المقالات

عقلية أدارة الدولة

657 23:51:00 2013-02-16

حيدر حسين الاسدي

خلال جولتي اليومية في تصريحات الساسة وإفرازات الأزمة وما يصدر من هنا وهناك تذكرت شخصاً غُيب عن الإعلام ولم نسمع عنه شيء ، ونسي في زحمة الأخبار والبيانات وكأنه لم يكن له موقع ومقام ودور في هذا البلد انه فخامة الرئيس "جلال الطالباني" الذي ابتعد عنا بسبب المرض ودخوله المستشفى اثر جلطة دماغية مفاجئة جاءت بعدها اعراض مرض خطير اصابة الجسد السياسي العراقي وأربكت المشهد ليدخل في صراع كبير لا تقرأ ملامح الحل فيه بالقريب العاجل خصوصاً وان سقف المطالب للمتظاهرين بدأ يتصاعد وبدأت دوائر المخابرات الإقليمية ورجالات الأزمات العربية تدخل بصورة علنية على خط التصعيد محاولين ان يستنسخوا المشهد السوري في العراق ويستعيروا تسميات أيام الجمعة منها وصولاً الى حد المواجهة والاقتتال المسلح وتحقيق هدف التقسيم الذي يسعون اليه.فتصاعد الأزمة وتولد التشنجات من هذا الطرف أو ذاك وضرب المصالح واستغلال الثغرات القانونية أصبحت سمة من سمات الحكم والمسؤولين في العراق وأصبحنا نشاهد عنتريات وتهديدات وسياقات جديدة في إدارة الدولة لا توحي للمراقب البسيط ان بعض من يمسك بزمام الفصل يمتلك مؤهلات الحكم فالعقلية السائدة لدى المتصدين للمشهد الحالي سواء في المراكز التنفيذية او التشريعية او من يمثل الحلقات الضيقة من المستشارين والمتحدثين يتعاملون من الوضع تعامل أشبه ما يوصف بالعشائرية والصراع بين إفرادها "مع احترامي الشديد لهذه المؤسسة الاجتماعية المهمة والفاعلة في العراق" لكن حكم الدولة والشعب بتنوع طوائفه لا يمكن ان يقارن بحكم أفراد العشيرة الواحدة وسياقات الحديث والطرح فيها .فكيان الدولة ومستلزمات قيادتها تحتاج الى رؤية سياسية بعيدة المدى وحسابات مستقبلية تدرس بعناية ليمكن التنبؤ بنتائجها وتحركاتها قبل وقوعها وهذا لا يقع ضمن مسؤولية رأس الهرم القيادي فقط بل هو ضمن مسؤوليات جيش المستشارين والمقربين وأصحاب البحوث الإستراتيجية الذين لهم الصوت المسموع في أذان اصحاب القرار في البلدان الديمقراطية.لكن الوضع في العراق مختلف تماماً عن سياقاته الصحيحة فنجد التقاطعات بين مراكز التشريع والتنفيذ مستمرة وقادة الكتل الذين انتخبوا ليمثلوا الشعب ويديروا استحقاقاته متخاصمون لا يقبل احداً منهم التنازل للاخر وكأن المسائل الموجودة هي مسائل شخصية ومن حق هذا الطرف أو ذاك الزعل والخصام مع الأخر وتبقى مصالح البلد مرهونه بلقاء المتخاصمين ومتى يجتمعون وينزلون عن عروشهم العاجية.ان ما نحتاجه هو وعي وإدراك للمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع والشعور ان ما نديره اليوم هو دولة بمؤسساتها والتزاماتها وحرفية ادارتها وعقلية المعارضة والتشكي والتشكيك قد غادرها السياسيون منذ 10 سنوات وهم اليوم يمسكون الجهاز التنفيذي والتشريعي لدولة العراق بكل ما تحمله المفردة من معاني والتزامات .أن الشعب الذي يمثل الضحية الأكثر دفعاً لضريبة التقاطعات والمصالح الحزبية بين الكتل تقع عليه مسؤولية الالتفات حول قياداته المعتدلة والملتزمة بنهجها الذي يمثل نهج المرجعية الدينية والتي تدفع نحو الحوار والحل للمسائل والإشكالات وتلعب الدور الايجابي فيها وتعيد لحمة التحالفات الإستراتيجية بين مكونات الشعب العراقي ليأخذ كل منها دوره في بناء البلد الذي تأخرت عجلة نهوضه كثيراً في ظل أزمات متتالية نتمنى ان تختم قريباً.وعَوْداً على بَدْء الى صحة فخامة الرئيس الذي يتطلع ابناء الشعب لسماع أخبار جيدة عنه وعودة سريعة للساحة السياسية العراقية التي عانت بمرضه فراغ كبير للشخص الجامع لكل الإطراف وجعلت سماحة السيد عمار الحكيم في موقف لا يحسد عليه بتحمله العبء الأكبر في تقريب وجهات النظر وسط تصاعد الأصوات المتقاطعة وضجيج الرافضين للحل مما جعله محور التقارب الذي يعول عليه المواطنين للخروج برؤية متوازنة تعيد الوضع العراقي الى ساحل الامان والسلام ، تمنياتنا ان يوفق قائد المجلس الاعلى ورجالاته بالوصول الى حلول ناجحة واخراج البلد من ازمته وان يتكلل الرئيس الطالباني بتاج الصحة ويعود سريعاً الى عملة ومنصة الرئاسي كحامي للدستور ومدافع عن تطبيقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك