الشيخ حسن الراشد
التصعيد الامني يرافقه التصعيد السياسي من خلال الامور التالية :اولا: زيارة النجيفي الى الدوحة وبعجالة ومن دون اي دعوة رسمية لها من الابعاد ما يكفي بالقول ان هذا الشخص ومن خلال زيارته لدويلة قطر وظهوره على قناة العهر الجزيرة ولقاءاته السرية بامراء الحرب والارهاب في ذلك البلد قد بدأ تصعيدا سياسيا وفقا للاجندة القطرية التي كانت قد خططت للمتظاهرين الاستمرار في غوغائهم وفوضويتهم حتى خمسين يوما وبمبلغ خمسين مليون دولار اي معدل مبلغ مليون دولار لكل يوم من التظاهرات والفوضى والتهديدات والعنتريات .. ولما انقضت الايام تلك او اوشك على الانتهاء فان المخطط القادم هو ان يتم التحول الى المرحلة الاخرى والتي حسب المخطط القطري تتميز بدموية وعنف كبير يحمل بصمة البعث والقاعدة المتحالفين في جبهة واحدة ضد المكون الاساسي من الشعب العراقي وبداوفع طائفية بحتة وخالصة ومن هنا ايضا جاء التصعيد الامني .
ثانيا : بعد ان فشل مخطط ما ادعوا بالزحف المليوني ـ كلهم من البعثيين واوباش القاعدة وعددهم لم يتجاوز عدد قرية في محافظة الواسط ! ـ نحو بغداد واجهاض مؤامرة اقتحام بغداد وبعد ان لمس زعماء الارهاب في الانبار وفي القائمة البعثية العراقية عزيمة ثوار بغداد وابناء المقابر الجماعية في سحق رؤوس الارهاب والارهابيين واستعدادهم لفتح ابواب جهنم لهم على اسوار العاصمة توجهوا نحو المفخخات وخفافيش الليل بتنفيذ عملياتهم الجبانة بحق الابرياء والمدنيين الفقراء وسط الاسواق والمناطق السكانية ورأينا كيف ان تلك المفخخات ضربت مناطق عديدة في بغداد في وقت واحد تزامنا مع زيارة النجيفي الى الدوحة وتوسله بالخطاب الطائفي في نشر الفتنة والتحريض على الارهاب من على انجس منبر اعلامي عرفه التاريخ الحديث والقديم اي قناة الجزيرة او البعيرة او الخنزيرة! اوسموها ما تشاؤون! .
وفي هذا السياق لم يغب عن بال اكثر المحللين والمراقبين السياسيين ربط التفجيرات الاخيرة هذا اليوم ـ 17 فبراير 2103 ـ بفشل مشروع الدول الاقليمية في الزحف على بغداد للانتقال الى مرحلة التصعيد الامني حيث بعد ان فشلوا في الزحف توجهوا نحو التفجيرات والاستعانة بخفافيش الليل .
النجيفي ليس الا العوبة واقالته من منصبه قد لا يقدم ولا يؤخر شيئا مما هو مخطط للعراق ويراد تنفيذه بايدي داخلية ومن داخل العملية السياسية ‘ يذهب النجيفي ويأتي من هو العن منه وهذا هو ديدن من لم يقتنع لحد هذه اللحظة بان العراق قد تغير وان زمن حكم الحزب الواحد او الاقلية الوحدة قد انتهى وان العراق اليوم تقوده صناديق الانتخابات لا "مجلس قيادة الثورة" ولا "عشائر تكريتية " او "عوجوية" ولذلك من الافضل وان تمت اقالة النجيفي المتورط مع الارهاب وله ضلع في التصعيد الامني كبقية رفاقه في القائمة العراقية وفي الحزب اللاسلامي فان انتخاب شخص اخر لرئاسة البرلمان يجب ان لا يخضع للمحاصصة الطائفية ولا القومية بل لاختيار حر يتوجه النواب بانفسهم للترشيح والانتخاب الانسب والاصلح .. والا فما معنى ان يقوم رئيس برلمان لدولة مهمة في المنطقة متذللا لدويلة صغيرة وقزمة كي يجري مع احدى فضائياتها مقابلة تلفزيونية !! هذا اذا سلمنا وافترضنا ان التبرير الذي ساقه لزيارته المفاجأة للدوحة صحيحا رغم اننا على يقين ان هذ المدعوا النجيفي يكذب وان الهدف من الزيارة هو التنسيق عن كثب مع الجهات الامنية القطرية للانتقال الى المرحلة التالية في التصعيد الامني والسياسي في العراق ..
ويبقى امر اخر لابد من التفكير بجدية فيه من قبل القيادات والاطراف العراقية المشاركة في العملية السياسية وهو الدور القطري الخبيث في العراق ودعمه وتمويله للارهابيين وكيفية مواجهة هذه الدويلة الارهابية ولا اعتقد ان هناك صعوبة لافشال هذا الدور الخطير الذي تلعبه الدوحة في المنطقة حيث هناك بعدين مهمين يجب التحرك عليهما لوقف الاقزام عند حدودهم والا فانهم سوف يتمادون حتى الاخير ولحين تتحقق اهدافهم الدنيئة :
البعد الاول: التحرك على المستوى الاقليمي والدولي لغرض ممارسة الضغوط على حكام قطر المجرمين خاصة وان هناك بوادر لتقبل ما تقوم به قطر في دعم الارهاب وتمويل المتطرفين في تنظيم القاعدة خاصة بعد التصريحات الفرنسية ضد دور قطر السلبي في احداث مالي ودعمها لجماعة انصار الشريعة التابعة للقاعدة ‘ بمعنى ان المجتمع الدولي سوف يستمع الى اي خطاب ويتقبل اي تحرك يشرح فيه دور الدوحة السلبي في احداث المنطقة وخاصة العراق وسوريا ودعمها للارهابيين بالمال والسلاح .. ونعتقد ان تشكيل لجان من شخصيات سياسية ومهمة ومن مختلف الكتل السياسية والتوجه الى المجتمع الدولي وخاصة في اوروبا وامريكا لشرح هذه القضية وكشف الحقائق وخطورة ما تقوم به قطر على الامن والسلم في المنطقة والعالم امر اكثر من ضروري.
البعد الثاني : التحرك الميداني والعسكري او العملياتي وهذا الامر يجب ان تقوم بها اطراف غير رسمية ليست لها علاقة بالدولة العراقية بل من مؤسسات المجتمع المدني .. هذا التحرك يشمل ارسال فرق صغيرة وعلى ظهر قوارب وسفن بل وحتى طائرات بلا طيارـ ان امكن الحصول عليها من دولة جارة او من السوق السوداء! ـ لشن عمليات عسكرية ضد منشآت النفط والغاز القطرية وتنفيذ هجمات صاروخية من على ظهر السفن والقوارب ضد المنصات النفطية والموانئ القطرية بهدف ردع هذه الدويلة والحاق اضرار جسيمة بها دون توقف بل الاستمرار في تنفيذ الهجمات حتى يتم وقف صادراتها من النفط والغاز ونعتقد ان العراقيين الشرفاء يملكون الامكانيات والقدرات لمثل هذه المهمات النظيفة والتي تدخل ضمن اعمال الدفاع عن النفس والردع للاعداء المتورطين في اعمال الارهاب والقتل .. بالطبع سوف يقوم هذا الطرف او ذاك في المنطقة بالاستنكار والتنديد فلا تعيروا لهم بالاهتمام بل استمروا في استهدافهم حتى تحقيق الاهداف واهمها تجفيف منابع دعم الارهاب!.وبغير ذلك فان التفجيرات والعمليات الارهابية وقتل المواطنين سوف تستمر وان دول اخرى لا تساوي حجم جناح بعوضة سوف تعمل فينا ذات الفعل ونحن لا نحرك ساكنا ولا نقوم بما يلزم للردع .
https://telegram.me/buratha