحقين حديثا الى مقاعد الدراسة ، مما انعكس سلبا على عملية التعليم ... فاغلب المدارس القديمة تفتقد الى وجود الخدمات ولاتستوعب الاعداد الهائلة من الطلبة والتي وصلت الى اكثر من (60) طالبا في الصف الواحد ، كما يحدث الان في بعض المناطق الشعبية .وتحتاج العملية التربوية في مراحلها الاولى (الابتدائية) الى محفزات تدفع التلميذ الصغير الى التعلق بمدرسته ومعلمته او معلمه لخلق حالة من الاستقرار الذهني والنفسي ، وتدفع هذه المحفزات الطفل الصغير الى الابداع في مواده المدرسية من جهة ، وفي الامور الاخرى كالرياضة والفنون من جهة الاخرى ، وتتكون هذه المحفزات من خلال البناية المدرسية الحديثة ، والوقت الكافي للمعلم من اجل زرع ثقة التلاميذ به ، اضافة الى وجود الانشطة المكملة للعملية التربوي كالأنشطة اللاصفية مثل المخيمات الكشفية والمهرجانات الرياضة او المسرحية وغيرها الكثير ، وهذا مانفتقده اليوم في اغلب المدارس الحكومية الامر الذي اسهم كثيرا في تراجع المستوى التعليمي للتلاميذ ... ولانتفاجئ اذا سمعنا او شاهدنا طالبا تجاوز المرحلة الابتدائية ولايستطيع كتابة اسمه .ونتفاجئ اكثر ربما لو عرفنا ان هناك العديد من المدارس التي تتكون من القصب وجذوع النخيل في بعض المناطق النائية ، ومناطق لاتوجد فيها مدارس اصلا مما يقتضي على التلاميذ او الطلبة قطع مسافات طويلة للوصول الى مناطق اخرى ، بل الاشد من ذلك هناك مدارس في مركز محافظة البصرة لاتوجد فيها مقاعد دراسية ويجلس التلاميذ على الارض ولساعات طويلة من اجل قضاء الحصة الدراسية المقررة .هذه الظواهر والحالات التي يمكن ان تصنف بأنها (خطيرة) يقتضي التوقف عندها ووضع الخطط والدراسات الكفيلة بالقضاء عليها ... لأننا مهما عملنا وتقدمنا نبقى في مكاننا بل نتراجع خطوات وخطوات الى الوراء مالم نتمكن من دفع العملية التربوية الى الامام لأنها (اي العملية التربوية) شريان الحياة النابض وسر التقدم والازدهار لأي بلد من البلدان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك