هادي ندا المالكي
غرقت بغداد من جديد ببحر من دماء الأبرياء الفقراء في احدث موجة من التفجيرات الإرهابية بالمفخخات والعبوات الناسفة بعد ان تم استهداف عددا من احيائها وخاصة الفقيرة وذات التركيبة السكانية الشيعية الخالصة في واحدة من حلقات الاستهداف والحقد الطائفي الذي لم ولن ينتهي وليستمر برنامج تأهيل الأرامل والأيتام من اجل إدخالهم الى نادي العشرة ملايين يتيم وأرملة بعد ان تجاوز الرقم الخمسة ملايين وبنجاح منقطع النظير.والمفارقة العجيبة الغريبة ان قائد ومؤسس جيش المختار واثق البطاط حذر قبل ايام الحكومة من تفجيرات ارهابية ستضرب العاصمة بغداد يوم الأحد تحديدا يقف ورائها تنظيم القاعدة الإرهابي وقد حدث بالضبط ما حذر منه البطاط والسؤال هو كيف عرف البطاط بمثل هذه المعلومات وهل ان اجهزة البطاط الاستخبارية أفضل من اجهزة الحكومة ولماذا لم تتخذ الحكومة واجهزتها الامنية الإجراءات الاحترازية ومنع وقوع مثل هذه التفجيرات وهل كان تجاهل الحكومة والاجهزة الامنية لتحذيرات البطاط عفويا ام كان من ورائه مقاصد سياسية وأجندات انتخابية ام ان ما حدث اليوم يمثل فشلا ذريعا.ان ما حدث اليوم في بغداد من استهداف للابرياء يمثل ضربة قاصمة للحكومة ولاجهزتها الامنية ويضعها بموقف المسؤولية المباشرة في تحمل تبعات هذا الاستهداف ويسجل في نفس الوقت فشل هذه الاجهزة وعجزها التام في تحمل او الشعور بالمسؤولية المضاعفة وكان الواجب الديني والاخلاقي والمهني يحتم عليهم اخذ التحذيرات على محمل الجد فان كانت تهديدات حقيقة عندها تكون قد اتخذت الاجراءات المناسبة ومنعت وقوع الحادث ونجحت في افشال المخطط الارهابي وان كانت التحذيرات غير حقيقية تكون قد قامت بواجبها وتحملت مسؤوليتها وهذا العمل هو جزء مهم من واجبها اليومي.ان عدم اخذ تحذيرات البطاط على محمل الجد من قبل القيادات الامنية يؤشر حالة من الفوضى وعدم الشعور بالمسؤولية والتهاون بدماء الابرياء من جانب واستغلال هذه الدماء والارواح البريئة من قبل الحكومة ومن قبل الاطراف المنفذة كملف وذريعة لضرب كل طرف للطرف الاخر وتحميله مسؤولية ما حدث من جانب اخر وهذا الاحتمال هو الاقرب للمنطق وان كان القبول به امر صعب ويتجافى مع الاخلاق والمنطق ولكنه حقيقة واقعة.ان الاجهزة الامنية وخاصة القيادات العليا تتحمل مسؤولية ما حدث مسؤولية مباشرة ولا تعفيها من تقصيرها اي تبريرات ويجب عليها ان تكون شجاعة وان تعترف بفشلها وتقدم استقالاتها واعتذارها لابناء الشعب العراقي لانها اخفقت بل انها علمت لكنها فشلت واذا كان البعض يجد العذر للقيادة الامنية العاملة بالوكالة في الخروقات السابقة فان اي عذر في تفجيرات اليوم يمثل خطيئة وجريمة اسوء من جريمة التفجير لان هذه الاجهزة علمت لكنها تجاهلت واخبرت لكنها تساهلت اما غباءا او لغاية في نفس القادة الامنيين.لو ان راعيا لديه قطيع من الاغنام واخبر بوجود ذئاب تريد النيل من نعاجه لما نام ليله ولمنع هذه الذئاب من الوصول الى خرافه حتى لو افتداها بحياته غير ان الوضع بالنسبة للعراقيين ودمائهم يختلف كثيرا لانها ارخص من دماء النعاج.
https://telegram.me/buratha