المقالات

سياسة غض الطرف

497 00:20:00 2013-02-18

عبد الكاظم حسن الجابري

يقاس نجاح اي حكومة في اي بلد في العالم بمقدار ما تقدمه من خدمات ومقدار احترامها للدستور وتطبيق الانظمة , وهذه هي الحالة المثالية والشفافة للتعامل بين المواطن والحكومة فبمقدار تطيق الدستور والقوانين النافذة في بلد معين بنفس المقدار ستكون ثقة المواطن بهذه الحكومة وان العلاقة بين الحكومة والمواطن هي علاقة الخدمة لا علاقية الاسياد .هذه الحالة التي تفتقدها اغلب الانظمة العربية وكل الانظمة الدكتاتورية في العالم لذا نجد الواقع التنظيمي لبلدان العرب واقع مزري حيث نجد ان هناك فئة منتفعة وهم اصحاب النفوذ السياسي ومقربي المسؤول واقربائهم وعوائلهم وطبقة معدومة تمثل المهمشين من الناس البسطاء وهذه المنظومة اوجدت حالة من البيرو قراطيه داخل المؤسسات الحكمية في تلك البلدان . ان مثل هكذا تصرفات تولد دكتاتوريات كبيرة تتحكم في مصائر وقوت المواطنين وكل امتيازاته وحقوقه وهذه هي الحالة السائدة التي كان العراق ما قبل 2003 يعيشها ولكن بفضل الله تعالى وبعد التغيير بدانا نتنفس نسائم الحرية وكنا نتوقع ان بلدنا سيرتقي الى مصاف الدول المتقدمة لما يمتلكه من إمكانات اقتصادية كالنفط وغيره وإمكانات بشرية في جميع المجالات وكان الامل يعقد على الكفاءات العراقية في الخارج وخلال عمر الحكومات العراقية ما بعد التغير وما عاشته هذه الحكومات من صراعات داخلية وارهاب وخارجية ومؤامرات دولية لم نر التطور الذي كنا نأمله وبدانا نلاحظ ان الحكومات المتلاحقة في العراق بدأت تتجه الى اتخاذ اجراءات تغير مسار الدستور وهو الوثيقة الاهم التي ترسم الصورة التي يكون عليها البلد.لقد كان الدستور واضحا في محاربة الفكر البعثي وتجريم كل من ساهم في إيذاء المواطن العراقي خلال الحكم البائد وشكل هيئة مستقلة لذلك سميت هيئة اجتثاث البعث التي تحولت الى المسائلة والعدالة بعد ضغوط خارجية من جهة وتوجه حكومي للحفاظ على السلطة حتى ولو على حساب الدستور .ان المفاجئ في الامر هو ما بدأ يترشح ويظهر على وسائل الاعلام ان هناك 25 الف شخص ما بين مدراء عامين وقادة وضباط في الداخلية والدفاع وقضاة وجامعين من البعثين لم يتخذ بحقهم اي اجراء وانهم كانوا يمارسون اعمالهم دون ان يقول لهم احد (على عينك حاجب ) كما يقال بالمثل .ان هذه السياسية هي سياسة اقصائية على اساس الولاء والطاعة والا ما تفسير ذلك حيث نجد الحكومة تغض الطرف عن جميع هؤلاء وتجتث بعض البعثين والذين قد يكونون ليسوا بذاك التأثير كهؤلاء ال 25 الف . ان سياسة الحكومة في هذا الاتجاه هي سياسة وتصرف خارج اطار الدستور ولا تمثل الرؤية الصحيحة للشعب العراقي لذا فأننا نرى انه من باب تطبيق الدستور يجب اجراء تحقيق فوري من قبل مجلس النواب في هذا الامر ويجب ان تحاسب الحكومة على خرقها للدستور العراقي والذي كان واضحا في تجريم حزب البعث المقبور

عبد الكاظم حسن الجابريالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-18
هؤلاء حكام يحكمون على أشلاء الضحايا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك