نور الحربي
للازمة شجون ولمن يريدون الحديث عنها وعن حلولها وهي متاحة قطعا ان يتكلموا بلسان العاقل المدرك فالعراق مر بمراحل متعددة وواجه مشروعه السياسي تحديات على مختلف الاصعدة ومن مختلف الاتجاهات لكن الغريب ان كل المعنيين بالازمة على الغالب لا يستفيدون من الدرس ويبتعدون عن فهم الحقيقة لارضاء نزواتهم فمنهم من يسير باتجاه الازمة ظنا منه انه بذلك يضمن مصالحه بينما يسير اخرون تحت ضغط معين فيمثل دور البطل المغوار معتقدا انه يفعل الصواب بالهروب الى الامام تحت تاثير الخوف والاحتماء بهذا الشارع على حساب الوطن بينما يقف الوطني المخلص موقفه الشجاع ليقول كلمة الحق ويبصر الطرفين بان الحل في الحوار ويحذر من وقوع الكارثة بوصفه يمتلك الرؤية والقدرة على مواجهة المشكلة ,وهذا مادعا اليه السيد عمار الحكيم بمطالبته المتظاهرين إلى تجنب أي خطوات تصعيدية تسيء إلى سلمية الاحتجاجات مع التشديد على عدم الإساءة لأي شخص والتعامل مع هذه المطالب بما تمليه عليهم المصلحه العليا للبلاد فضلا عن عدم إعطاء المجال للمتشددين الذين يحاولون دفع الأمور الى خارج دائرة الانصاف ان كانت هناك حقوق ضائعة تستحق المطالبة ان هذه الدعوة قائمة كما اسلفت للجميع وفي مقدمتهم علماء الدين والسياسيين وشيوخ عشائر المنطقة الغربية والشمالية في تحمل مسؤولياتهم الوطنية لمنع حصول حساسيات وتصعيدات تستهدف امن العراق وقد تقود الى ما لايحمد عقباه خصوصا ان الامور لازالت في دائرة الحل وان التعقيد الذي ينوي البعض فرضه لمنع أية محاولة للتقارب لن يزيد الاطراف المتنازعة الا بعدا وسيسهم في تعقيد المشهد اكثر فأكثر ان اذعنوا له , لذا فان على الاصوات الخيرة ان ترتفع من اجل تحقيق هذا المبتغى . فالتظاهرات التي يرى فيها هولاء طريقة للتعبير عن مطالبهم بطابعها السلمي هي من تجعل هذه المطالبات امرا ممكن التعامل معه تحت سقف الدستور والقانون طبعا بينما الهستيرات الاخرى والدفع باتجاه المواجهات هو عين ما يحذر منه لانه سيقود الى استفزازات يتمناها البعض وهولاء البعض ممن يتربص ويريد ان تسير التظاهرات الى نهاية تتيح له التدخل وركوب الموجة. ان السلمية وهي الخيار المتاح في ظل هذه الاوضاع ولا شيء اخر غيرها سيجنب بلادنا الحلول الأمنية والنعرات ومع اعلان قادة التظاهرات تبنيهم لهذا الخيار فاعتقد ان القادم سيكون باتجاه الحل مع الانتباه ان الاصوات التي ترتفع باتجاهات بعيدة عن السلمية لابد من ان تسكت وتتوقف عن الارتفاع للمضي قدما في الحل , في الجانب الاخر لما تضمنته رؤية السيد الحكيم فعلى الحكومة ولجانها الوزارية المكلفة بمتابعة مطالب المتظاهرين ان تسرع في انجاز بعض الملفات رغم ان جهودها التي اثمرت عن وضع حلول لبعض المسائل والمطالبات كانت محل اشادة وترحيب كما ان على الحكومة ان تزيل الغموض وتشرح ما تقوم به من إجراءات خدمة للبلاد لتتجاوز هذه الاوضاع التي ان طال مداها فانها ستؤثر على المواطن العراقي وستكون لها تداعيات مستقبلية على مسيرة حياته اليومية. اذن الحل ان يعمل هذا الطرف المتظاهر ويتقدم خطوة الى الامام وتعمل الحكومة بوصفها المستهدفة في موضوع التظاهرة وتتقدم خطوة ومن ثم يتدخل العقلاء من وجاهات ورجال دين واطراف سياسية ويضعوا تصورا موحدا عما ينبغي فعله لتتضح الصورة اكثر ويزال سوء الفهم وتبدد الظنون, بغير هذا اعتقد انه سيطول بنا المقام وسننقسم مجددا ولن يكون هناك حل لا لهذه الازمة ولا لغيرها وهو ما اراد قوله السيد الحكيم في ملتقى الحكمة الاسبوعي الذي اطل علينا من جديد حاملا رسالة تطمين لجميع الاطراف مفادها ان قوتنا في وحدة كلمتنا والتنزل لبعضنا دون تتبع العثرات والاتجاه بالعراق الى مجاهيل يريد اعدائه منها النيل منه ومن وحدة كلمة ابنائه .
https://telegram.me/buratha