المقالات

متى يتعامل المجلس الاعلى بالمثل؟؟!!

546 11:28:00 2013-02-18

ابوذر السماوي

كلام كثير حول منهج المجلس الاعلى فبين مؤيد ومعارض مادح وقادح يبقى ذلك المنهج ثابت عنوانه الابرز هو التعامل مع الجميع ومخاطبة الجميع والتحاور مع الجميع والانفتاح على الجميع لذا فيمكن ان نميز خطاب المجلس الاعلى بانه حالة وسطية يعبر عنها دائما باداء متزن وذو مرونة عالية وحكمة في التعامل مع الازمات والخروج منها .هذا هو الجانب الابرز والذي لو احسن استخدامه من قبل حلفاء المجلس الاعلى لتغيرت كثير من الامور والاوضاع ولكان الحال غير الحال وهذا الجانب يمثل من يريد ومن يؤيد ومن يتعاطف مع المجلس الاعلى اما من يرى فيه الانبطاح وعدم المبادرة والاستقرار في السياسة والنفس الطويل وعدم الجدية او اللعب على كل الحبال وعدم الثبات على المواقف فهم من يتهمونه ويقدحونه ويلمزونه باقوى وجوهه ليحولوها الى نقاط ضعف .ولا يخفى ان اراء الاخرين مهمة وهي ربما تكون حقيقة الامر والواقع كما يراك الاخرين لا كما ترى نفسك لكن ماذا تعد نفسك كيف تروج لافكارك ما هو خطابك يبقى هو الاهم فمجرد ان تاخذ راي الاخرين بدون العودة الى نفس من هو معني فهذا لا يكفي فما يقوله المجلس الاعلى دائما بانه خط وتيار مرجعي يؤمن بقيادة المرجعية الدينية والالتزام باوامرها واتباع نهجها وعدم الخروج عن متبنياتها وبانه ملتزم بالخطوط الشرعية وهو مدافع عن حقوق الشعب العراقي ولديه رؤيا في العملية السياسية يختلف عن الاخرين فالايمان بقدرة الشعب العراقي وحقوقه وبالوحدة الوطنية والتداول السلمي والنظرة الاقتصادية مبدأ المشاركة في الوطن وان هنالك امور واقعية لايمكن تجاوزها باي شكل من الاشكال وخاصة في امور الانتماء الديني والعرقي والمناطقي وبان الجميع له حق في هذا الوطن ويجب ان تحترم حقوقه وحقوق الاخرين كما يجب الالتزام بالوجبات ..فمن كيفية التعامل مع المرحلة السابقة والتي يشترك فيها مع الجميع بانه يجب الاعتراف بحقوق المستضعفين وتضحيات المجاهدين وتعويض المتضررين من سياسة النظام البائد والحقبة العفلقية البغيضة ..ولو نظرنا الى كل هذه الامور فنجد ان المجلس الاعلى اعطى الكثير وضحى بالكثير من اجل تحقيقها كما بذل كل ما بوسعه بان يكرس هذه الاولويات ويدخلها في الدستور وان يضمنها فقراته كما مثل القدوة في الالتزام والمصداقية في العمل وتطابق القول بالفعل وضحى كثيرا من اجل ان يبقى كحالة خاصة في العراق يلتقي مع الجميع ولا يتقاطع معهم وان يبقي منطقة ومساحة للحوار والتفاوض والالتقاء من اجل لم الشمل وجمع الكلمة في سبيل انجاح المشروع .لكن ما يتبجح به من يلمز المجلس الاعلى بان المجلس هو طالب زعامه ويبحث عن المصلحة بغض النظر عن الطريقة وان المجلس الاعلى ضحى بحقوق الشيعة وساوم عليها من اجل الوصول الى مبتغاه وروج هذا الطرح حتى في احلك الظروف, وشنت حملة كبيرة على المجلس الاعلى واستهدفت قياداته ورموزه على طول الخط فمن الاخوان (وانه عميل للامريكان وانه يبحث عن الزعامة و..و..) اما من قبل الاخرين (بانه طائفي وهو صفوي وايراني وانه متشدد راديكالي يطبق اجندة خارجية ويحقق مصالح ايران و...و...) فسقطت كل هذه التهم وبانت الحقائق بعد ان انجلت اول سنة من بعد تلك الحرب الطويلة لاشك ان هذه الحرب نجحت في ان ابعدت المجلس الاعلى عن الواجهه وخيل للجميع بانه في عداد الماضي وراينا ماذا حدث بعد ان ابتعد المجلس الاعلى عن مصادر القرار (لانه لم يبتعد عن الساحة بقى يعمل )..اليوم وبعد هذه الازمة والتي اوصلت البلاد الى مفترق الطرق والكل ادلى بدلوه بقى الجميع ينظر الى موقف المجلس الاعلى وما هو تحركه ولما كان يتحدث دائما عن المشاركة والالتزام والمباديء والتوافق بينما نرى الاطراف الاخرى والتي طالما دافع المجلس الاعلى عنها وابدى مرونة معها واعطى مساحة واسعة للتفاعل والحراك والمشاركة وخاصة (القائمة العراقية ) وبكل اطيافها وليس بعيد موقف المجلس الاعلى من قضية تشكيل الحكومة وانسحاب المجلس الاعلى منها واين ذهب التحالف المصيري بين المجلس والاكراد الم يحن حينه الم ياتي وقته ..ولا اريد الحديث عن المجلس الاعلى او ان اتكلم بالنيابة عنه في هذه الفقرة وسابدا بالاكراد فان موقف الاكراد لازال مجاملا للمجلس الاعلى مدافعا عنه ويحن لذلك الحراك وذلك العمل وتلك المواقف والتعاون والذي اثمر كثيرا بتشكيل حكومات واسناد حكومات (الدكتور الجعفري والاستاذ المالكي ) في اكثر من موقف وازمة .واما العراقية فلايمكن الحديث عن تحالف بقدر الحديث عن مشارك واقعي في الوطني (فالعراقية ممثلة للسنة )اما الالتزام والحديث عن المبدئية فلن يبق ولن يكون من طرف واحد وعلى طول الخط اما الحديث السابق والمواقف الماضية فانما كانت تنسب للسياسة وللخيارات الواقعية مادامت في اطار العملية السياسية ونظام وضمن الدستور اما عندما تتحول الامور والحديث عن لي اذرع واسقاط عملية واستقطاب طائفي وسب وشتام وفرز وتهديد وجود ونسف مقدرات وقلب واقع وعودة لمعادلة ظالمة فلن يكون الا التعامل بالمثل اما التزام المجلس الاعلى طوال الوقت لموقف وخط المتريث والمراقب انما للحفاظ على الاستمرار وديمومة العملية السياسية واذا بقى الحديث عن انفصام وتقسيم وقتل وزحف وانقلاب وربيع وبغداد ناه وماننطيه وتعالي وحقد وتزييف حقائق و....فلن يجد الاخرين المجلس الاعلى الا اصحاب الرد الاقوى ومن يتعامل بالمثل وهو ما قرأته وفهمته من حديث قيادات المجلس الاعلى وخاصة موقف الدكتور همام حمودي... فمتى يكون رد المجلس الاعلى ومتى يتعامل بالمثل مع الجميع مع كل من خانه وغدره وخونه وشكك به وسبه وشتمه ولمزه وروج لذلك حتى اوصل البلاد الى هذه المرحلة.؟؟؟؟. فرسالة المجلس الاعلى هو البقاء في هذا الوطن والحفاظ على مصالح عامه وحقوق وللصبر حدود ان موقف المجلس الاعلى ومن كلام (الشيخ همام حمودي) كان بمثابة صرخة فالاستمرار بانتهاك حقوق الاغلبية وتهميشهم واقصاءهم والمراهنة على صبرهم وحلمهم على طول الخط ليس بالامر الصحيح ولا قراءة صائبة وبناء خاطيء وان الحديث لن يكون عن ظلم عشرة سنوات او تهميش مدعى وعدالة زائفة انما سيكون بحجم ظلم وتقتيل وتهجير واستباحة محرمات واقصاء وحرمان استمر ودام قرون ولن يكون في حدود مناطقي او زمني بل سيتعداه الى كافة المستويات وان على المتظاهرين ان يحرصوا كثيرا وان يعرفوا اين يضعون اقدامهم وان عليهم ان يقرأوا شعاراتهم جيدا وان يعيدوا النظر في معانيها وان لايمضوا بعيدا في خيالهم وان لايرهنوا على الخارج ولا يعولوا على صبر الاغلبية فالرد والتعامل بالمثل والتوجه الى تبادل الرد الطائفي لن يكون في صالحهم لابحجم التعداد ولا بمقدار المظلومية ومصداقيتها ولا من حيث القوة ......

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد أبو النواعير
2013-02-18
كلام يبرد قلوب المظلومين والمفجوعين ...
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2013-02-18
من اسوء مناهج السياسة هي منهج البقاء على الحياد والتخوف من تبيان الموقف الحقيقي لهذا الحزب او التكتل، إن محاولة ارضاء الجميع غير منطقية ولا تستند على اسس واقعية إذ لايمكن أن يكون الجميع في نفس المستوى، فمحاولة ارضاء جميع الاطراف تعني ان الجميع في مستوى واحد، فهل يعقل ان يكون الجميع سلبيين أو الجميع إيجابيين؟ انها سياسة فاشلة وستجر العراق إلى المزيد من الدماء.
الدكتور شريف العراقي
2013-02-18
ضرورة التمييز بين العدو والصديق وهذه ليست وسطية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك